الفصل السادس عشر: 1 | 2 | 3 | 4 | 5
إذًا فقد جاء لكي يجذب أنظار البشر الحِسّيَّة إليه كإنسان وبذلك يقودهم لكي يعرفوه كإله.
1- لأنه إذ انحط فكر البشر نهائيًا إلى الأمور الحسية فقد تَوَارى “الكلمة” بظهوره في الجسد، لكي يستطيع كإنسان أن ينقل البشر إلى ذاته، ويركز إحساساتهم في شخصه وإذ يتطلع إليه البشر كإنسان، فإنه يقنعهم بالأعمال التي عملها أنه ليس مجرد إنسان بل هو إله أيضًا that He is not Man only, but also God، وكلمة الله الحق وحكمته.
2- وهذا أيضًا هو ما قصد أن يشير إليه “بولس” إذ يقول “وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين: ما هو الطول والعرض والعُمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كل مِلء الله(52)“.
3- لأن كل الأشياء امتلأت من معرفة الله بإعلان “الكلمة” نفسه في كل ناحية - فوق وتحت، في العمق والعرض. أما “فوق” above ففي الخليقة، و”تحت” beneath في التأنس، وفي “العمق” depth (بنزوله) إلى الجحيم، وفي “العرض” breadth أي في العالم. لقد امتلأت كل الأشياء من معرفة الله.
4- ولهذا السبب أيضًا فإنه لم يتمم ذبيحته عن الكل بمجرد مجيئه مباشرة بتقديم جسده للموت وإقامته ثانية، لأنه لو فعل ذلك لجعل ذاته غير ظاهرة. ولكنه صَيَّر نفسه ظاهرًا جدًا بالأعمال التي صنعها وهو في الجسد. بهذه الأعمال التي عملها، والعلامات التي أظهرها، لم يعد معروفًا بعد كإنسان، بل كالله “الكلمة” God the Word.
5- لأن المُخَلِّص بتأنسه تَمَّم عمليتي المحبة (أولًا) برفع الموت عنا، وتجديدنا (ثانيًا) بإعلان نفسه وتعريف ذاته بأعماله بأنه كلمة الآب، مدبر وملك الكون، إذ كان غير ظاهر ولا منظور.
_____
(52) (أفسس 3: 17-19).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/god.html
تقصير الرابط:
tak.la/455a2dt