الفصل التاسع عشر: 1 | 2 | 3 | 4
وإذ لم تكف الطبيعة للتأثير على الإنسان، كان يجب أن يتعلّم معرفة الله من ناسوت المسيح المقدس، حيث اعترفت كل الطبيعة بلاهوته، خصوصًا عند موته.
1- كل هذا قد سُر المُخَلِّص أن يفعله، حتى بعد ما عجز البشر عن إدراك عنايته المعلنة في الكون، أو عن إدراك لاهوته المعلن في الخليقة، يستطيعون على أي حال أن يستردوا بصيرتهم من أعمال جسده، ويحصلوا بواسطته على معرفة الآب. ويتبينوا -كما قلت- من بعض حالات خاصة، عنايته بالكل.
2- لأنه من ذا الذي يرى سلطانه على الأرواح النجسة أو من ذا الذي يرى الأرواح النجسة تعترف بأنه هو ربها، ويشك بعد ذلك في أنه هو ابن الله وحكمته قوته؟
3- لأنه جعل حتى الخليقة تخرج عن صمتها. أليس مدهشًا أن تذكر أنه حتى في موته، أو بالحري في انتصاره الفعلي في الموت، أعني في الصليب، اعترفت كل الخليقة بأن من ظهر وتألم في الجسد لم يكن مجرد إنسان بل ابن الله ومخلص الكل؟ فالشمس أخفت وجهها، والأرض تزلزلت، والجبال تشققت، وسادت كل البشر رهبة شديدة. كل هذه الأمور بينت أن المسيح الذي على الصليب هو الله، إذ صارت كل الخليقة خاضعة له خضوع العبيد، وشهدت برعبها وفزعها لحضور سيدها. وهكذا أعلن الله “الكلمة” نفسه وقتئذ للبشر بأعمال.
4- إن الخطوة التالية لنا في هذا البحث هي أن نتأمل ونتحدث عن نهاية حياته بالجسد، وعن طبيعة موت جسده، سيما وأنه في هذا يتلخص إيماننا، وهذا هو الشغل الشاغل لأفكار الجميع بلا استثناء، حتى يتضح لك يقينًا أن المسيح هو الله وابن الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/humanity-of-christ.html
تقصير الرابط:
tak.la/k27zk5v