(11) الثالث - يو38:11 - 45
مقدمة:-
* فقد ميز الآباء الموت الروحي بالخطية إلى أنواع "كما قال القديس أغسطينوس" فالنوع الأول هو الخطية بالفكر وهي تحصد موتًا داخل الإنسان دون أن يلاحظ الآخرين ويمثلها القديس أغسطينوس بموت ابنة يايرس في (مر 5) ثم النوع الثاني هو الموت الخارج أي الخطية عندما تتحول إلى عمل وتجعل صاحبها ييأس مثل ابن أرملة نايين في (لو 7) ثم النوع الثالث وهو الموت الناتج من تحول الخطية إلى عادة شريرة ويقال عنه قد انتن مثل لعازر في (يو 11).
(أ) " فلما أتي يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر وكانت بيت عنيا قريبة من أورشليم بنحو 15 غلوة ":-
ü في رحلة ربنا يسوع من مكانه " بيرية " إلى بيت عنيا شفى الأعمى في أريحا وأعطى وعد الخلاص لزكا وهذا ما ذكرته الأناجيل الأربعة.
2- اليوم الأول سقوط آدم وحواء.
3- اليوم الثاني كسر الناموس الطبيعي.
4- اليوم الثالث كسر ناموس موسى.
5- اليوم الرابع الكرازة بالمسيح.
ü تبعد بيت عنيا عن أورشليم 15 غلوة والغلوة 185 متر أي البعد ما يقرب من 3 كم.
(ب) " وكان كثيرون من اليهود قد جاءوا إلى مرثا ومريم ليعزوهما عن أخيهما ":-
✟ كانت أيام الحزن عند اليهود 40 يومًا (3 أيام بكاء + 7 أيام مراثي وفيها ينامون على الأرض لا يسلموا على أحد، لا يغتسلون ويدهنون أنفسهم + 30 يوم لا يحلقوا ولا يرتدون ثوب أبيض ولا يخيطوا ثوب قد تمزق).
✟ كثرة المعزيين لأن العزاء واجب ديني عند اليهود وكلمة اليهود كما سبق أنهم ضد ربنا يسوع – وقد يكون المعزون يباتوا في بيت عنيا 2 – 3 يوم للعزاء.
(ت) مع مرثا " فلما سمعت مرثا أن يسوع آت لاقته وأما مريم فاستمرت جالسة في البيت فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي قال لها يسوع سيقوم أخوك فقالت له مرثا أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير فقال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فيسيحيا وكل من كان حيًا وأمن بي فلن يموت إلى الأبد أتؤمنين بهذا؟ قالت له: نعم يا سيد أنا قد أمنت أنك المسيح ابن الله الآتي إلى العالم ولما قالت هذا مضت ودعت مريم أختها سرًا قائلة المعلم قد حضر وهو يدعوك ":-
* لاقته مرثا أولًا دون مريم – لأن مريم لم تسمع بقدوم ربنا يسوع لكن مريم كانت تحب المسيح أكثر وإن كانت مرثا كانت أكثر جراءة وحركة لكن ليس الظاهر هو الذي يظهر المحبة لكن القلب هو الذي يمتلئ بها وهو الذي يعرفه الله فقط.
* كان إيمان مرثا في البداية أن وجود المسيح كان يمنع الموت من اقترابه من لعازر وأن لعازر سيقوم في اليوم الأخير لكن ربنا يسوع نقلها بأنه هو الحياة ذاتها وهو القيامة نفسها فقدمت قانون إيمانها هو:-
1- المسيح هو المسيا الذي تنبأ به الأنبياء.
2- ابن الله أي ابنه بالطبيعة.
3- الآتي إلى العالم المتجسد لكي يفدي العالم.
* وذلك بعدما أمنت أن الذي يؤمن به لا يموت بالروح حتى لو مات بالجسد فإنه يقوم.
* دعت أختها سرًا:- لأن في اليهود من هو ضد المسيح فذهبت مريم وذهبوا ورائها يظنوا أنها تذهب إلى القبر تبكي ولا يدرون أنهم يجرون بدون إرادتهم لكي يروا المعجزة ويؤمنوا.
* وقد دعته مرثا المعلم لأنه نقلها من أنة كل ما يطلبه من الآب يستجيب له وأن الموت لا يقرب من أخيها في وجوده إلى أنه هو القيامة ذاتها.
* حضر:- كنا ننتظره بشوق وقد جاء.
* يدعوك:- أي يهتم بك ويعزيك.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(ث) " أما تلك فلما سمعت قامت سريعًا وجاءت إليه ولم يكن يسوع قد جاء إلى القرية بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا ثم أن اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها لما رأوا مريم قامت عاجلًا وخرجت تبعوها قائلين أنها تذهب إلى القبر لتبكي هناك ":-
· أسرعت مريم تطلب ربنا يسوع المعزي الحقيقي وسط دموعها ومعزيها فلم يعقها البكاء أو المعزيون مع أنه الوضع الطبيعي أن يأتي المسيح إليها ليعزيها.
· تباطأ السيد ولم يدخل المدينة لكي لا يكون متسرع لعمل المعجزة بل ليؤكد أنه كان بعيدًا عنها وعن طريق خروجهما وخروج اليهود معها إذ دعها سرًا يكون هناك شهودًا على الآية ويؤمنوا بها.
