تكلمنا عن وصية العشور ورأينا أنها وصية مقرونة بالبركة
"...إن كنت لا افتح لكم كوى السماوات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع" (ملا 3: 10).
فما معنى "بركة"؟
ما هي البركة؟
كلمة بركة ليست من أساسيات اللغة العربية بل دخيلة عليها من اللغة العبرية وجاءت في القواميس العربية بمعنى النماء والزيادة والإكثار في الشيء أو السعادة.
والبركة قد تكون زيادة في كمية الشيء كما في معجزات إشباع الجموع التي عملها سيدنا المسيح له المجد:
"حين كسرت الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف كم قفة مملوة كسرا رفعتم قالوا له اثنتي عشرة. وحين السبعة للأربعة الآلاف كم سل كسر مملوا رفعتم قالوا سبعة" (مر19: 8و20).
وهنا السؤال: هل لو أخرجنا العشور من دخلنا سيزداد المتبقي كميًا؟
والبركة قد تعني أن القليل يكفي لمدة طويلة فلا ينفذ بسرعة كما في المعجزة التي عملها إيليا النبي للأرملة التي استضافته:
"لأنه هكذا قال الرب اله إسرائيل إن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الأرض" (1مل14: 17).
فبقاء الزيت والدقيق لمدة طويلة إلى أن يعطى الرب مطرًا كان دليلًا علي بركة الرب للأرملة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
وهنا نقول إن البركة قد لا تعني أن عدد جنيهات راتبك ستزيد لو أخذنا منها عشرها وإنما قد تعني البركة إن الجنيهات القليلة المتبقية من راتبك بعد استخراج العشور ستكفيك لآخر الشهر.
البركة أيضًا قد تعني حماية الله للإنسان من التعرض للأمراض أو السرقة أو الحوادث أو الكوارث التي قد تستنزف من دخل الإنسان:
ففي ضربة إهلاك مواشي المصريين أُضيرت مواشي المصريين ولم تهلك مواشي بني إسرائيل كقول الكتاب:
"ويميز الرب بين مواشي إسرائيل ومواشي المصريين فلا يموت من كل ما لبني إسرائيل شيء" (خر4: 9).
فبعدما تخرج عشورك من راتبك يصير المتبقي اقل ولكن الله يحميك من التعرض للازمات التي قد تستهلك فيها أموالا كثيرة كالمرض أو كتلف بعض الأجهزة الكهربائية أو التعرض للسرقة.
فمهما كان معنى البركة فلابد لله أن يفي بوعوده ويباركك:
· إما بالزيادة المادية فتأتيك مكافأة أو علاوة أو زيادة على راتبك
· وإما بأن يكفيك القليل لمدة طويلة دون العوز أو الاحتياج
· وإما بحماية الله لك من الكوارث والأزمات.
أيها القارئ الحبيب..
أهتم بتقديم عشورك... اهتم بتقديم الصدقات.
أهتم بتقديم البكور... التزم بنذورك.
وَثِقْ في بركة الرب.
وقال (غابيلوس لطوبيا): يباركك الرب اله إسرائيل لأنك ابن رجل صالح جدا بار متقي الله صانع صدقات (طوبيا 9: 9).
|
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/family-economics/blessing.html
تقصير الرابط:
tak.la/87mnvh8