St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   engagement
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الاختيار والخطوبة في الإيمان المسيحي - القمص صليب حكيم

4- الفصل الأول: عوامل تعطل الاختيار

محتويات: (إظهار/إخفاء)

1 - قلق بعض الفتيات وتأثيره على مظهرهن
2 - كثرة المترددين ومقابلتهم دون نتيجة إيجابية
3 - التمرد في الاختيار
4 - مفاجأة الوالدين بالخطوبة
5 - الاتفاق العيالي من أجل الزواج
6 - التَّعلُّق المُعطِّل

هناك أمور تتعلق بتصرفات كل من الشاب والفتاة تعطل أساسًا إقبال الواحد منهما على اختيار الآخر، يحسن أن ينتبها لها لكي يتفاداها حتى لا يتعسر طريقهما نحو الزواج وحتى لا يُلقيان اللوم على الله في تعطل زواج أي منهما. ومن هذه الأمور:

 

1 - قلق بعض الفتيات وتأثيره على مظهرهن:

بعض الفتيات يغلب عليهن الظن أنهن وُجدن في هذه الحياة لأجل الزواج وليس لهن رسالة أو هدف غيره. ويظل القلق والاضطراب يسيطران عليهن في انتظار اليوم الذي يحقق الله لهن هذا الهدف. وكلما طال انتظارهن كلما زاد قلقهن بل وحزنهن أحيانًا. وهناك البعض اللاتي يضعن اعتبارًا كبيرًا للزمن في موضوع الزواج، وكلما سمعن عن واحدة أو رأين واحدة قد تزوجت وخصوصًا إذا كانت تصغرهن سنًا ينتابهن الحزن والبكاء الشديد ويصيبهن اليأس ويطلبن الموت بدل الحياة.

وهذه الأنواع من الفتيات يجب أن يقتنعن ببعض الأمور:

St-Takla.org Image: Worried girl, anxiety صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة قلقة، قلق،

St-Takla.org Image: Worried girl, anxiety

صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة قلقة، قلق،

أولًا: أن الفتاة تنتظر نصيبها لأنها موضع الحب والاختيار. وهى التي يطلب الشاب يدها وليست هي التي تطلب يد الشاب. وانتظار الفتاة لنصيبها قد يتحقق بعد ساعة وقد يتحقق بعد عدة سنوات. وليس من الحكمة أن تنشغل الفتاة وتقلق أعوامًا لا يعرف أحد مداها وتكون قد فقدت سلامها وسعادتها كل تلك السنوات بسبب قلقها المستمر لأمر ليس تحقيقه في يدها ولا تحت إرادتها.

ثانيًا: إن القلق والاكتئاب من أجل تأخر الزواج يزيدانه تأخيرًا، لأنهما ينعكسان على وجه الفتاة وعلى مظهرها بحيث تبدو حزينة مكتئبة دون أن تشعر هي بذلك. والحزن والكآبة يضران الفتاة إذ يجعلان الشاب يهرب منها، وذلك عكس ما تعتقده أحيانًا أن الحزن قد يسبب عطف الآخرين عليها. ولابد أن تنتبه إلى أن الزواج ليس موضوع عطف ولا رحمة لكنه موضوع راحة وسعادة، والبشاشة والوجه المريح عنصران مهمان في ارتياح الشاب للفتاة وإقباله عليها.

ثالثًا: إن كل شيء يتم بإرادة الله ويتم في الوقت المحدد له من قبله لأنه كما يقول الكتاب "لكل شيءٍ زمانٌ، ولكل أمر تحت السموات وقت، فأيُّ منفعةٍ لمن يتعب مما يتعب به؟" (جا3: 1، 9). ومن لديه إيمان يترك أموره بين يدي الله يجريها كما يشاء ويتممها متى شاء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وإن كان عامل الزمن يشكل أهمية في زواج الفتاة بالنسبة لموضوع الإنجاب إلاَّ أن لدى الفتاة أكثر من 25 عامًا في عمرها هي فترة صالحة للإنجاب. والله الذي أعطى سارة نسلًا بعد موت مستودعها هو الذي يعطي نسلًا لمن يريد وفي الوقت الذي يريده.

