محتويات: (إظهار/إخفاء) |
أ- ما قبل اللقاء الاستفسار من أب الاعتراف المصارحة بالخطوبات السابقة التأخر في الزواج لا يجبر على التسرع كيفية اختيار فتاة بين شقيقتين أو أكثر ب - فترة التعارف |
بعد توضيح الأساس الروحي الذي يقوم عليه الزواج المسيحي السليم، وأهمية فترة الخطوبة لتشييد هذا الأساس وتجنب الزواج المضروب، نتناول موضوع الخطوبة التي تبدأ عادة بلقاء للتعارف، خصوصًا عندما يكون الطرفان غريبين عن بعضهما البعض، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولكن يسبق اللقاء للتعارف فترة يتخللها محاولة كل طرف الاستفسار عن صحة بيانات الطرف الآخر وسلوكياته وعن خطوباته السابقة إذا وجدت وسبب فكها. ثم يستعدان بعدها لاستطلاع بعض الأمور التي تحتاج أن يكون الرأي مستقرًا عليها من قبل أي لقاء. لذلك ينبغي معرفة كيفية التصرف في هذه الفترة؛ فترة ما قبل اللقاء.
البعض يلجأ قبل أي لقاء إلى أب اعتراف أيٍّ من الشاب أو الفتاة ليطمئن على سلوكياته، وهل يصلح الواحد منهما للتقدم إليه للارتباط به أم لا. وهذا البعض له عذره في استفساره لأنه أولًا: لربما لا يعرف شيئًا إطلاقًا عن هذا الشخص الذي يسأل عنه. ثانيًا: لأنه قد يعرف شيئًا ولكن لأنه لا يجد من يثق في كلامه أكثر من أب الاعتراف، لذلك يلجأ إليه بحكم هذه الثقة، وبحكم أن أب الاعتراف يعرف أكثر من أي شخص آخر عن حياة معترفه.
لكن هذا البعض يخطئ في لجوئه هذا، لأنه إذا كان أب الاعتراف موضع ثقة ولذلك يقول له الناس كل شيء، فلا يليق به ولا يحل له أن يفشي أسرار الناس ويقدم تقريرًا عنهم أو تقييمًا لهم لكل من يسأل عنهم. وإلا لما صلح أن يكون أب اعتراف لأحد، ولما استأمنه الآخرون على بواطن حياتهم وعلى الاعتراف بخطاياهم طلبًا للصفح والمغفرة.
والطريق السليم للتعرف على بيانات الشخص هو كثرة التقابل معه والتردد عليه مع التحاور معه والتساؤل والأخذ والعطاء قبل الدخول في أي اتفاقات أو شروط للارتباط. وإن كان هناك وسيط بين الطرفين فمفروض أن يكون مرجعًا أمينًا لبيانات الشخص وسلوكياته.
يُولي البعض اهتمامًا زائدًا عندما يسمع أو يعرف عن الطرف الآخر أنه فك خطوبة سابقة أو أكثر. وهذا البعض على حق في هذا الاهتمام ولكن يجب أن لا يكون بزيادة. لأن كثيرًا من الخطوبات يُفك لأسباب تتعلق بشكوك وظنون يظهر في النهاية عدم صدقها. أو لعدم القدرة على التوافق في الفكر والرأي والطباع. وهذا أمر وارد في أي خطوبة مع طرفين ليس بينهما معرفة سابقة.
لذلك إن كان الشاب أو الفتاة قد مَرَّ أحدهما بخطوبة سابقة أو أكثر فلابد أن يضع في اعتباره أنه سيصارح الطرف الآخر بعدد الخطوبات التي مر بها، ويذكر له سبب الفك بالصراحة إذا كان السبب منه حتى لا يلجأ هذا الطرف للاستفسار من الآخرين، فيكتشف أمورًا أخفيت عنه حينئذ يتضايق من عدم الصراحة ويساوره الشك ويذهب لظنون بعيدة عن الحقيقة قد تكون سببًا في أن يعرض عن الارتباط.
وإذا كان سبب الفك عيبًا في الطرف الآخر فلا يصح ذكر هذا العيب والإساءة إلى سمعة ذلك الطرف. ويكفي القول بأنه لم يحدث توافق وأن إرادة الله لم تسمح بالارتباط.
بعض الشبان يتأخرون في الزواج. وعندما يحسون أن الزمن أسرع بهم والوقت قد فاتهم سواء لأسباب مادية أو لظروف عائلية أو لأنهم قد حاولوا الارتباط عدة مرات وفشلوا في محاولاتهم فينتابهم اليأس وحينئذ يريدون أن ينتهوا من هذه المهمة، مهمة الاختيار ليرتبط الواحد منهم بأي فتاة أيًا كانت العواقب. فيقدم على اللقاء وهو مملوء بالإحباط وعدم الثقة بالنفس، وكمن يقول في نفسه لعل الطرف الآخر يقبله ويرضى عنه، وكأنه هو المخطوب وليس الخاطب، ولا يحمل في ذهنه سوى انتظاره القبول والرضى عنه.
