أتذكر أنني في مناقشة مع مَنْ يعتبرهم اليهود علماء(21) استخدمت هذه النبوات. وعندئذ قال ذلك «اليهودي» إن هذه النبوات تشير إلي الشعب كله كأنه شخص واحد، لأنهم كانوا مشتتين في الشتات، ومضروبين لكي تكون نتيجة تشتت اليهود بين الأمم الأخرى انضمام الكثيرين إلي اليهودية. بهذه الطريقة فسر الآية القائلة "سوف تكون صورتك كريهة بين البشر"، والآية "سوف يبصره الذين لم يعلن لهم عن شخصه" والآية "وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا".
وعندئذ قدمت في المناقشة حججًا كثيرة برهنت علي أنه ليس هنالك أي مبرر لجعل هذه النبوات تشير إلي شخص واحد يمثل كل الشعب. ثم سألت عن الشخص الذي يمكن أن يكون قد أشير إليه في الآية "أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا." والآية "مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا"، وسألت عن الشخص الذي يليق بأن يقال عنه "وبِحُبُرِهِ شُفِينَا".
واضح أن الذين يقولون هذا كانوا سابقًا في خطاياهم، ثم شُفوا بآلام المخلص، سواء كانوا يهودًا أم أممًا. ولقد سبق للنبي أن رأي هذا ووضع هذه الكلمات في أفواههم بإلهام الروح القدس. ولقد بدا كأننا وضعناه في مركز حَرِج بهذه الكلمات "أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟". فإن كان الشعب -حسب زعمهم- هم موضوع النبوة، فلماذا قيل إن هذا الرجل سيق إلي الموت من أجل ذنوب شعب الله إن كان لا يختلف عن شعب الله؟ مَن يكون هو إذن إن لم يكن هو يسوع المسيح الذي بجلدته شفينا نحن الذين نؤمن به، عندما جرد الرياسات والسلاطين بيننا، وأشهرهم جهارًا علي الصليب (كو 2: 15).
وعلى أي حال إنه من المناسب في فرصة أخري أن نوضح كل نقطة في النبوة، وندرس كل التفاصيل. ومع أن هذه النقطة قد استوفيت إيضاحًا مستفيضًا، فأعتقد أن هذا كان ضروريًا بسبب الفقرة التي اقتبستاها، من يهودي كلسس.
_____
(21) أي الربيين Rabbis.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/salvation-prophecies.html
تقصير الرابط:
tak.la/4f5fkfx