رابعًا: ليست السعادة في الزواج المبكر وحده لأننا رأينا كم من زيجات متأخرة تتمتع بسعادة كبيرة.

وعلى الفتاة لكي تزيح عنها شعور الحزن والاكتئاب وتتخلص من مظهرهما أن تحيا حياة الشكر والرضا والتسليم لإرادة الله. ولتعتبر أنه طالما لم يأت لها بعد نصيب للزواج فإن فترة حياتها العذراوية هي أجمل فترات العمر لأنها تمتاز بالانطلاق والحرية من قيود الجسد وبالحرية الاجتماعية، إذ تشعر أنها تحيا مع الكل وللكل بل والكل لها. ثم يمكنها أن تختار ما تشاء من أنشطة أو خدمات تؤدي بها رسالة في حياتها تدعم من كيانها وتؤكد بها وجودها وتغطي حياتها بالحب والتقدير من الكل. فتمتلئ بالسعادة التي تجعلها بشوشة مما يفتح أمامها بابًا أوسع لقبولها والارتياح للارتباط بها. وكثير من الفتيات اللاتي اندمجن في أنشطة وخدمات تغير مظهرهن كلية نتيجة التغير الذي طرأ على نفسياتهن ووفقن لأفضل الزيجات.

 

2 - كثرة المترددين ومقابلتهم دون نتيجة إيجابية:

تشكو بعض الفتيات أنه يتقدم لهن كثير من الشبان ويحضرون إلى البيت وتتم مقابلتهم ثم لا يعودون ثانية وكأن شيئًا لم يكن. ويستغرب هؤلاء الفتيات وأسرهن لماذا يحدث هذا ويتكرر ويفسرون هذا أحيانًا بأن هناك عملًا ما أو سحرًا من أحد الأقارب أو الجيران. ولكن الإنسان الذي يعيش بالإيمان لا يصح أن يُعَوِّل على السحر والأعمال بل يثق أن الله أقوى من كل شيء. ثم يعالج أموره بموضوعية وعقلانية لكي يتعرف على الأسباب ويعالجها. فلربما يكون السبب عيبًا في الفتاة نفسها كأن تبدو بوجه متجهم أو كئيب خالٍ من مسحة الهدوء أو الابتسامة أو تتحدث بطبع حاد أو ألفاظ تدل على انخفاض المستوى الأدبي أو ألفاظ جافة أو كلام يبدو فيه الافتخار وحب العظمة أو بمطالب تبدو فيها المغالاة في التطلعات المادية في تأثيث الشقة أو الشبكة أو حفل الخطوبة أو بجلسة متحررة فيها تضع ساقًا على ساق أو بضحك غير منضبط. فأيٌّ من هذه كفيل أن يجعل المتقدم يتراجع عن مشوار الخطوبة ولا يعود ثانية. والعلاج أن تكتشف الفتاة خطأها لكي تصلحه حتى لا يهرب منها كل من يتقدم لها. وأحيانًا لا تكون هناك أسباب من هذا القبيل ويكون هذا ترتيب من الله للخير.

 

3 - التمرد في الاختيار:

توجد فتاة يتقدم لها أكثر من شاب، وعند لقائها بهم تخرج عيبًا في كل واحد منهم، وذلك لتطلعها إلى ما هو أفضل. وقد يمر الوقت ولا يتقدم إلاَّ ما هو أدنى وأقل حالًا. وقد لا يتقدم أحد على الإطلاق. وبعض الفتيات لم يصبهن الدور في الزواج بسبب تمردهن. وقد يحدث هذا التمرد من الشاب أيضًا بحيث يتأخر جدًا في زواجه أو قد لا يتزوج.