· كررت مريم ما قالته مرثا إن كان السيد هنا لم يمت أخيها.
(ج) " فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب وقال أين وضعتموه؟ فقالوا له يا سيد تعال وانظر فبكى يسوع. فانزعج يسوع أيضًا في نفسه وجاء إلى القبر وكان مغارة وقد وضع عليه حجر ":-
§ انزعج ربنا يسوع مرتين ليؤكد أن أخذ طبيعتنا البشرية كاملة.
§ وأيضًا هذا الذي يضبط المسكونة كلها أراد بإرادته وليس عفويًا أن ينزعج ويضطرب.
§ أين وضعتموه؟ بالرغم أنه عارف كل شيء لكنه سأل ليؤكد أنه يعمل معجزة حقيقية وليست تمثيلية أو فيها كذب أو خداع.
§ بكى يسوع:- أي أدمع أو جعل بإرادته عينيه تدمع أي يسيل منها الدموع فحسب الترجمة القبطية Anefbal ermh
§ وإن كان اليهود فهموا أن دموعه هي عجز عن عدم إقامته من الموت.
§ كان الحجر كبير من الصعب أن يحركه إلا عدد 4 من الرجال.
(ح) " قال يسوع ارفعوا الحجر قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد انتن لأن له أربعة أيام. قال لها يسوع ألم أقل لك إن أمنت ترين مجد الله؟ فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعًا ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال: أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لى ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجًا. فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه ليذهب ":-
o كان يستطيع السيد أن يحرك الحجر بقوته لكنه أراد أن يحركوه هم " اليهود " ليكونوا شهودًا على المعجزة ومساهمة ومشاركة منهم للسيد لأن الله لا يريد أن يعمل العمل كله بمفرده بل يجعل الإنسان يشاركه عمله.
o قد تناست مرثا ما قاله ربنا يسوع لها فقالت للرب قد انتن فذكرها عن إيمانها بأنه هو القيامة ومن يؤمن به يرى مجده في معجزاته.
o في صلاة ربنا يسوع لا يوجد فيها تضرع لعمل الآب بل شكر لكي يؤمن هؤلاء الجموع به وقد تلألأ في صلاته من سماع الآب له وجاءت بصيغة الماضي للتأكيد.
o صراخ السيد بصوت عظيم:- لأن صوته يحمل سلطانه الذي يرعب بوابات الجحيم النحاسية ومتاريسها الحديدية ويخرج روح لعازر من بين آلاف الأرواح في الجحيم ويجعلها تدخل الجسد ويجعل الجسد الذي قيل عنه انتن سليمًا بعد أن دود.
o وتحديد اسم لعازر حدد من الذي يقوم هو لعازر فلولا هذا التحديد لقام كل الأموات وهذا ما سوف يتم في مجيئه الثاني حينما يسمع صوت الأموات صوت ابن الله (يو 28:5).
o الأقمطة والأربطة هي تلك الخطايا التي تقيد الإنسان عن رؤيا الله وعن عمل أي شيء صالح.
o ودعوته تلاميذه بأن يحلوه هي للكهنة بأن يحلوا الموتى بالخطايا من رباطات الخطية عندما يقوموا بالتوبة.
(خ) لعازر بعد قيامته من الموت إلى موته ثانية:-
* كان وجود لعازر هو شهادة حية على لاهوت ربنا يسوع لهذا حاول اليهود أن يقتلوه عدة مرات.
* بعد حلول الروح القدس أشار الرسل على لعازر وأختيه الهرب فاستغل مركبة صغيرة هو وأختيه ساقتهما عناية الله إلى لارنكا وهي ميناء قبرص الشرقي فما أن وصلوا حتى أنهم كانوا متعبين شاهد لعازر كرم قد نضج عنبه وسيدة تجلس خارجه وهي صاحبته فطلب منها ليأكل فقالت له أن الكرم لم ينضج هذه السنة فقال لها لعازر ليكن لك ما تقولين فدمرته مياه البحر وجرفته حتى أصبح مكانه يصدر منه الملح.
* وكانت قبرص جزيرة بها جاليات يهودية ونسبة كبيرة من الوثنيين.
* وعندما كرزا الرسولين بولس وبرنابا بها وضعا أياديهم على لعازر فرسموه أسقفًا وظل أسقفًا بها 30 عام خلالها حول الجزيرة كلها إلى المسيحية وبنى كنائس كثيرة بها وتنيح سنة 67 م.
* وكان أسقفًا ساهرًا لا يعرف التهاون وكان لا يرى ضاحكًا أبدًا إلا مرة واحدة حينما رأى لص يسرق آنية فضحك وقال إن التراب يسرق التراب. وقد بنيت له كنيسة كبيرة بها جسده في لارنكا.
* له 4 تذكارات في السنكسار:-
- عيد نياحته 17 برمهات.
- تذكار إقامة الرب له 30 برمهات.
- تشاور اليهود لقتله 21 برمهات.
- عيد نياحته الثاني 27 بشنس.
(د) نتائج إقامة لعازر من الأموات:-
إيمان كثير من اليهود لما نظروا ما فعل ربنا يسوع.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-maximos-samuel/prayer-for-departed/readings-gospel-third-day.html
تقصير الرابط:
tak.la/m8922xa