وإن أحتاج الأمر لنبوة أخري تشير بوضوح ليسوع، فإننا نذكر تلك التي كتبها موسي قبل مجيء يسوع بسنوات طويلة عندما روي كيف أن يعقوب قبيل مغادرة هذه الحياة تنبأ لكل واحد من أولاده، وقال ليهوذا، ضمن ما قاله: "لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ" (تك 49: 10). وكل من يقرأ هذه النبوة، التي هي في الواقع أبعد جدًا من موسي، حتى وإن رأي غير المؤمنين أن موسى هو الذي نطق بها، تدهشه تلك الطريقة التي استطاع بها موسى أن يتنبأ بأن ملوك اليهود، الذين كان لهم اثنا عشر سبطًا، يولدون من سبط يهوذا، ويحكمون الشعب، هذا هو السبب الذي لأجله دُعي كل الشعب يهودًا، لأنهم دعوا باسم السبط الرئيسي.
ثم إن مَن يقرأ النبوة بذهن مفتوح يدهش من الطريقة التي بها - بعد أن قال إن حكام الشعب وقادتهم يخرجون من سبط يهوذا - حدد أيضًا الوقت الذي فيه ينتهي الحكم نفسه، وذلك عندما قال:"لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ."
لقد أتي مسيح الله، الذي لأجله ادخرت الأشياء -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وهو الحاكم الذي تحدثت عنه مواعيد الله. واضح أنه كان هو الشخص الوحيد بين كل مَن سبقوه، وأتجاسر علي القول بين كل الذرية أيضًا، الذي كان مشتهى الأمم. لقد آمن بالله، عن طريقه، أناس من كل الأمم، وكما قال إشعياء، لقد وضعت الأمم رجاءهم في اسمه، عندما قال:"سوف تعتمد الأمم علي اسمه".
ونظرًا لأن "الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ." فقد قال يسوع أيضًا للذين في السجن "اخرجوا" وأمر الذين في الجهل بأن يأتوا إلي النور. وهاك نص هذه النبوات "وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ، لإِقَامَةِ الأَرْضِ، لِتَمْلِيكِ أَمْلاَكِ الْبَرَارِيِّ، قَائِلًا لِلأَسْرَى: اخْرُجُوا. لِلَّذِينَ فِي الظَّلاَمِ: اظْهَرُوا." (أش 49: 8 و9)، وبمجيئه نقدر أن نري -في بسطاء المؤمنين في كل العالم- إتمام هذه الكلمات "عَلَى الطُّرُقِ يَرْعَوْنَ وَفِي كُلِّ الْهِضَابِ مَرْعَاهُمْ" (أش 49: 9).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/messianic-prophecies.html
تقصير الرابط:
tak.la/jfnsn5h