الفصل الثالث والثلاثون: 1 | 2 | 3 | 4 | 5
عدم إيمان اليهود واستهزاء اليونانيين. أما الناحية الأولى فتضحضها كتبهم. نبوات عن مجيئه كإله مُتَأَنِّس.
1- إن كانت هذه الأمور هكذا، وإن كانت قد تبرهنت بوضوح قيامة جسده، والغلبة التي تمت على الموت بواسطة المُخَلِّص، فتعال الآن لكي نوبخ كلًا من عدم إيمان اليهود واستهزاء الأمم.
2- ولعل أهم ما يبعث الشك في اليهود، والإستهزاء في الأمم، أنهم يرون عدم لياقة الصليب، كما يرون عدم لياقة تأنس كلمة الله. على أننا لن نتأخر عن تقديم الحجج التي تدحض آراء كل من الفريقين، سيما وإن ما لدينا من البراهين ضدهما واضح كوضوح النهار.
3- فاليهود يوبخون على عدم إيمانهم من نفس كتبهم التي يقرأونها. فهذه الآية أو تلك أو بالإجمال كل الكتاب المُوحَى به، يطلق الصوت عاليًا، مناديًا بتلك الحقائق، كما تبين كلماته الصريحة مرارًا كثيرة. لأن الأنبياء أذاعوا مقدمًا عجيبة العذراء وولادتها قائلين “هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا(91)“.
4- أما “موسى”، العظيم حقًا، والذي يعتقدون فيه أنه ينطق بالصدق، فإنه إذ اعتبر ما قيل عن تأنس المُخَلِّص هامًا وجوهريًّا، وإذ وثق من حقيقته، دونه في هذه الكلمات “يقوم كوكب من يعقوب وإنسان من إسرائيل فيحطم رؤساء موآب(92)“. وأيضًا “ما أحلى مساكنك يا يعقوب خيامك يا إسرائيل، كبساتين ظليلة، كجنات على نهر، كخيام ثبتها الرب، كأرزات على مياه، يخرج من نسله إنسان يصير ربًا على شعوب كثيرة(93)“. ويقول أيضًا “إشعياء” “قبل أن يعرف الصبي أن يدعو يا أبي ويا أمي تحمل قوة دمشق(94) وغنيمة السامرة قدام ملك أشور(95)“.
5- إذن فقد اتضح مما ورد في هذه الآيات، أنه سبق أن تنبأ بظهور إنسان. أما أن ذاك الذي كان سوف يأتي هو رب الكل، فقد تنبأ عنه أيضًا فيما يلي “هو ذا الرب جالس على سحابة خفيفة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر المنحوتة(96)“، لأنه من هناك دعاه الرب أيضًا للرجوع قائلًا “من مصر دعوت ابني(97)“.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(91) (متى 1: 23، إشعياء 7: 14).
(92) يلاحظ أن معظم أو كل الاقتباسات التي يستشهد بها أثناسيوس مأخوذة عن الترجمة السبعينية، وأما نص هذه الآية حسب ترجمة بيروت فهو “يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي موآب” (عدد 42: 17).
(93) “ما أحسن خيامك يا يعقوب مساكنك يا إسرائيل، كأودية ممتدة، كجنات على نهر، كشجرات عود غرسها الرب، كأرزات على مياه” (عدد 24: 5-6) أما الجزء الأخير “يخرج من نسله الخ” فليس له وجود في النسخ التي بين أيدينا لكنه موجود بالترجمة السبعينية.
(94) “تحمل ثروة دمشق”.
(95) (إشعياء 8: 4).
(96) هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر” (إشعياء 19: 1).
(97) (هوشع 11: 1).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/unbelief-of-jews.html
تقصير الرابط:
tak.la/7nnjfar