محتويات: (إظهار/إخفاء) |
1. الكنيسة كمعنى 2. الكنيسة كمبنى 3. الهيكل والمذبح 4. حامل الأيقونات 5. موقع المعمودية 6. مبنى أو غرفة الدياكونية 7. غرفة الاجتماعات العامة 8. المكتبة 9. المدارس 10. منارة الكنيسة |
أولًا: الشكل العام لمبنى الكنيسة عند الآباء الأولين:
رأى الآباء الأولون أن المبنى الكنسي ليس مجرد عمل هندسي إنما هو إنجيل مفتوح كُتب بلغة المنظورات كحديث لاهوتي بسيط وعميق في آن واحد، وله فاعليته في حياة الكنيسة وأعضائها.
* قرر القديس هيبوليتس أن اجتماع المؤمنين للصلاة كان يتم في بيت الرب، وأشار القديس كلمنضس السكندري والعلامة أوريجانوس في كتاباتهما إلى وجود كنائس مُكرسة، فقد اعتاد المسيحيون حتى قبل القرن الرابع ممارسة العبادة الكنسية في مبنى الكنيسة كبيت الله الخصوصي.
* يقول العلامة لاكتانتيوس أن الجموع المتزايدة لم تعد تكفيها المباني القديمة ولذا أُقيمت كنائس أكثر اتساعًا وروعة.
* وكان أول مكان اجتمع فيه الرسل ككنيسة هو العلية (أع13:1) حيث حل عليهم الروح القدس فيها (أع2:2) واجتمعوا أحيانًا في الهيكل (أع46:2) ثم شُيدت الكنائس وأخذت في الازدياد.
* وبالرجوع إلى الوثائق القديمة المعاصرة للاضطهاد نجد أن الكنائس كانت تُبنى في السراديب Catacombs تحت الأرض أو في المدافن Socrcosant حتى كانت كلمة مقابر هي المرادف لاسم الكنيسة في ذلك الزمان.
* كان المبنى الكنسي يتجه ناحية الشرق حسبما ورد في كتابات كثير من الآباء الأوليين مثل القديس كلمنضس السكندري والعلامة أوريجين والعلامة ترتليان. فغالبًا ما روعي هذا التقليد في الكنائس الأولى لكي نصلى متجهين نحو الشرق لأن مسيحنا دُعي بالشرق (زك12:6).
* وتفصح معالم طبوغرافية الكنيسة عن أننا أمام حقيقة سمائية فائقة يستوعبها العقل والقلب بالإيمان ويرى رموزها ومن ثم يعيش جمالها الروحي: فالمعمودية هي الأردن، وبيت القربان هو بيت لحم، والهيكل هو الفردوس وقدس الأقداس، والمذبح هو الجلجثة والقبر والشرقية هي حضن الآب... وجميعها تصير أماكن ظهور الرب وإعلاناته لنا.
* مبنى الكنيسة كان على شكل صليب أحيانًا ليعلن عن طبيعته السرية كجسد المسيح المصلوب، كما تُبنى أحيانًا على شكل دائرة رمزًا لطبيعتها الأبدية، إذا لا بداية لها ولا نهاية وأخذت مباني الكنائس أحيانًا شكل السفينة متجهة نحو العالم الآخر إشارة إلى فلك نوح رمز مدينة الله في رحلتها عبر التاريخ والتي لا خلاص لأحد خارجها.
* لقد وصف العلامة ترتليان الهيكل بأنه " المذبح المسيحي " أو "مذبح الله". واصطلح الآباء على تسمية المذبح بـ"مائدة الرب" لأننا منها نأكل خبز الله أي الأفخارستيا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وسموه أيضًا "المائدة السرية". وقد أكد أغناطيوس على وجود هيكل واحد ومذبح واحد ليسوع المسيح الواحد، وشرح القديس إيريناؤس ضرورة تقديم ذبيحة الأفخارستيا على المذبح. كذلك دعي أغناطيوس اجتماع الكنيسة الافخارستي "سوزستيرون" أي "موضع الذبيحة"، وأعلن كلمنضس الروماني أن عمل الأسقف هو تقديم "بروسفورا" أي القرابين.
* ويقول القديس إيريناؤس: "المذبح الذي نقدم علية دائمًا الذبيحة هو مذبحنا الذي في السماء " ويصفه العلامة أوريجين بأنه "مذبح سماوي"، ويقول العلامة ترتليان أنه "مذبح الله"، ويقول الشهيد كبريانوس: "الحكمة أعدت مائدتها... هذه الكلمات الهامة إنما تعلن عن المذبح المسيحي"، ويسميه أسقف القيروان "المائدة غير الدموية" ليميز مذبحنا عن المذابح الأخرى.
* وكانت غالبية المذابح تُصنع من الخشب على مثال خشبة الصليب.
* إن الذي يفصل الهيكل والمذبح عن صحن الكنيسة جغرافيًا هو حامل الأيقونات بأيقوناته المتنوعة كإشارة إلى المصالحة بين العالم السمائي والبشري، وهو إعلان لحقيقة الكنيسة كأيقونة لأورشليم السمائية. ففي حامل الأيقونات يتطلع المؤمنون لشفاعة القديسين وبركتهم وهم يشددون جهاد المصلين ليبلغوا إليهم. وهكذا تحيط بنا هذه السحابة من الشهود ناظرة إلينا حتى نبلغ إلى المواضع العلوية حيث هم يسكنون.
