الفصل الثالث والخمسون: 1 | 2 | 3 | 4
قد هبطت إلى أسفل السافلين كل عملية العبادة الوثنية بضربة واحدة من المسيح. إذ تَحَدَّثَ سِرًّا إلى ضمير الإنسان.
1- ولنذكر برهانًا واحدًا -عجيبًا جدًا- على لاهوتية المُخَلِّص فنقول: هل استطاع مجرد إنسان، أو ساحر، أو طاغية، أو ملك، أن ينازل بنفسه كل هؤلاء، ويحارب ضد كل عبادة وثنية، وكل جنود الشياطين، وكل سحر، وكل حكمة اليونانيين إذ كانت في شدة القوة والإزدهار، باسطة نفوذها على الجميع، واستطاع أن يوقفها كلها عند حدها بضربة واحدة، كربنا كلمة الله الحقيقي، الذي، إذ يفضح خطأ كل إنسان بشكل غير منظور، يختطف بنفسه كل البشر منها كلها، حتى أصبحوا الآن يدوسون الأوثان، بعد أن كانوا يعبدونها، والذين اشتهروا بسحرهم يحرقون كتبهم، والحكماء يفضلون تفسير الأناجيل على كل دراسة؟
2- وتلك التي اعتادوا عبادتها صاروا الآن يهجرونها، وذاك الذي اعتادوا أن يهزأوا به كمصلوب، صاروا الآن يعبدونه مسيحًا، معترفين به إلهًا. وتلك التي كانت آلهة بينهم صارت تُغلب بعلامة الصليب. والمُخَلِّص المصلوب صار يُنادَى به في كل العالم إلهًا وابن الله. والآلهة التي كان يعبدها اليونانيون قد أنتن صيتها بينهم على مرأى أو مسمع منهم، ككائنات شائنة. أما الذين يقبلون تعليم المسيح فإنهم يعيشون حياة أكثر عفة منهم.
3- فإن كانت هذه وأمثالها أعمالًا بشرية، فليبين لنا -من أراد- أعمالًا مماثلة صنعها البشر في سالف الزمن، وبذلك يقنعنا. أما إذا ثبت انها ليست أعمال البشر بل أعمال الله -وهي كذلك فعلًا- فلماذا يضل غير المؤمنين، ولا يدركون السيد الذي عملها؟
4- لأن مثلهم مثل إنسان عجز عن أن يعرف -من أعمال الخليقة- الله خالقها. لأنهم لو عرفوا لاهوته من سلطانه على الكون، لأدركوا أن أعمال المسيح التي عملها في الجسد، ليست بشرية، بل هي أعمال مخلص الكل، كلمة الله. ولو عرفوا “لما صلبوا رب المجد” أيضًا، كما قال بولس(157).
_____
(157) (1 كورنثوس 2: 8).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/pagan-worships.html
تقصير الرابط:
tak.la/j68886y