وقد يرجع هذا التمرد إما إلى عدم اتضاع الشاب أو الفتاة وعدم قناعتهما أو إلى تحجر فكرهما حول عنصر معين متميز ينشده في الطرف الآخر، مثل المال أو الجمال أو نوع ومستوى الوظيفة. بحيث إذا لم يتوفر هذا العنصر المتميز فيكون القرار بالرفض. وهذان السببان بعيدان بطبيعة الحال عن التسليم لإرادة الله وعن الحكمة التي يجب أن تعطي تقديرًا واعتبارًا لما يفرضه الواقع.

والنصيحة إلى هذا النوع إن كان شابًا أو فتاة أنه إذا لم يعثر في الطرف الآخر على الصفة المميزة ولكنه مناسب إلى حد كبير فلا مانع من الموافقة المبدئية عليه والتفكير في الارتباط به.

 

4 - مفاجأة الوالدين بالخطوبة:

أحيانًا يكثر تردد الشاب على أسرة بعينها بسبب المذاكرة أو الصداقة أو تأدية خدمات متكررة، وتتكون علاقة مودة بينه وبين فتاة من هذه الأسرة. وقد تنمو هذه العلاقة في هدوء وكتمان في محيط هذه الأسرة حتى تتحول إلى رغبة للزواج. فيفاتح الشاب الفتاة بهذه الرغبة فتطلب هي منه أن يفاتح والديها. وإذ يرحب الوالدان بهذا الشاب ليتزوج ابنتهما. يتوجه إلى والديه ويعلن لهما أنه قرر خطبة هذه الفتاة وأنه اتفق مع والديها وليس على والديه إلا أن يذهبا لوالديْ الفتاة ويصادقا على هذا الاتفاق. وإذ يفاجأ الوالدان بهذا الكلام ينزل عليهما الخبر كالصاعقة خاصة إذا بدا لهما عدم صلاحية هذه الأسرة أو هذه الفتاة لزواج ابنهما منها.

وقد ينفعل الشاب ويثور إذا أبدى والداه معارضتهما لهذا الزواج. غير متقبل أن يقفا ضد تحقيق رغبته. وقد يقاطعهما أو يهددهما بالانتحار أو بترك المنزل وفي كل هذا يعتقد الشاب أنه على حق في طلبه.

والحقيقة أن هذا الشاب في علاقته مع هذه الفتاة واطراد علاقته بها دون أن يصارح والديه بهذه العلاقة في وقت مبكر فهو مخطئ في حق نفسه إذ استقل بفكره في تصرفه رافضا طلب أي مشورة أو توجيه، غافلًا عن أن الأسرة شريك معه في نَسَبِه ولها مشاعرها ولها رأيها. ومغفلًا أيضًا خبرة والديه وحقهما في توجيهه ونصحه من نبع محبتهما الطبيعية له، غير واضع اعتبارًا لضرورة استعدادهما النفسي والمادي لمواجهة هذه الظروف.

وهذا الإغفال والتغافل وعدم التقدير كله يشير إلى أن مثل هذا الشاب بعيد عن الحكمة وأقرب منه إلى الطياشة وعدم التعقل. ولا يصح لأسرة عاقلة أن ترتبط بشاب دون معرفة والديه ورضائهما.

 

5 - الاتفاق العيالي من أجل الزواج:

إن الشاب عَيِّل مهما كبر في السن ومهما أخذ من شهادات طالما أن أسرته هي التي تنفق عليه وتعوله. ومثل هذا الشاب عندما يتقدم ليطلب يد فتاة وهو غير مقدر أنه سيكون المسئول عن إعالتها هي والأبناء الذين سينجبهم منها، مما يقتضي منه أن يكون قد انتهى من مراحل تعليمه ومن الخدمة العسكرية وأن يكون له عمل منتظم وإيراد ثابت، وهذا الإيراد يكفي للإنفاق على الأسرة وعلى احتياجاتها الضرورية. فهو أمر يدعو إلى العجب أن يرحب والد فتاة بشاب مثل هذا لازال كطفل تعوله أسرته ولم تكتمل رجولته بعد، مهما كان ثراء والده أو أملاك أسرته بل العجب أيضًا أن تقبل أسرة هذا الشاب تزويجه خصوصًا أن التجربة قد أثبتت فشل مثل هذه الزيجات التي لم يتعلم فيها الأزواج الاعتماد على النفس وكسب قوتهم بأنفسهم وتحمل المسئولية!