والحكمة تقتضي أنه إذا كان هذا البعض قد فاته عدد كبير من السنين، فهذا لا يمنع أن يضيف عليها سنة أخرى يأخذ فيها فرصة للاختيار السليم، فيستعد للقاء الطرف الآخر واضعًا أمام عينيه عناصر الاختيار السليم والمفروض طبعًا أن يكون مناسبًا لسنه وظروف تأخيره، واحتمالية الرفض إذا كان هناك ما يستوجبه.
يحدث هذا عند الرغبة في مناسبة أسرة بعينها. فأحيانًا يسمع الشاب أو أسرته عن أسرة طيبة متدينة أو يرون أمًا فاضلة، وتصبح لهم الرغبة في مناسبة هذه الأسرة التي قد يكون لها أكثر من بنت. وفي هذه الحالة لا يصح أن تعرض عليه بنت ثم يرفضها ثم يطلب أن يرى أختها لكي يقبلها أو يرفضها. لأن الأخت سوف لا تقبل شابًا سبق وتقدم لأختها ورفضها من قبلها. لذلك يحسن أن تتم مقابلة الشاب للأختين كلًا على حدة، دون التصريح بأنه يطلب إحداهما. أو أن تتم مقابلته للاثنين معًا في جلسة عائلية ليس على أساس أنه حاضر ليخطب ولكن على أساس أنه صديق الوالد أو صديق أحد الإخوة أو أنه حضر إلى البيت للاستشارة في أمرٍ ما أو لتقديم خدمة ما للأسرة حتى لا يحدث حرج لإحدى الأختين.
بعد توضيح كيفية التصرف في الأمور التي تسبق اللقاء نتناول فترة التعارف بين الشاب والفتاة، وهى ضرورية لإبداء الموافقة على الارتباط من عدمه من بداية الأمر. وخصوصًا أنه ارتباط يدوم مدى العمر، ولابد أن ينبني على معرفة واضحة وصريحة من كل طرف للآخر. ولذلك يجب أن يتنبه فيها الطرفان إلى بعض الأمور:
بيانات صادقة - توضيح ملامح الشخصية - إعطاء فرصة لفترة زمنية مناسبة من أجل الأسئلة والاستفسارات
- بيانات صادقة: لا بُد من تعريف كل طرف من الطرفين بنفسه للآخر من أول جلسة للتعارف، وذلك بتقديم كل البيانات اللازمة كل عن نفسه، مثل السن والمؤهل ونوع العمل ومتوسط الدخل الشهري ومواصفات سكن الزوجية والخطوبات السابقة والموقف من الهجرة وإن أمكن نوع عمل الوالدين. مع توخي الصدق الكامل في هذه البيانات. حتى إذا ما صار قبول ورضا بين الطرفين ففي جلسات تالية يمكن ذكر أي مرض مزمن لا يعطل الزواج أو لا يتسبب في تشويه النسل مثل الربو والصرع وبعض أمراض القلب أو تعطل إحدى الكليتين أو الرئتين أو تركيب عدسات لاصقة أو السكر وخلافه. كذلك الإفصاح عن ارتداد أحد أفراد الأسرة عن الإيمان خصوصًا من قرابات الدرجة الأولى والثانية مثل الإخوة والأخوات وأشقاء وشقيقات الوالدين أو أحد أبنائهم أو بناتهم. والتصريح بهذه الأمور الأخيرة واجب قبل البدء في أي إجراءات رسمية.
- توضيح ملامح الشخصية: لا بُد من تعريف الطرف الآخر بالميول والطباع والمستوى الانفعالي والاتجاهات والمبادئ والأمنيات والتطلعات أو الطموحات سواء علمية أو مادية أو روحية، والهوايات ووسائل تقضية وقت الفراغ، وفي نماذج الشخصية التي يحبها وما هي الأمثلة التي يقتدي بها، وماذا يحب وماذا يكره في الطعام وفي الملبس وخلافه. وإن كان من رواد المقاهي أو يتعاطى الخمر أو السجاير أو أي مكيفات أخرى.
- إعطاء فرصة لفترة زمنية مناسبة من أجل الأسئلة والاستفسارات: ولابد أن يتسع صدر كل من الطرفين لتقبل هذه الأسئلة والاستفسارات من الطرف الآخر، والإجابة عليها بأمانة والترحيب بتكرار اللقاء وإعطاء الفرصة الكافية من الوقت للرد بالقبول أو الرفض.
هذه بعض الأمور التي يجب أن يتنبه لها الخطيبان في فترة التعارف. وعندما يطمئن الطرفان على معرفة كل واحد منهما للآخر بعد أن يلمَّ بكل ظروفه وبياناته، يتجهان بالطبع للتفكير في عمل الخطوبة.
وقبل السير في إجراءات الخطوبة يجب التنبه لبعض الملاحظات من أجل تجنب بعض المعوقات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/before-acquaintance.html
تقصير الرابط:
tak.la/z2mkj5s