نعود لسؤالنا الهام:
كيف نعالج مشكلة الاحتياج عندما تزيد مصروفاتنا عن دخلنا؟
هناك عدة أفكار من الممكن أن تساعدنا لحل هذه المشكلة:
ما الذي اقصده بهذا؟
اقصد إن تحديد الهدف من أهم الأمور قبل البدء بأي عمل، فما هدفك الذي ستسعى لتحقيقه؟ والهدف من الضروري أن يكون محددًا بدقة، فعندما تهدف إلى زيادة دخلك فكم من المال يكفيك ليغطي نفقات بيتك؟
حدد كم هو الدخل الذي تريده؟
ألف جنيه؟ ألفان؟ أكثر من ذلك؟ أقل من ذلك؟ حدد الرقم.
ولكي تجيب علي هذا السؤال لابد أن تكون علي دراية أصلًا بدخلك.
كم دخلك؟ وان تكون أيضًا علي دراية بمصروفات أسرتك كم جنيهًا تبلغ؟
وعندها تستطيع أن تحدد كم جنيهًا تحتاجه ليغطي راتبك نفقاتك المعيشية.
فما من إنسان خلقه الله بلا مهارات، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. غير أن بعض الناس لا يعرفون ما هي مهاراتهم وربما لم يفكروا في هذا الأمر من قبل.
وسبق لي أن سألت بعض الشباب عما يتقنونه ويجيدون عمله فرأيتهم متعجبين من السؤال وقضوا وقتًا ليس بقليل يفكرون ليجدون الإجابة وكأنهم لا يعرفون لهم أية مهارات!!
والمهارة هي ذلك العمل الذي تستطيع عمله بدقة وفي اقل زمن ممكن، أو هي سرعة ودقة الأداء، أضف إلى ذلك إن المهارة مرتبطة بما تحب عمله، فغالبًا نحن لسنا مهرة في الأمور التي نضطر لعملها أو نعملها بلا أية رغبة لدينا، أمور لا نحبها ونقوم بها رغمًا عنا.
بينما الأمور التي نحبها نمارسها كثيرًا فنبرع فيها ونتقنها فنؤديها بدقة وبسرعة.
وقد تكون مهاراتنا بعيدة عن عملنا فمثلا نجد أن إبراهيم ناجي كان طبيبًا ولكنه كان ماهرًا في الشعر، أيضًا قد نجد موظفًا ماهرًا في النجارة أو صيدلانيًا ماهرًا في الكتابة وهكذا..
وأنت ما هي موهبتك؟ وكيف يمكنك تنميتها؟
وهل يمكنك استخدامها في زيادة دخلك؟
اعرف سيدة أرملة تحب الطبخ والمطبخ جدًا ولم تجد عملًا مناسبًا لظروفها من حيث كونها أم وتعول أطفال، كما أنه لم يكن لها من دخل سوى معاش زوجها الذي لا يكاد يكفيها، فقامت بالدعاية لنفسها أنها تستطيع أن تعد طعامًا للزوجات اللائي يعملن بالقطاع الخاص لوقت متأخر من النهار ليس لديهن الوقت الكافي ليطبخن، وبدأت تتوالي عليها الطلبات لإعداد الطعام وصار هذا هو عملها ومصدر دخلها ومع الوقت استعانت ببعض البنات لمساعدتها في عملها.
لقد خلقت لنفسها عملًا ولأخريات أيضًا.
فقط هي استطاعت أن تعرف مهاراتها في الطبخ واستطاعت تنمية هذه المهارة بكثرة ممارستها وبمعرفة المزيد عنها وأخيرا استطاعت أن تستخدم هذه المهارة لتزيد من دخلها.
عندما بدأ الكمبيوتر ينتشر بادر الكثيرون باقتنائه واستخدامه في أمور شتى، فهناك من استخدمه للتسلية وللعب وهناك من استخدمه لمشاهدة الأفلام أو لسماع الموسيقى وهناك من تعلم منه واستخدمه لزيادة دخله.
اعرف شابًا كان يعمل موظفًا بسيطًا وكان دخله محدود جدًا، وككل الشباب فكر في زيادة دخله ليستطيع أن يتزوج فدخله يكفيه كأعزب ولكنه لا يكفيه لو فكر في الزواج.
تعلم الشاب كيف يكتب الرسائل العلمية علي الكمبيوتر، وعرَّفَ كل أصدقائه بأنه يستطيع الكتابة علي الكمبيوتر ببراعة، وذاعت شهرته ولجأ إليه البعض ممن يحتاجون مساعدته فزاد دخله مما ساعده في تحقيق حلمه.
هل حاولت أن تتأمل وجوه الناس وهم ذاهبين إلى أعمالهم ووظائفهم؟
وجوه حزينة مهمومة لا ترى عليها آثار البهجة والإثارة بل الهم والإحباط.
هل يستطيع الشخص اليائس المحبط أن ينتج في عمله؟
كثيرون يعملون أعمالهم فقط لأنهم مضطرون، لم يختاروا ما يعملونه بل فُرِضَت عليهم أعمالهم لذلك يؤدوها وهم مضطرين فلا تتوقع نتائج عظيمة من جراء أعمالهم.
والمثل يقول "علينا أن نحب ما نعمل لا أن نعمل ما نحب"، ولكني أقول:
بل يجب أن نحب ما نعمل وان نعمل ما نحب، وعندما نعمل أعمالنا بحب وبفرح فحينئذ ننتج فيها ونحقق منها ثمرًا وفيرًا.
ومن يحبون أعمالهم لا يرضون عن أدائهم لو كان روتينيًا لأنهم يبحثون عن الإبداع والتميز.
الإنسان يعمل ما لا يقل عن ثمانية ساعات يوميًا أي حوالي ثلث اليوم
فهل يمثل العمل لك لذة أم هو شر لا بُد منه؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/family-economics/income.html
تقصير الرابط:
tak.la/4gx69vp