الفصل الثاني والخمسون: 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الحرب.. إلخ. التي حركتها الشياطين أبطلتها المسيحية(*).
1- إذن من ذا الذي فعل هذا، ومن ذا الذي وحد المتغاضبين، وجعلهم في سلام تام، إلا ابن الآب المحبوب، مخلص الكل، يسوع المسيح، الذي بمحبته احتمل كل شيء لأجل خلاصنا؟ لأنه منذ القديم تنبئ عن السلام الذي كان مزمعًا أن يأتي به، حيث يقول الكتاب “فيطبعون سيوفهم سككًا(153) وحرابهم(154) مناجل، لا تشهر(155) أمة على أمة سيفًا، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد(156)“.
2- وهذا على الأقل أمر لا يقبل أي شك، فإنك حتى الآن تجد هؤلاء البربر، ذوي الأخلاق الوحشية بفطرتهم، عندما يكونون لا يزالون قائمين بتقديم الذبائح لأصنام بلادهم، يقومون ضد بعضهم البعض بحالة جنونية، ولا يحتملون البقاء ساعة واحدة بدون سلاح.
3- ولكن عندما يسمعون تعليم المسيح، فإنهم في الحال يلتفتون إلى الفلاحة عوض الحروب، وبدلًا من تسليح أيديهم بالأسلحة، فإنهم يرفعونها في الصلاة. وبالإجمال، فإنهم بدلًا من أن يحاربوا بعضهم بعضًا، يتسلحون ضد الشيطان والأرواح الشريرة، ويخضعونها بكبح جماح النفس وبفضيلة الروح.
4- وهذا بلا شك دليل على لاهوتية المُخَلِّص، لأن ما عجز البشر عن أن يتعلموه من الأوثان، قد تعلموه منه، كما أنه افتضاح شديد لضعف الشياطين والأوثان، ودليل على أنها لا شيء، لأن الشياطين إذ عرفت ضعفها حرضت البشر قديمًا على أن يحارب بعضهم بعضًا، لئلا ليتفتوا إلى محاربة الشياطين أن كفوا عن محاربة أنفسهم.
5- أما الذين يتتلمذون للمسيح، فإنهم لا يحاربون بعضهم بعضًا، بل يتجندون ضد الشياطين بأخلاقهم الفاضلة، وأعمالهم المجيدة، فيهزمونها ويهزأون بالشيطان رئيسها. لهذا نجدهم في شبابهم يكبحون جماح أنفسهم، وفي التجارب يحتملون، وفي الأتعاب يثابرون، وإن شُتِمُوا يصبرون، وإن صُلِبُوا يَسْتَخِفُّون بالأمر. والمدهش أنهم يحتقرون حتى الموت، وفي سبيل المسيح يستشهدون.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(*) توضيح من الموقع: تم وضع كلمة "أبطلتها" ليتضح المعنى، حسب ترجم أخرى.
_____
(153) المقصود بها أسلحة المحراث.
(154) رماحهم.
(155) ترفع.
(156) (إشعياء 2: 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/the-war-by-demons.html
تقصير الرابط:
tak.la/c8nht3z