بعد أن خلق الله آدم الإنسان الأول وسُر به ووضعه في الفردوس. قال: "لا يحسن أن يكون الإنسان وحده، فلنصنع له مُعينًا نظيره" (تك2: 18). فعاد الله وخلق حواء "وأحضرها إلى آدم" (تك2: 22). وقال لهما "أثمروا واكثروا واملأوا الأرض" (تك1: 28). فنلاحظ أن قيام الله بصنع حواء وتقديمها زوجة لآدم فيه تعليم عملي لنا أن الله هو الذي يُقدِّم كل زوجة صالحة لرجلها المناسب.
من أجل هذا نرى أبانا إبراهيم عندما أرسل عبده كبير بيته ليخطب لابنه إسحق قال له: "الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي... يُرسل ملاكه أمامك، فتأخذ زوجة لابني من هناك" (تك24: 7). ويؤكد الكتاب المقدس هذه الحقيقة أكثر بقوله "أما الزوجة المتعقِّلة فمن عند الرب" (أم19: 14).
وإن كان الله هو الذي يختار الزوجة الصالحة وجب علينا ألاَّ نختار نحن لأنفسنا، لأننا نحن عندما نختار نحكم حسب الظاهر، لكن الله عندما نلجأ إليه فإنه يختار لنا حسب معرفته بالحياة الداخلية، فالإنسان ينظر إلى العينين أما الرب فإنه ينظر إلى القلب (1صم16: 7).
نحن يؤثر فينا النظر إلى الجسد أما الله فيختار لنا حسب النظر إلى الروح لأنه هو تهمه روحنا الجوهر الباقي أكثر من اهتمامنا نحن بجسدنا العَرَض الزائل.
نحن نختار حسب حُكمنا على الظروف الحاضرة ولا نعرف المستقبل لكن الله وحده له هذه المعرفة (إش44: 7). ويمكنه أن يعرف إن كان هذا الاختيار أو ذاك له ضرر لنا في المستقبل أم لا.
لذلك غالبًا ما يكون حُكمنا جسديًا وسطحيًا وناقصًا لا ينبني عليه اختيار سليم. بعكس ما إذا أفسحنا الطريق أمام الله ليختار لنا فاختياره يحمل لنا كل خير وصلاح وبر.
لكي نشرك الله معنا في الاختيار نلجأ إليه:
بوسائل العبادة المختلفة (الصلاة - تقديم الذبائح ورفع القرابين - الصوم) - الاسترشاد بكلمة الله
1 - بوسائل العبادة المختلفة: فلقد لجأ آباؤنا إلى وسائل الاتصال بالله لاستدرار مراحمه وطلب معونته فيما قابلهم من صعاب ومشكلات، واختبروا فاعلية هذه الوسائل. وعلينا نحن أن نختبر بركة هذه الوسائل وأهمها:
أ - الصلاة: التي فيها نطلب من الله أن يشترك معنا في هذا العمل كما في كل عمل آخر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وذلك بأن يهيئ الطريق أمامنا ويرشدنا للاختيار الصحيح ويعطينا الحكمة والفهم من أجل سلامة الحكم ويكشف لنا بواطن الأمور حتى لا ننخدع بالمظاهر. وعلينا أن نطلب من الله بإيمان وإلحاح لكي يستجيب لنا.
ب - تقديم الذبائح ورفع القرابين: وذلك بعمل قداسات لأن ذبيحة المسيح لها كرامة عظيمة عند الآب السماوي. وإن كان البعض يلجأ لوضع ورقة على المذبح فليس لعمل قرعة ولكن لأجل طلب تدخل الله وتسييره للأمور وطلب بركة الذبيحة وشفاعة السيدة العذراء. مثلما كان يرفع أيوب ذبائح من أجل أبنائه (أى5:1).
ج - الصوم: بأن يفرض الإنسان على نفسه صومًا بمعرفة أب اعترافه من أجل هذا الغرض. فالصوم له فاعلية عجيبة في استدرار مراحم الله واستجابة طلباتنا. مثلما صام نحميا من أجل أورشليم (نح 1: 4).
2- الاسترشاد بكلمة الله: ونشرك الله معنا أيضًا في الاختيار بلجوئنا لكلامه ووصاياه. فلقد أعلن الله لنا فكره في الكتاب المقدس ولكي يكون الاختيار منه وحسب مشيئته يوحد الإنسان فكره مع فكر الله، فيسير على المقاييس التي وضعها الكتاب المقدس للرجل والمرأة المثالييْن، ويجعلها دليلًا له عند الاختيار، وليس أقدر وأحكم من كلمة الله في إرشادنا وتوجيهنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/choice-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/am249fj