ومن الناحية الأخرى، طالما كان خصومنا يستمرون في ترديد تلك الأقوال عن الإيمان فيجب أن نقول إننا -مع اعتبار هذا نافع للجماهير- نعترف بأننا نعلم أولئك الناس بأن يؤمنوا بدون بحث طالما كانوا لا يقدرون أن يتركوا كل مصالحهم العالمية ويتفرغوا لفحص الحجج. ومع أن خصومنا لا يعترفون بهذا فإنهم يمارسونه عمليًا. لأنه من ذا الذي يتفرغ لدراسة الفلسفة، ويلقي بنفسه في صفوف طائفة معينة. إما مصادفة أو لأنه مزود بمدرس من تلك المدرسة، يسلك طريقًا كهذا لأي سبب آخر إلا لأنه يؤمن بأن طائفته هذه أفضل من أية طائفة أخرى؟ لأنه إذ لا ينتظر بأن يسمع حجج كل الفلاسفة الآخرين، وسائر الطوائف المختلفة، ومبررات شجب هذا النظام وتدعيم الآخر، فإنه بهذه الطريقة يختار بأن يكون رواقيًا مثلًا، أو أفلاطونيًا، أو أرسطوليًا، أو أبيقوريًا، أو تابعًا لأية هيئة أخرى، وبهذا يكون محمولًا، دون أن يعترف، بدافع غير معقول بممارسة الرواقية مثلًا واحتقار غيرها من النظم الأخرى، محتقرًا الأفلاطونية، كأنه أكثر تواضعًا من غيره، أو الأرسطوطالية، كأنه أكثر إنسانية، ومعترفًا ببركات الحياة البشرية أكثر من أتباع النظم الأخرى.
والبعض أيضًا إذ انزعجوا لأول وهلة من التعليم بعقيدة العناية الإلهية، عندما لاحظوا ما يحدث في العالم للأشرار وللفضلاء، تسرعوا في الاستنتاج بأنه لا توجد عناية إلهية على الإطلاق، وتبعوا آراء أبيقور وكلسس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/carefulness.html
تقصير الرابط:
tak.la/kh435nb