محتويات: (إظهار/إخفاء) |
* صفات الله الجوهرية 1. الله غير محدود 2. الوجود الذاتي لله 3. الله مكتف بذاته 4. الله أزلي أبدي 5. الله لا يُرَى ولا يُدرك 6. الله غير متغير 7. الله حاضر في كل مكان 8. الله ضابط كل شيء |
نجد في الصلاة التي تقال بعد إلى الشرق انظروا [لانك انت هو الله الذي فوق كل رئاسة وكل سلطان وكل قوة، وكل سيادة، وكل اسم يسمى في هذا الدهر فقط بل وفي الآتي].
* يتضح من هذه الصلاة الصغيرة فكرنا الارثوذكسى عن الله الذي هو فوق كل رئاسة ومن هنا نتكلم عن إيماننا الأرثوذكسي في الله..
* هناك نوعان من الصفات التي توجد في الله..
1. الصفات الجوهرية:- وهي الصفات التي تخص الجوهر الإلهي ويشترك فيها الاقاليم الثلاثة وذلك لانه يوجد جوهرًا إلهيًا واحدا للاقاليم الثلاثة.
2. الصفات الاقنومية:- وهي ثلاثة صفات [الابوة، البنوة، الانبثاق] وهي التي تميز الأقانيم الثلاثة، وهي صفة لكل اقنوم.
* ماهو المقصود بصفات الله:-
يقصد بصفات الله هو مايخص الله وما يميزه عن سائر الكائنات ونقول عنها أيضًا كمالات الطبيعة الإلهية التي تميز بها الجوهر الالهى..
* فمن ضمن هذه الصفات وليس كلها لاننا لانستطيع بعقلنا البشرى حصر هذه الصفات أو إدراكها..
* الله غير محدود اى لا يمكن ان يحده لفظ أو زمان أو مكان، هو يملك كل كمال بصورة مطلقة غير محدودة،فالله له جوهر غير محدود وغير متناه.
* ويؤكد الكتاب المقدس هذه الحقيقة (غير محدودية الله) في هذه الآيات القليلة..
· [عظيم هو الرب وحميد جدًا، وليس لعظمته أستقصاء] (مز3:145).
· [عظيم هو ربنا وعظيم القوة، لفهمه لا إحصاء] (مز5:147).
· [هوذا الله عظيم ولا نعفه، وعدد سنية لا يفحص] (اى26:36).
* ونحن يرتبط إدراكنا بعدم محدودية الله، بإدراكنا لعدم محدودية الكمال الإلهي. إن الله هو الكمال الغير محدود الذي فيه يقوم كل كمال. فهو كامل في كل شيء [القدرة – العظمة – المعرفة – الصلاح – البر – المحبة..].
* وقد نسبت لله وحده الصفات الصالحة بصورة مطلقة باعتباره هو مصدرها الوحيد كما يبدو من الآيات التالية:
· [لله الحكيم وحده] (رو26:16).
· [ليس أحد صالحًا إلا الله واحد هو الله] (مز18:10).
· [ليس قدوس مثل الرب. لأنه ليس غيرك] (اصم2:2).
الله ذاتى الوجود أي يقوم جوهره بذاته. وهذه الصفة تخص الله ولا يمكن ان تعطى لكائن آخر إلا لله الذي له الحياة في ذاته [لانه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة في ذاته] (يو26:5)، [اذ هو يعطى الجميع حياة ونفسًا وكل شيء.. لاننا به نحيا ونتحرك ونوجد] (اع25:17-28).
ومن بين الصفات التي يدركها الإنسان بعقلة المحدود عن الله هي الإكتفاء الذاتى لدى الله أي ان الله مكتف بذاته. ويؤكد الكتاب المقدس هذا المعنى كما يبدو من الآيات التالية:
· [انت هو إله الجميع الذي ليس لك احتياج إلى شيء] (مك35:14).
· [لان لي المسكونة وملأها. هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس] (مز3:5).
فالله هو الذي وهب الحياة وكل مقوماتها لكل المخلوقات التي خلقها وهو الذي يعتنى بها ويحفظها فالإنسان وكل المخلوقات أيضًا في غاية الاحتياج لله.. إما هو فلا حاجة له لأى شيء..
* على أن فكرة الاكتفاء الذاتى لدى الله لا تفهم فهمًا انانيًا كما هو الحال عند بعض الفلاسفة بحيث يكون الله مغلقًا على ذاته لكن على العكس من ذلك فالله يهب محبته لخليقته دون أي أحتياج لشئ مقابل ومع ان الله (الساكن في الأعالى) فهو أيضًا [الناظر الاسافل مع اشراف لشعبة.. المسكن العاقر في بيت أم أولاد فرحة] (مز4:113-8).
* الله بلا بداية وبلا نهاية (سرمدى). فالله يختلف عن الإنسان فهو لم تكن له بداية في زمن ولن تنتهى حياته مثل الإنسان ليبدأ فيما بعد حياة آخرى تتبع هذه الحياة..
* الله أزلى أبدى.. ويعبر الكتاب المقدس عن ذلك في الآيات التالية:
· [قبل أن تولد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة. منذ الأزل إلى الابد انت الله] (مز2:90).
· [الذي وحده له عدم الموت] (اتى16:6).
· [و دعا ابراهيم هناك بأسم الإله السرمدى] (تك33:21).
· [انا الأول وأنا الآخر ولا إله غيرى] (إش6:44).
· [لان آلف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر.. وكهزيع من الليل] (مز4:90).
