محتويات: (إظهار/إخفاء) |
صُنْع الخير من
أجل الرب بغير تفتيش الاهتمام بالفقراء ومحبتهم لأنهم أخوة يسوع الرحمة والشفقة على المحتاجين |
6- من عظات أنبا شنوده: عن محبة الفقراء
لا يظن الإنسان إن الخيرات والصالحات التي يعطيها للفقراء هي ملكه، وإنما هي للرب يسوع الذي منحه القدرة على إعطاءها لهم:
" قال له يسوع إن أردت أن تكون كاملا فأذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني " (مت19:21).
" لأن الصدقة تنجي من الموت وتمحوا الخطايا وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الأبدية " (طوبيا12:9).
يا أبني لا تصرف وجهك عن الرجل الفقير، لكن أعطه حسب قدرتك. وكن مشاركا لكل مستغيث وكل مفتقر. لأنه إن شاركتهم في الفانيات تشاركهم في الأبديات.
إن كان فيك فقير احد من أخوتك في احد أبوابك في أرضك التي يعطيك الرب إلهك فلا تقسي قلبك ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير بل افتح يدك له واقرضه مقدار ما يحتاج إليه (تث15:7).
سوف ينزل العقاب العظيم على رأس الذين أحزنوا الفقراء الذين القوا لهم الطعام الفاسد، لان الله بذل دمه لأجلنا وهو يسوع ربنا ابن الله وأعطانا الوصايا والأحكام ووصاياه ليست ثقيلة (1يو 5: 3) ولم يطلب منا أكثر من طاقاتنا بل كل واحد حسب ما اخذ من موهبة لكي يخدم بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة (1بط 4: 10).
أنكم أضفتم إلى خطاياكم خطيه عظيمة لكونكم أعطيتم للفقراء الأشياء الرديئة بلا خوف الله. إن هذه الأعمال التي تعملونها ليست صالحة:
"ظالم الفقير يعير خالقه ويمجده راحم المسكين" (ام14:31).
لابد لنا أن نصنع الخير حتى لو لم نعرف هذا الإنسان الذي نقدم له هذا الخير. ومن لا يريد أن يرحب بملاك لأن المكان الذي تصنع فيه الصدقة بسخاء عظيم هو رمز الشبكة الملآنة من الأسماك الجيدة والأسماك الرديئة. فلو كان الصياد لا يلقى الشبكة في الماء بسبب الأسماك الرديئة فإنه يفقد الجيدة أيضًا. وعلى هذا النحو إذا كان الإنسان لا يتصدق بسبب ان الفقير شرير فإنه سيعدم الصلاح بالمرة ويقفل بابه دون الملاك بغير أن يدرك معرفته.
"الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا" (سيراخ3:33).
نقول أيضا بخصوص الأشخاص الذين في غنى كثير ويبخلون على الفقراء. ومنهم أيضًا أشخاص يعطوا الفقراء بعدم رضا وإنهم لقليلون، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. أيضا الذين يمنحون بسرور وإنصاف كما أن الذين يعطون بمحبة خالصة هم قليلون أيضًا. "الفراء في البرية صيد الأسود وكذلك الفقراء هم مراعي الأغنياء " (سيراخ13:23).
على هذا النحو من يعطي فاعلًا خير لإنسان فقير فإن الرب سيعوضه كثيرًا. لأنه كما قال أيوب الصديق:" إن كنت رأيت هالكًا لعدم اللبس أو فقيرًا بلا كسوة. إن لم تباركني حقواه وقد استدفأ بجزة غنمي. إن كنت قد هززت يدي على اليتيم لما رأيت عوني في الباب" (أيو31:19).
وأيضا "بركة الهالك حلت على وجعلت قلب الأرملة يسر" (أيو29:13).
ألم يكن هذا عمل أبينا إبراهيم ذلك الذي رحب بملتقى الرب عنده مع الملاكين (تك 18: 6، 7) كيف كان يمكنه أن يعرف إذا كان القادم إليه ملاكًا بحيث أنه لم يقتصر على الترحيب به بل أنه لم يخاف منهم حين عرفهم. فرحب بهم وألح عليهم ليكونوا ضيوفه ولم يكتفي بما كان في بيته بل صنع لهم ما هو أفضل... ونحن على عكس ذلك نخفى الجيد الذي عندنا ونقدم للغرباء والفقراء ما هو رديء بدلًا منه.
"الصديق يعرف دعوى الفقراء أما الشرير فلا يفهم معرفة (ام29: 7). وأخيرا بما انه صنع هذه الأمور وتلك عرف انه صنع ذلك مع الرب يسوع ومع ملاكيه. كما طلب منهم أيضًا لوط. إذ ادخلهما في بيته على أنهم رجلين فقراء دون أن يعرف أنهم ملاكين. (تك 19: 1).
أيضًا لو علمت المرأة السامرية أن الذي قال لها: "أعطيني لأشرب" هو الرب يسوع. لعلمت أنه ليس بحاجة للماء. وطلبت هي منه أن يعطيها الماء الحي. (يو 4: 9).
غير أن الرب يسوع يفتش عن الخطاة المحتاجين للتوبة. وأن تلك لشفقة منه أن يفتشك أيها الإنسان يا من تستخدم له كل الأفعال التي تخالف معاملة الفقراء.الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله (رو 2: 6).
من أجل انه لم يذكر أن يصنع رحمة بل طرد إنسان مسكين أو فقيرًا (مز109:16).
ذلك يكون من الفضيلة بمكان لكن السماء تفتشك وتستقصي عنك فتجدك فاقد الرحمة عند طردك للفقير فارغًا.
تصدق من مالك ولا تحول وجهك عن فقيرًا. وحينئذ فوجه الرب لا يحول عنك (طو4:7).
إن رفقة المغبوطة ما كانت كذلك لأنها لم تعلم شيئًا عمن رحبت به ماعدا أنها وجدته فلم يكن لديها إلا الشفقة في قلبها لأن نفسها كانت مملوءة بالرحمة التي تقلدتها من أبويها إذ أظهرت تمام سرورها بدون أن يرد على بالها فحصه.
جيل أسنانه سيوف وأضراسه سكاكين لأكل المساكين عن الأرض والفقراء من بين الناس (ام30:14).
ولقد هيأتم الطعام الفاخر لأنفسكم. تعيشون بملذات أنفسكم بالأكل والبطالة العظمى. أنكم لذوي جشع وملآنون من الغضب على الفقراء مصيرين إياهم عبيدًا لكم وغير متسامحين أن تقدموا خبزكم لجائع وتكسو عريانًا.
لقد أخبرتكم بما قلته لهم من هذا الكلام وهذا التوبيخ من أجل الفقراء أنتم الحكماء بقلبكم أنتم الذين يسرون ويجزلون بالأكثر بسبب إيمانكم المقدس.
أن رحمة فوق رحمة وبركة فوق بركة ونعمة فوق نعمة على هامة من فعل أو يفعل الإحسان في كل زمان.
لأن الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الأبدية (طو12: 9).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/shenouda-the-archimandrite/poor.html
تقصير الرابط:
tak.la/4cmxc77