* ويعلو حامل الأيقونات علامة الصليب، لأن الصليب هو أساس إيماننا وعقيدتنا وهو شرط تلمذتنا للمسيح.
* مبنى المعمودية كان منفصلًا عن مبنى الكنيسة ولعل أهم وصف له هو وصف القديس كيرلس الأورشليمي في مقدمة تعليمه للموعوظين، حيث يشير إلى الغرفة الكبيرة الخاصة بالمعمودية والتعبير اليوناني المستخدم لوصفها يؤكد أنها كانت كبيرة، إذ كان يتم فيها جحد الشيطان والاعتراف بالإيمان.
* يقول القديس أمبروسيوس: "جرن المعمودية يظهر إلى حد ما بشكل القبر:. لذا يخاطب المعمدين قائلًا: "حين تغطسون تنالون شبه الموت والدفن وتتقبلون سر الصليب".
* وفي حكمة بالغة حدد الآباء موقع المعمودية في الجانب الغربي الشمالي لتكون إعلانًا بأن الكنيسة تستقطبنا ناحية الشرق المستنير إذ لا يمكننا أن نعبر إلى صفوف المؤمنين لنتحد بالذبيحة الإلهية على المذبح ما لم ننال نعمة المعمودية. وقد وجد هذا الفكر صداه في إقامة المعموديات لتكون في مدخل الكنائس لأنها بداءة الأسرار وأساسها كما عبر عن ذلك الراعي هرماس عندما شاهد الكنيسة برجًا مقامًا على الماء.
* ربما تكون أقدم إشارة إلى غرفة خاصة ملحقة بمبنى الكنيسة هي تلك التي وردت في تاريخ المؤرخ السرياني فلاستورجيوس Philastorgius إذ أشار إلى أن المسيحيين في قيصرية فيلبس أحضروا تمثال المسيح الذي نصبته المرأة النازفة الدم إلى "غرفة الدياكونية في الكنيسة". هذا وتشير أعمال الرحمة والمحبة التي كان يقدمها الآباء أثناسيوس وباسيليوس وأمبروسيوس وأغسطينوس وذهبي الفم إلى وجود مثل هذه الغرفة في كنائس الإسكندرية وكبادوكية وميلان وهيبو وأنطاكية.
* أشار المؤرخ ثيودورت إلى "غرفة ملحقة بالكنيسة اسمها باليونانية Oiko Apostiko أي "بيت المصالحة" أو "بيت السلام" وهي الغرفة العامة التي لجأ إليها الإمبراطور ثيؤدوسيوس عندما منعه القديس إمبروسيوس من دخول الكنيسة، بسبب سفك دم الأبرياء، وسُمح له بدخول هذه الغرفة لكي يقابل أسقف ميلان، وهي بمثابة غرفة أو قاعة للجلوس أو الضيافة بسبب فكرنا الحاضر.
* في كنيسة قيصرية فلسطين جمع الشهيد الفلسطيني بامفيليوس جميع كُتب العلامة أوريجانوس وحفظها في هذه المكتبة، وهي ذات الكُتب التي قرأها يوسابيوس القيصري وجيروم. كذلك كانت هناك مكتبة بطاركة الإسكندرية التي ضمت مؤلفات علماء الإسكندرية، وقد أشار إليها القديس كيرلس السكندري عدة مرات وأختار منها الرسائل والنسخ الصحيحة لمؤلفات القديس أثناسيوس الرسولي. وكذلك كانت هناك مكتبات ملحقة بالمدارس اللاهوتية في كل من الإسكندرية وأنطاكية وإديسا.
* كانت أول مدرسة ملحقة بالكنيسة هي مدرسة الموعوظين في الإسكندرية، وحسب نص القديس روفينوس تحولت هذه المدرسة إلى مبنى خاص ملحق بالكنيسة في عهد البابا ديمتريوس الأول. واشتهرت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية بعلومها القدسية ودراساتها الموسوعية وبأعلامها الآباء الأجلاء معلمي البيعة.
* تُبنى منارة الكنيسة مقابل برج المراقبة في السفينة.
* ويعلو هذه المنارة "علامة الصليب" كعلامة أبدية للخلاص وكعلم للمسيحية به نغلب، فيوضع أعلى المنارة كلواء إلهي يعلن تبعية الكنيسة وخضوعها للمسيح المصلوب، وأنها منتظرة مجيء الرب الأخير وعلامته الأولى في البروسيا كما تشير الديداكية في القرن الثاني.
* كذا وتوضع في منارات الكنائس "الأجراس" عوضًا عن أبواق العهد القديم التي كانت تستخدم في استلام الشريعة الإلهية وفي الحروب والاحتفال بالأعياد وفي تدشين الملوك.
* وهكذا قدمت الكنيسة "كتابًا مفتوحًا لإيماننا ليقرأه من لا يعرف القراءة" كما قال أحد الآباء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/nicea-church/rituals-building.html
تقصير الرابط:
tak.la/p94fpvm