St-Takla.org  >   books  >   fr-pakhomius-marcos  >   breath-of-life
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: نفخ في أنفه نسمة حياة - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

3- ماذا يقول أيضًا الكتاب المقدس عن مفهوم الحياة والموت

 

* يقول كاتب سفر التكوين: "وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ." (تك 2: 9) أي أن هناك شجرة اسمها شجرة الحياة لها وظيفة ظهرت لنا بعد خطية آدم وهي: "وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ»" (تك 3: 22). إذا فقد كان هناك شجرة في وسط الجنة، وكان اسمها شجرة الحياة، والذي يأكل منها يحيا إلى الأبد. ما هو الشيء -إن تجاسرنا وقلنا إنه شيءٌ- الذي نأكله ويجعلنا نحيا إلى الأبد؟ ما هو الأمر الإيماني الذي تعلنه الكنيسة في كل قداس وتقول أنه "يُعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه؟" ولعل كنيسة إسكندرية الأرثوذكسية أظهرت هذا الإيمان واضحًا في تسبحتها في ثيؤطوكية يوم الخميس (القطعة الثانية) فتعلن بوضوح: "فاستحققنا شجرة الحياة أن نأكل منها: أي جسد الرب ودمه الحقيقين". وكذلك في إبصالية الإثنين نقول: "الله هو عمانوئيل الطعام الحقيقي شجرة الحياة العديمة الموت". إذا فجسد الرب ودمه الحال فيه الروح القدس هو الذي يمنحنا تلك الحياة، وهذا ما أكده مخلصنا نفسه: "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ." (يو6: 53)

St-Takla.org Image: Holy Bible, with Arabic title. صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس، مع الاسم باللغة العربية.

St-Takla.org Image: Holy Bible, with Arabic title.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس، مع الاسم باللغة العربية.

* قال مخلصنا يسوع المسيح: "وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلاَنِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ فِي النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ." (مر 9: 43 -48). وهنا يتكلم مخلصنا -له كل المجد- عن دخول الإنسان لشيء يسميه الحياة، ففي المرة الأولى يتكلم عن اليد التي تقطعها لكي تدخل الحياة، ثم في الثانية عن الرِجل التي تقطعها لكي تدخل الحياة، ثم يشرح ذاته أكثر في الثالثة التي تكلم فيها عن العين فنزع كلمة "الحياة" ووضحها فاستبدلها بملكوت الله. فالحياة في ذهن مخلصنا يسوع هي ملكوت الله الذي هو الاتحاد بالله.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* وعن الأرض والحياة الأرضية العالمية، يقول الكتاب أن لها رئيس، ورئيس هذا العالم هو الشيطان (راجع يو 14: 30). ولذلك قال مخلصنا يسوع: "«مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا»." (يو 18: 36). إذا فمخلصنا يسوع هو رئيس مملكة أخرى يسميها معلمنا بطرس الرسول مملكة الحياة حين يقول: "وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ." (أع 3: 15). فهناك إذا رئيس لهذا العالم وهناك رئيس آخر للحياة.

* يقول الرسول بولس: "وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلًا بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا، اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ­ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. (أف 2: 1-10) واضح من كلام معلمنا بولس الرسول إدراكه لمسببات الحياة والموت. فالموت سببه الذنوب والخطايا، أما الحياة فهي اتحادنا بالمسيح. ولا يمكن اتحادنا بالمسيح إلا وإن قبلنا الروح القدس بدلًا من الروح الذي يعمل في أبناء المعصية. إذًا لكي نُدعى أحياء، يجب علينا أن نحمل الروح القدس.

وبهذا ندرك أن الكتاب المقدس بعهديه تكلم عن الحياة على أنها اتحاد بالله، والموت على أنه انفصال عن الله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/breath-of-life/meaning.html

تقصير الرابط:
tak.la/3wz24p2