St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   patriotic-copts
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأقباط: وطنية وتسامح ديني عبر العصور - الراهب القمص بطرس البراموسي

21- ليلى دوس

 

St-Takla.org Image: Young Laila Doss (1917-2015). صورة في موقع الأنبا تكلا: ليلى دوس (1917-2015 م.)، الحقوقية المصرية في شبابها.

St-Takla.org Image: Young Laila Doss (1917-2015).

صورة في موقع الأنبا تكلا: ليلى دوس (1917-2015 م.)، الحقوقية المصرية في شبابها.

2- ليلى دوس (1917-2015)

 

ولدت ليلى دوس في محافظة أسيوط في يوليو 1917 وكان جدها لوالدتها- حبيب شنودة هو عمدة اسيوط، وكان شديد الثراء، وكان والدها توفيق باشا دوس تخرج من كلية الحقوق وفتح مكتبًا مع اثنين من أشقائه في منطقة الفجالة بالقاهرة عام 1893م ثم عاد لأسيوط ليعمل بكتب سينوت حنا باشا المحامي المشهور في ذلك الوقت. وبعدها عاد إلى القاهرة مرة أخرى ليمارس مهنة المحاماة بها، وتزوج في سن 25 عامًا وأنجب عدة ابناء وبنات وكان من بينهم ليلى.

- كان والدها سياسيًا مشهورًا وقياديًا في حزب الوفد، وشريك سعد زغلول وعضو بلجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923 ووزير الزراعة الذي استقال إعتراضًا على سياسات السرايا.

- التحقت ليلى بمدرسة "القلب المقدس" لفترة دامت ثلاث سنوات.. انتقلت إلى كلية البنات عام 1938. كان والدها قد رفض مواصلتها لدراستها الجامعية، وكان رده القاطع "لا جامعة للبنات"!! لكن المثل الأعلى في الحياة للفتاة ليلى دوس كان رفاعه الطهطاوي، محمد عبده، قاسم أمين، لطفي السيد، هدى شعراوي، أمينة السعيد، سيزا نبراوي، وخاصة انها قد قرأت ان " كلوت بك" قد أنشأ عام 1837 مدرسة للقابلات "أي المولدات"، كما كانت تعرف ان دستور 1923 نص على تعليم الفتيات، وفي عام 1929 حصلت النساء على حق التعليم مثل الرجال، وتأسست منظمة نسائية وهي لجنة الوفد للنساء المركزية، وكانت صفية زغلول زوجة الزعيم الراحل سعد زغلول وهدى شعراوي هما أول من بدأتا في تكوين جمعيات نسائية للعمل الاجتماعي، فتأسست جمعية "المرأة الجديدة" على يد هداية بركات الممرضات وتعليم البنات أشغال الإبرة. ومن بعدها جاءت مبادرة محمد علي والتي تبعتها أميرات العائلة المالكة. وقامت الجمعيىة ببناء وإدارة مستشفيات في كافة أنحاء مصر، وكان كل ذلك ماثلًا أمام أعين ليلى دوس.

