St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   incarnation-of-the-word
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي - القمص مرقس داود

8- الفصل الخامس: تدبير الخلاص من الخطية لمن يتوب | الخطايا والشرور الصعبة

 

St-Takla.org Image: Praying hands: prayer: white marble statue - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: اليدان المصليتان: الصلاة، تمثال رخامي أبيض - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Praying hands: prayer: white marble statue - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اليدان المصليتان: الصلاة، تمثال رخامي أبيض - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

الفصل الخامس: 1 | 2 | 3 | 4 | 5

1- لأن الله لم يكتف بأن يخلقنا من العدم ولكنه أيضًا وهبنا مجانًا، بنعمة الكلمة، حياة منسجمة مع الله. ولكن البشر إذ رفضوا الأمور الأبدية، وَتَحَوَّلُوا إلى الأمور الفاسدة بمشورة الشيطان، صاروا سَبَبًا لِفَساد أنفسهم بالموت، لأنهم -كما ذكرت سابقًا- بالطبيعة فاسِدون تعينوا للخلاص من حالتهم الطبيعية بنعمة اشتراكهم في “الكلمة” - إن استمروا صالحين.

 

2- ولأن “الكلمة” حل معهم، فحتى فسادهم الطبيعي لم يجسر أن يقترب منهم، كما تقول الحكمة أيضًا “لأن الله خلق الإنسان في عدم البَلَى(22) وصنعه على صورة أزليته، لكن الموت دخل إلى العالم(23) بسبب إبليس”. وعندما تم ذلك بدأ البشر يموتون، وساد عليهم الفساد من ذلك الوقت فصاعدًا، وصار له سلطان على كل الجنس البشري أكثر من سلطانه الطبيعي، لأنه أتى نتيجة تهديد الله في حال عصيان الوصية.

 

3- لأن البشر لم يقفوا عند حد معين حتى في سوء أفعالهم، بل تَدَرَّجُوا في الشر حتى تخطوا كل حدود، وأصبحوا يخترعون الشر ويتفننون فيه، إلى أن جلبوا على أنفسهم الموت والفساد، وبعد ذلك إذ توغلوا في الرذيلة، ولم يَقِفوا عند شر واحد، بل راحوا يخترعون كل جديد من الشر، فقد أصبحت طبيعتهم مشبعة بالخطية they have become insatiable in sinning.

 

4- فها هي خطايا الزنى والسرقة قد عَمَّت كل مكان، وامتلأت كل الأرض بخطايا القتل والنهب، وأصبح البشر لا يرعون حُرْمَة للناموس no heed was paid to law، بل صاروا يرتكبون الجرائم في كل مكان، سواء كأفراد أو كجماعات. فالمدن اشتبكت في الحروب مع المدن، والأمم قامت ضد الأمم، وتمزقت كل الأرض بسبب المُنازعات المدنية والحروب، وصار كل إنسان يتنافس مع أترابه في الأعمال القبيحة.

 

5- وأصبحوا لا يترفعون حتى عن الجرائم التي ضد الطبيعة crimes against nature، كما يقول رسول المسيح وشاهده: “لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة، وكذلك الذكور أيضًا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورًا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المُحِق(24)“.

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(22) أو “خالدًا” حسب ترجمة اليسوعيين.

(23) (حكمة 2: 23-24).

(24) (رومية 1: 26-27).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/salvation.html

تقصير الرابط:
tak.la/j47wmgc