تستطيع نفس الإنسان أن تعرف الله من تلقاء ذاتها، لأنها عاقلة، وذلك إن كانت أمينة لطبيعتها.
1- لقد ثبت بأن الاعتقادات السابق التحدث عنها ليست أكثر من مرشد مضل للحياة. إما طريق الحق فإنه يهدف للوصول إلى الله الحقيقي. ولكي نصل إلى معرفة هذا الطريق، وإدراكه إدراكا تامًا، لا يحتاج الأمر لشيء آخر سوى أنفسنا. وان كان الله أسمَى منا جدًا فالطريق إليه ليس بعيدًا، ولا خارجًا عن أنفسنا، بل هو فينا، ومن الميسور أن نجده من تلقاء ذواتنا لأول وهلة كما علم موسى أيضًا عندما قال(81) “الكلمة (أي كلمة الإيمان) في قلبك” الأمر الذي أعلنه المخلص وأيده حينما قال “ملكوت الله داخلكم”(82).
2- لأنه أن كان لنا في أنفسنا الإيمان وملكوت الله استطعنا بسرعة أن نرى وندرك ملك الكون كلمة الآب المخلص. لذلك فلا يَلْتَمِسْنَ اليونانيون -عبدة الأوثان- المعاذير لأنفسهم، ولا يخدعن أي إنسان آخر نفسه، مدعيًا أنه ليس لديه مثل هذا الطريق، متخذًا هذا الادعاء تِكِئَة أو مبررًا لإلحاده.
3- لأننا جميعًا قد وضعنا أقدامنا على هذا الطريق، وكلنا امتلكناه، حتى وان كنا لا نريد جميعًا السير فيه، بل يفضل البعض الانحراف عنه، وارتكاب الأخطاء بسبب مسرات الحياة التي تستميلهم من الخارج. وان سأل البعض ما هو هذا الطريق، قلت انه هو نفس كل واحد منا، وقوة الذكاء الكامنة في النفس. لأن بها وحدها يمكن التأمل في الله وإدراكه.
4- إلا إذا أنكر الفسدة أن لهم نفسًا كما أنكروا الله، وهذا أمر أكثر معقولية من سائر أقوالهم، لأنه لا يليق بأناس ذوي إدراك إنكار الله خالق ومبدع الإدراك. إذًا فمن الضروري -من أجل البسطاء- أن نبين بإيجاز أن لكل واحد من بني البشر نفسًا، وهذه النفس عاقلة، سيما وان بعض الطوائف تنكر هذا أيضًا، ظانين أن الإنسان ليس إلا مجرد الجسد المنظور. وهذه النقطة إذا ما تم البرهان عليها قدم إليهم -من أشخاصهم- برهان أوضح ضد الأوثان.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(81) (تثنية 30: 14).
(82) (لو 17: 21).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/human-soul.html
تقصير الرابط:
tak.la/gnyh4vz