ومع أنه، علاوة علي هذا استقي رواية ارتحال يسوع إلي مصر من إنجيل متي، فإنه لم يؤمن بكل المعجزات المتصلة بها، ولا آمن بأن ملاكًا وجَّه هذه الرحلة، ولا بأن هجرة يسوع من اليهودية وإقامته بمصر كان لها معني خفي. لكنه لفق رواية أخري. فالبرغم من أنه قبل -لحد ما- المعجزات التي صنعها يسوع، التي أقنع بها الجماهير ليتبعوه علي أساس أنه المسيح، إلا أنه أراد مهاجمتها كأنها قد تمت بقوة السحر لا بقوة إلهية. فقد قال:
«لقد نشأ خفية، وأجر نفسه كعامل في مصر، وبعد أن جرب يده في بعض قوات سحرية عاد من هناك، وبسبب هذه القوات لقب نفسه إلهًا».
لست أدري لماذا يتعب ساحر ليعلم تعليمًا يقنع كل إنسان لكي يتمم كل عمل كأنه يؤديه أمام الله الذين يدين كل واحد حسب كل أعماله وأن يغرس هذا الاعتقاد في نفوس تلاميذه الذين قصد بأن يستخدمهم كحاملي تعاليمه. هل أقنعوا سامعيهم لأنهم تعلموا أن يصنعوا المعجزات بهذه الكيفية، أم إنهم لم يصنعوا أية معجزات؟ ليس معقولًا مطلقًا القول بأنهم لم يصنعوا معجزات مطلقًا. لكن المعقول أنهم رغم إيمانهم بدون مبررات كافية، بالمقارنة مع حكمة اليونانيين المنطقية، فقد كرسوا أنفسهم لتعليم تعاليم جديدة لكل مَن استطاعوا زيارتهم.
وما الذي بعث فيهم الثقة ليعلموا تلك التعاليم ويقدموا آراء جديدة؟ ومن الناحية الأخرى، إن كانوا قد صنعوا المعجزات فهل يعقل أن يقال عنهم إنهم كانوا سحرة عندما خاطروا بحياتهم، وعرضوها لأخطار عنيفة من أجل تعليم يحرم السحر؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/christ-miracles.html
تقصير الرابط:
tak.la/74m3q8k