مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: صانع السلام وخالق الشر - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

5- ماذا يقول الكتاب المقدس عن وجود الشر

 

St-Takla.org Image: Holy Bible, with Arabic title. صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس، مع الاسم باللغة العربية.

2) ماذا يقول الكتاب المقدس عن وجود الشر:

كما قال العلامة أوريجانوس، فإن بعض الآيات القليلة نسبيًا تصيب العقول بالاضطراب مثل الآية محل البحث، ولكن الكتاب المقدس يوضح في أكثر من مرة أن الله ليس هو السبب في الشر. لعل بداية الأمر ظهرت حين انتهت قصة الخلق بأن الله قد "رَأَى كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا[24]“. وحتى الإنسان؛"فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ خَالِدًا، وَصَنَعَهُ عَلَى صُورَةِ ذَاتِهِ، لكِنْ بِحَسَدِ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ[25]". ولعلنا نقرأ في سفر أيوب أمر غريب فعلا! فبالرغم من أن أيوب يقول لزوجته: " تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟[26]" مُظهرًا قبوله للشر لأنه من عند الرب، إلا أن القصة نفسها ناقضت هذا الكلام بشكل مثير للاهتمام. إذا قرأنا قصة أيوب بإمعان، نجد أن كاتب السفر ذكر أن الله لم يُنزل الشر على أيوب، ولكن الشيطان حسده وأتى لله واشتكى أيوب، ولحكمة يعلمها الله، نجد أن الله سحب عنايته وسمح للشيطان أن يُجَرِب أيوب إلى حد ما. وبذلك، فبالرغم من أن فكر الإنسان (أيوب) أن الشر قد أتاه من الله، إلا أن الله لا يأتي بالشر، وليس من طبيعته التفكير في الشر من الأساس، "لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا."[27] وهذه الآية تشرح لنا بكل وضوح أن الله غَيْرُ مُجَرَّبٍ (بفتح الراء) أي أنه لا يخطر على عقله –إن جاز التعبير- وليس في تدبيره أي نوع من أنواع الشرور.

أما عن مفهوم انسحاب العناية، وبالتالي سيطرة الشيطان بالشر، فهو مذكور في كثير من المواضع في الكتاب المقدس. فيقول إشعياء مثلًا: " بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ."[28]، وهو يُظهر بذلك المرض الحقيقي الذي يُكوّن فاصل بيننا وبين الله، الذي هو خطية الإنسان. وكذلك أظهر الله في سفر العدد طول أناته على شعب بني إسرائيل المتذمر دومًا عليه. ورغم عنايته الفائقة لهم إلا أنهم ظلوا متذمرين عليه فقال لهم كلمة تستحق التأمل الكثير: " فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي"[29].

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[24] (تك1: 31).

[25] (حكمة 2: 23، 24).

[26] (أي 2: 10).

[27] (يع 1: 13).

[28] (إش 59: 2).

[29] (عدد 14:34).

معنى الآية ضمن الترجمات المختلفة

صانع السلام وخالق الشر كتب القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

الآية ضمن سياق الإصحاح

---