بعد هذا أكد كلسس – بباعث لا أعرفه – أن المسيحيين – بأسماء شياطين معلومة وباستخدام التعزيم – يبدون بأنهم يمتلكون قوة معجزية. وأعتقد أمه يشير إلى ممارسات أولئك الذين يطردون الأرواح الشريرة بالتعزيم. وواضح أنه بهذا يفتري على الإنجيل. لأن المسيحيين لا يغلبون الأرواح الشريرة بالتعزيم، بل باسم يسوع، ومع استخدام أقوال الإنجيل التي تشير إليه. لأن ترديدها كثيرًا ما أدّى إلى طرد الشياطين من البشر، سيما عندما يكون الذين رددوها قد فعلوا ذلك بروح الإيمان الحق.
هذه القوة يمتلكها فعلًا اسم يسوع ضد الأرواح الشريرة، حتى أنه كان فعّالًا في بعض الحالات حيث ردده حتى بعض الأرواح الأشرار، الأمر الذي صرح به يسوع نفسه عندما قال: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: باسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة" (مت7: 22). ولست أدري إن كان كلسس قد تحاشى ذكر هذا عن قصد سيء أو جهلًا منه.
وبعد ذلك شرع يوجه اتهامًا للخلص نفسه، زاعمًا أنه باستخدام السحر استطاع إتمام العجائب التي صنعها. وأنه إذ سبق فرأى أن أشخاصًا آخرين قد يستطيعون الحصول على نفس المعرفة، ويصنعون نفس العجائب، مفتخرين بأنهم صنعوها بقوة الله، أبعدهم عن ملكوته. وهذا هو اتهامه: إن كانوا قد أبعدوا بعدل، بينما هو متهم بممارسة نفس الأشياء فيكون أيضًا الذين يمارسونها مثله غير أشرار. وحتى إن كان مستحيلًا أن نبين بأية قوة كان يسوع يصنع المعجزات فواضح أن المسيحيين لم يستخدموا السحر أو التعزيم، بل مجرد اسم يسوع، وبضع كلمات أخرى يؤمنون بها، وفق الكتاب المقدس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/jewsus-christ.html
تقصير الرابط:
tak.la/2w8ns5d