- بدأت فكرة جمعية تحسين الصحة عندما علمت ليلى دوس بعد تخرجها من المرحلة الثانوية عام 1933 ان هناك شكوى من الدكتور محمود أباظة رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الصدر التابعة للدولة ان مرضى السل يضطرون ان يتركوا المستشفى بالرغم من حالتهم الصحية المتدهورة ولا يكملون العلاج للسعي وراء توفير لقمة العيش لأسرهم مما يؤدي إلى وفاتهم، وتحدث د. أباظة في هذه المشكلة مع السيدة إيفي محمود، وهي سيدة أنجليزية كانت متزوجة من مدير الهلال الأحمر المصري في ذلك الوقت. وهنا وجدت ليلى ضالتها المنشودة، والعمل الذي ستكرس حياتها فيما بعد من أجله. فقامت بالاتصال بعدد من صديقاتها في الدراسة وعلى المستوى العائلي وهم عايدة علوبه وشريفه لطفي ونعمه برزي، وأيضًا اتصلت بالسيدة إيفي محمود وحددوا موعدًا واقترح عليهم في البداية زيارة عدد من اُسر مرضى السل ليروا على الطبيعة أحوالهم المعيشية المتردية، فكانت المشاهد تصيب بالغثيان بسبب مشهد الفقر المدقع والحجرات بلا إضاءة وتترعرع فيها الرطوبة ومعيشة ابناء هؤلاء المرضى معهم في نفس المكان مما يعرضهم لخطر العدوى، ومن هذا المنطلق كان التصميم على تكوين جمعية نسائية لتحسين الصحة، وكان للجمعية -التي ترأستها ليلى دوس- دورًا بارزًا خلال فترات الحروب " العدوان الثلاثي عام 1056، حربي 1967، 1973م." من ذهاب للأقاليم والتبرع بملابس، لإفتتاح مراكز خياطة لكسوة المحاربين، كما كافحت في تعاون مشترك مع جمعية "المبرة" ضد مرض الكوليرا في اربعينيات القرن العشرين.

- لم تنسى ليلى دوس حلمها القديم في مواصلة التعليم الجامعي، فقامت بعمل معادلة لشهادة الثانوية العامة وحصلت عليها والتحقت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بكلية الآداب وحصلت على الماجستير في الآداب المقارن عام 1981 عن عمر يناهز 64 عام. وفي سنة 2015م توفيت ليلى دوس عن عمر يناهز 98 عامًا، وعاصرت تاريخ الحركة النسائية بدءًا من ثورة 1919 حتى ثورة 25 يناير 2011، وكذلك ثورة 30 يونيو 2013 حيث شاركت المتظاهرين بميدان التحرير فوق كرسي متحرك، وهذا ما يجعلنا ننتبه إلى الحس الوطني الذي كانت تتمتع به منذ صغرها في خدمة الوطن والمحتاجين وحتى في كبرها وهي جليسة كرسي متحرك.

St-Takla.org Image: Laila Doss (1917-2015) (far left) after discussing her master's degree in comparative literature (1977+). صورة في موقع الأنبا تكلا: ليلى دوس (1917-2015 م.) (يسار الصورة)، الحقوقية المصرية، بعد مناقشة رسالة ماجيستير في الأدب المقارن، بعد أن تخطت سن الستين (في 1977+).

St-Takla.org Image: Laila Doss (1917-2015) (far left) after discussing her master's degree in comparative literature (1977+).

صورة في موقع الأنبا تكلا: ليلى دوس (1917-2015 م.) (يسار الصورة)، الحقوقية المصرية، بعد مناقشة رسالة ماجيستير في الأدب المقارن، بعد أن تخطت سن الستين (في 1977+).

- هذا ما يجعلنا نقف برهة من الزمن لننظر على تلك الأمثلة المكافحة التي لم تعرف طريقًا لليأس أو الفشل أو التقاعس أو الخذلان -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- أو قُل إلقاء العيب على المجتمع، فهم عاشوا في نفس المجتمع وفي أوقات تتشارك معنا في المقومات والأحداث والتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

- فهل للمرة الثانية العيب فينا أم في المجتمع..

- ويعوزنا الوقت الطويل والمئات من الصفحات التي نسطر فيها أمثلة كثيرة من الأقباط الناجحين والمحققين أعظم النجاحات في كل المجالات السياسية والخدمية والطبية والاقتصادية و..

- فضع أمام عينيك أيها الحبيب انه من أجل الوصول إلى هدف سامي لا بد من الكفاح والتعب والعرق والمثابرة، فمعلمنا بولس الرسول قال " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا" (1كو 9: 24).

لقد قال اركضوا ولم يقل ناموا واستريحوا أو تباطئوا وتواكلوا..

- فمن يريد ان يأخذ الجعالة (الجائزة الكبرى) فعليه أن يركض (يجري) ولا يتباطئ ويلقي باللوم على الله وعلى المجتمع.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/patriotic-copts/laila-doss.html

تقصير الرابط:
tak.la/r4x59sm