وعلى هذا الشاب أن يعي أن والديه سوف لا يدومان للإنفاق عليه وعلى أسرته مدى الحياة والثروة قد تضيع في لحظة أما مهنته التي يعمل بها فهي الباقية له كمصدر كريم لتغطية نفقات حياته مع أسرته.

وإذا كان لازال يواصل تعليمه الجامعي أو لا زال في فترة تجنيده أو تخرج ولم يمسك عملًا بعد ويصمم على الارتباط ويضغط على الأسرة لكي تشتري له الشبكة وتقوم بمصاريف الخطوبة. فليعلم أن تصرفه عيالي غير ناضج ويجب عليه أن يركز في تعليمه أو أن يصبر حتى تنتهي فترة تجنيده أو إلى أن يكون له عمل ثابت. كما لا يصح أن تنساق أسرته مع أهوائه الغير متعقلة.

وبعض الشبان يهددون أحيانًا والديهم بوسائل مختلفة أو يتصنعوا الغضب والاكتئاب في حالة معارضتهم. ولكن بعض الآباء يتمسكون بضرورة عدول أبنائهم عن ما يُصرون عليه. والبعض الآخر يخضعون لتصميم أبنائهم، ثم يتحملون في النهاية النتائج المترتبة على إدراك أبنائهم المتأخر لخطئهم الذي صمموا عليه.

 

6 - التَّعلُّق المُعطِّل:

أحيانًا تتعلق الفتاة بشاب غير مقبول من الأسرة لأنه لم تتوفر له إمكانيات الزواج، وعليها أن تنتظره عدة سنوات. وقد يتقدم لها أكثر من شاب وتُجمع الأسرة على صلاحيتهم وأفضليتهم عن الشاب الآخر ولكنها ترفضهم وتظل مترددة في قبولهم، ليس لسبب سوى تعلقها بذلك الشاب الآخر. وتختلق أعذارًا وتجتهد في إخراج عيوب في كل شاب يتقدم لها وقد يتم ارتباطها بأحدهم رسميًا ولكنها تظل في اتصالاتها ومكالماتها وأحيانًا مقابلاتها لذلك الآخر.

ويحس الشاب المتقدم لها بفتورها نحوه أو أنها تصده بكلمات جافة ومُعرضة عن إبداء أي مشاعر نحوه دون أن يعرف هو سببًا لذلك. وقد يحاول أن يتودد لها ويرضيها وهى لا تزال عازفة عنه. وذلك ليس لعيب فيه وإنما لطياشة هذه الفتاة.

ولا شك أن موقف هذه الفتاة وما يحويه من تصرفات خالٍ من الحكمة وبعيد عن إعمال العقل وعن مراعاتها لمصلحتها، وتحركها فيه عواطف عمياء وتعلق لم يَزِنْ الأمور جيدًا؛ ولربما لا تفيق لنفسها إلا بعد ضغوط من الأسرة تُبَصِّرُها بضرورة النظر إلى مصلحتها وبأن تعرض عن تعلقها غير العاقل.

وقد يحدث مثل هذا أيضًا مع شاب في تعلقه بفتاة من الصعب أن ترتبط به. لذلك يجب أن ينتبه كل من الشاب والفتاة إلى ضرورة إنهاء أي تعلق يعطل مصلحتهما.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/choice-disruptions.html

تقصير الرابط:
tak.la/a6m647j