الفصل السابع والأربعون: 1 | 2 | 3 | 4
ضرورة الرجوع إلى الكلمة إن أردنا تجديد طبيعتنا الفاسدة.
1- إذًا من ذا الذي كان يستطيع أن يعلن الآب بالإحصاء(118) لكي يتبين قوات كلمته؟ لأنه كما أنه هو كلمة الآب وحكمته هكذا أيضًا إذ تنازل للمخلوقات قد صار نفس بهائه ونفس الحياة والباب والراعي والطريق، كما صار ملكًا وحاكمًا ومخلصًا فوق الكل، ونور الحياة وواهبها والمهيمن على الكل، وذلك لكي يعرف العالم بمن ولده فيدركه. ولأن الآب له ابن كهذا مولود منه، وصالح وخالق، فانه لم يخبئه عن نظر خلائقه، ولكنه كان يعلنه يومًا فيومًا بواسطة نظام وحياة كل الأشياء التي هي صنعته.
2- على أنه فيه وبه يعلن نفسه أيضًا كما يقول المخلص(119) “أنا في الآب والآب فيَّ”، ويتبع هذا أن “الكلمة” في ذاك الذي ولده، وان المولود يحيا مع الآب إلى الأبد. وعلى هذا الأساس، ولأنه لا شيء خارج عنه، بل السماء والأرض وكل ما فيهما تعتمد عليه. إلا أن البشر في حماقتهم نبذوا معرفته وعبادته. وأكرموا الأشياء التي لا وجود لها بدل الموجودة. وعوضًا عن الله اليقيني الحق الهوا ما ليس له وجود. “وعبدوا المخلوق دون الخالق”(120) وهكذا حكموا على أنفسهم بالحماقة والجهل والفساد.
3- وما مثلهم إلا مثل من يعجب بالصنعة أكثر من الصانع، أو من يدهش للأعمال العامة في المدينة حتى يستخف بمن بنوها، أو من يمتدح آلة موسيقية ولكنه يحتقر من صنعها ونغمها. يا لها من حماقة وجهل محزن في نظر العين البشرية. لأنه كيف ممكنًا لهم أن يعرفوا البناء أو السفينة أو القيثارة أن لم يكن صانع السفينة قد بناها، والمهندس المعماري شيدها، والموسيقي صورها.
4- وكما أن من يفكر بهذه الطريقة مجنون، بل يتخطى كل حدود الجنون، هكذا يعتبرون مخبولين في عقولهم -في رأيي- كل الذين لا يدركون الله ولا يعبدون كلمته ربنا يسوع المسيح مخلص الكل، الذي به ينظم الآب كل الأشياء ويضبطها ويهيمن على كل الكون، والذي إذ آمنت به واتقيته يا صديقي حبيب المسيح فثق وافرح وليمتلئ قلبك رجاء حسنًا، لأن الخلود وملكوت السموات هما ثمر الإيمان به، وتقواه، إذا ما تزينت النفس حسب نواميسه. لأنه كما أن جزاء الذين يسلكون حسب مثاله الحياة الأبدية، هكذا جزاء الذين يسلكون الطريق المضاد لا طريق الفضيلة - هو الخزي العظيم، والهلاك بلا مغفرة في يوم الدينونة، لأنهم رغم معرفتهم طريق الحق كانت أعمالهم تخالف معرفتهم.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(118) أي ليحصي قوات كلمته.
(119) (يو 14: 10).
(120) (رو 1: 25).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/renew-corrupt-nature.html
تقصير الرابط:
tak.la/zt4qz93