الفصل الخامس عشر: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7
وإذ رأى "الكلمة" the Word أن البشر حُصِرُوا في الأمور الجسدية، تنازَل إلى مستوى تفكيرهم وأخذ جسدًا والتقى بإحساساتهم في منتصف الطريق. وسواء اتجهت ميولهم إلى عبادة الطبيعة أو البشر، أو الأرواح الشريرة، أو الموتى فقد أظهر نفسه رَبًّا على كل هؤلاء.
1- وكما أن المعلم الصالح -الذي يعني بتلاميذه- يتنازل إلى مستواهم، إن رأى البعض منهم لم يستفيدوا بالعلوم التي تسمو فوق إدراكهم، ويقدم إليهم تعاليم أبسط، هكذا فعل كلمة الله كما يقول “بولس” أيضًا “إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بحكمته(46) استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة(47)“.
2- لأنه إذ رأى أن البشر رفضوا التأمل في الله، وانحطت نظراتهم إلى أسفل كأنهم قد غاصوا في العُمْق، باحثين عن الله في الطبيعة وفي عالم الحسيات، ومخترعين لأنفسهم آلهة من البشر القابلين للفناء، ومن الجن demons - لهذا فإن مُخَلِّص الكُل المُحِب، كلمة الله، أخذ لنفسه جسدًا، وكإنسان مشى بين الناس، وقبل إحساسات كل البشر في منتصف الطريق(48)، وحتى يستطيع مَنْ يتخيلون الله هيوليًا(49) corporeal أن يدركوا الحق بما يعلنه الرب في جسده، ويدركوا(50) الآب فيه.
3- وهذا لأن البشر هم بشر، ولأن كل أفكارهم أصبحت بشرية، ففي كل الأمور التي رَكَّزوا فيها إحساستهم وجدوا أنفسهم قد قوبلوا في منتصف الطريق وعلموا الحق من كل ناحية.
4- فإن نظروا إلى الخليقة بدهشة ورهبة رأوها تَعْتَرِف بالمسيح رَبًّا، وإن اتجهت عقولهم نحو البشر ليتوهموا أنهم آلهة وجدوا أن أعمال المُخَلِّص -إن قارنوها بأعمال البشر- قد أظهرته وحده ابن الله دون سائر البشر، لأنه لم يَقُم بينهم قط من استطاع أن يأتي الأعمال التي عملها كلمة الله.
5- وإن انحرفوا إلى الأرواح الشريرة وجب أن يدركوا بعد أن رأوا “الكلمة” يطردها، أنه وحده هو الله، وأن تلك الأرواح لا شيء.
6- وإن انحدرت عقولهم فوصلت إلى الأموات، حتى عبدوا الأبطال والآلهة التي تحدث عنها الشعراء، وجب بعد أن رأوا قيامة المُخَلِّص، أن يعترفوا أن تلك آلهة كاذبة، وأن الرب وحده هو الإله الحق، كلمة الآب the Word of the Father، وهو رب الموت أيضًا.
7- لهذا السبب وُلِدَ وَظَهَرَ كإنسان، ومات، وقام ثانية بعد أن غَطَّى بأعمال كل أعمال البشر الذين سبقوه، حتى إذا ما اتجهت أفكار البشر إلى أيَّة ناحية استطاع أن يستردهم من هذه الناحية ويعلمهم عن أبيه الحقيقي، كما يقول عن نفسه: “أنا قد جئت لكي أطلب وأخلص ما قد هَلَك(51)“.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(46) “بالحكمة”.
(47) (1 كورنثوس 1: 21).
(48) أو “وجذب نحوه إحساسات كل البشر” حسب النص الحرفي، أو “وأحس بما يحس به كل واحد” حسب رأي البعض.
(49) أي “ذا جسد”.
(50) أو “يستنتجوا” حسب النص الحرفي.
(51) (لوقا 19: 10).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/condescension.html
تقصير الرابط:
tak.la/q9s96fk