St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   against-the-heathens
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رسالة إلى الوثنيين للقديس أثناسيوس الرسولي (ضد الوثنيين) - القمص مرقس داود

37- الفصل الرابع والثلاثون: إن تخلصت النفس من أدران الخطية استطاعت أن تعرف الله مباشرة الذي خُلقت على صورته

 

الفصل الرابع والثلاثون: 1 | 2 | 3 | 4

إذًا فإن تخلصت النفس من أدران الخطية استطاعت أن تعرف الله مباشرة، إذ تصور لها طبيعتها العاقلة كلمة الله الذي خُلقت على صورته. ولكن حتى إذا لم تستطع اختراق السحب التي بسطتها الخطية على بصيرتها فإنها تواجه بشهادة الخليقة عن الله.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: The Last Judgment (Matthew 25:31-46): God: Jesus Christ on His throne, separating the good people from the bad, sending the first to heaven and the latter to hell. He is surrounded by His twelve apostles. - Bible Pictures by William de Brailes, circa 1250, ink and pigment on parchment, Walters manuscript W.106. صورة في موقع الأنبا تكلا: الدينونة الأخيرة (متى 25: 31-46): الله: يسوع المسيح على عرشه، ويفصل الأخيار عن الأشرار، ويرسل الأول إلى الملكوت والآخر إلى جهنم. وهو محاط برسله الاثني عشر. - من صور الكتاب المقدس للفنان وليم دي بريلز، سنة 1250 م. تقريبًا، حبر وأصباغ على رِق، مخطوط والترز و. 106.

St-Takla.org Image: The Last Judgment (Matthew 25:31-46): God: Jesus Christ on His throne, separating the good people from the bad, sending the first to heaven and the latter to hell. He is surrounded by His twelve apostles. - Bible Pictures by William de Brailes, circa 1250, ink and pigment on parchment, Walters manuscript W.106.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الدينونة الأخيرة (متى 25: 31-46): الله: يسوع المسيح على عرشه، ويفصل الأخيار عن الأشرار، ويرسل الأول إلى الملكوت والآخر إلى جهنم. وهو محاط برسله الاثني عشر. - من صور الكتاب المقدس للفنان وليم دي بريلز، سنة 1250 م. تقريبًا، حبر وأصباغ على رِق، مخطوط والترز و. 106.

1- إذًا فإننا نكرر ما سبق أن ذكرناه وهو انه كما أنكر البشر الله وصاروا يعبدون أشياء لا نفس لها، هكذا أيضًا يتوهمهم أنهم ليست لهم نفس عاقلة ينالون حالًا قصاص غباوتهم أي أنهم يحسبون في عداد المخلوقات غير العاقلة. لذلك فإنهم يستحقون الشفقة والإرشاد طالما كانوا بخزعبلاتهم يعبدون آلهة عديمة النفس كأنهم عديمي النفس.

 

2- أما إن اعترفوا بأن لهم نفسًا، وافتخروا بحق بالنفس العاقلة، فلماذا يتجاسرون على تجاوز حدود العقل، كأن لا نفس لهم، ولا يفكرون كما ينبغي، ويتوهمون في أنفسهم بأنهم أعلى حتى من اللاهوت؟ لأنهم وهم لهم نفس خالدة وغير منظورة يجعلون لأنفسهم صورة لله من الأشياء المنظورة الفانية. ولماذا لا يحملون أنفسهم ويرجعون إلى الله ثانية كما ابتعدوا عنه؟ لأنهم يستطيعون أن يسموا بقوة إدراك نفوسهم ويرجعوا ثانية إلى الله كما حولوا ذهنهم عن الله وتوهموا لأنفسهم آلهة من العدم.

 

3- على أنهم يستطيعون الرجوع، إذا خلعوا ثوب دنس كل الشهوات الذي ارتدوه، وانتزعوه بمثابرة، إلى أن يتخلصوا من كل المواد الغريبة التي أثرت في نفوسهم، ويستطيعون أن يظهروا نفوسهم في بساطتها كما خُلقت، وبهذا يستطيعون أن يروا بها كلمة الآب الذي خلقوا على صورته. لأن النفس خُلقت على صورة الله ومثاله، كما تبين الكتب الإلهية حين تقول على لسان الله(86) “نعمل الإنسان على صورتها كشبهنا”. لذلك أيضًا فإنها حينما تتخلص من كل أدران الخطية التي تغطيها وتستبقي فقط شبه الصورة في طهارتها فإنه إذ تستنير هذه الصورة استنارة كاملة ترى النفس يقينًا -كما في مرآة- صورة الآب، أي الكلمة، وبه تصل إلى فكرة الآب، الذي نعلم أن صورته هي المخلص.

 

4- أما إذا كانت تعاليم النفس غير كافية بسبب الأشياء الخارجية التي تطمس عقلها، وتعوقها عن رؤية ما هو أعلى، فإنها على ذلك تستطيع معرفة الله من الأشياء المنظورة، طالما كانت الخليقة تعلن بصوت عال -كما في حروف مكتوبة- ربها وخالقها، وذلك بنظامها وتناسقها.

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(86) (تك 1: 26).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/soul-impurities-of-sin.html

تقصير الرابط:
tak.la/rk7wvw8