ملحوظة: لا يوجد بالنسبة لله زمن ولا جزء من الزمن. فهو لا يخضع للحساب الزمنى. انه خارج الزمن. اذ هو في حاضر دائم ابدى. واذا كان الزمن لايوجد بالنسبة لله. فليس في الله تغيير أو تتابع. لان هذه الامور تخص الزمن. فإن الله عندما خلق العالم. أخذ الزمن بدايته ولذلك فإن الله هو (ملك الأزمنة والدهور).
· الله جوهرًا روحيًا. لايرى ولا يُدرك.
· الله ليس له جسم على الإطلاق فهو لا يرى ولا يحد في مكان. ومن يطلب رؤية الله فهو لا يعرف طبيعة الله [نحن نتكلم عن الله الآب الضابط الكل وليس عن الله الابن المتجسد].
· وقد أكد الكتاب المقدس ان الله لم يرى [الله لم يره أحد قط] (يو18:1).
وما يذكر في الكتاب المقدس عن رؤية الله أو ظهورة. فإن ما يقال عنه انه رآى الله فإنه لم يراه حسب طبيعته اللاهوتية بل يرى الشئ الذي يظهر فيه الله [مثل عليقة موسى والضباب والسحاب والدخان على الجبل..].
· وهكذا فإن أبونا أبراهيم لم يرى الله كإله بل رآه كإنسان عندما رآه عند باب الخيمة (تك18) وعلى هذا النحو ما رآه آباء العهد القديم (يعقوب، إيليا، إشعياء، حزقيال..)، فهؤلاء لم يروا الرب نفسه بلاهوته.. ولكنهم رآوا شبهه أو الاشياء التي ظهر فيها.. كما رآى حزقيال ما يشبة مجد الرب ولكنه لم يرى مجده الحقيقي نفسه.
· فعيون البشر المحدودة لا تستطيع ان ترى الله.. وإذا كان يستحيل علينا ان نرى قرص الشمس الوهاج بصورة مباشرة بل تعجز العين عن ذلك فكيف يكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لله النور الحقيقي شمس البر الساطع نوره في مكان [لا تقدر أن ترى وجهى لان الإنسان لا يرانى ويعيش. وقال الرب هوذا عندى مكان فتقف على الصخرة ويكون متى إجتاز مجدى إنى أضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدى حتى أجتاز. ثم أرفع يدى فتنظر ورائى. واما وجهى فلا يرى] (خر20:33-22).
التغير في معناه البسيط ان الشئ اخذ حالة لم تكن له من قبل.. (اى هو أنتقال الشئ من حالة إلى حالة آخرى) ومعلمنا يعقوب يوضح هذه النقطة فيقول [الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران] (يع17:1).
وأيضًا ما جاء في سفر العدد [ليس الله أنسانًا فيكذب ولا ابن انسان فيندم هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفى] (عدد19:23)، [لأنى انا الرب لا اتغير] (ملا6:3).
وهنا نتعرض لسؤال مهم هو.. هل الله تغير عندما تجسد..؟
هل تحول من حالة اللامحدودية إلى حالة المحدودية في الجسد..؟
هل تحول من الصورة الغير منظورة إلى الصورة المنظورة..؟
* في تجسد ابن الله الكلمة لم يحدث أي تغير في الطبيعة الإلهية باتحادها بالطبيعة الناسوتية وذلك كما نقول في القداس [بغير أختلاط ولا أمتزاج ولا تغير].
· فخطة خلاص البشرية بواسطة السيد المسيح وجدت عند الله منذ الأزل ولم تنشأ فيما بعد.. أي لم تحدث اى أضافى أو زيادة في خطة الخلاص الإلهي حتى يقال انه حدث تغير في الله.. فمعلمنا بولس الرسول يوضح ذلك لنا بقوله [بين محبته لنا. لآن ونحن بعد خطاة مات المسيح لآجلنا] (رو18:5).
أي ان محبة الله لنا لم تنشأ فيما بعدما تجسد السيد المسيح وصلب عنا بل هي قبل تكوين العالم كله..
الله حاضر في كل مكان اى أنه موجود بكليته في كل مكان..
· وكما أن الله يتجاوز كل حدود الزمن. هكذا فإن الله هو فوق كل تحديد مكانى اى انه حاضر بلاهوته في كل مكان لانه غير محدود..
* فكون الله غير محدود يجعل صفة (الوجود في كل مكان) هي صفة من الصفات التي تتصل بالوجود الإلهي أو بالكيفية التي توجد عليها الله. فصفة الوجود في كل مكان هي بعينها صفة لا محدودية الجوهر الإلهي والكتاب المقدس يؤكد لنا هذه الصفة فيما ذكره [لانه هل يسكن الله حقًا على الأرض؟ هوذا السموات وسما السموات لا تسعك. فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت] (امل27:8).
[اين اذهب من روحك. ومن وجهك أين اهرب. ان صعدت إلى السموات فأنت هناك. وأن فرشت في الهاوية فها أنت. ان اخذت جناحى الصبح وسكنت في أقصى البحر. فهناك أيضًا تهدينى يدك وتمسكنى يمينك] (مز8:139-10).
[هكذا قال الرب السموات كرسى والأرض موطئ قدمى. اين البيت الذي يبنون لي. واين مكان راحنى] (إش1:66).
* فحضور الله في كل مكان. يجب أن لا يؤخذ على أنه حضور بالقوة (قوته) فقط أو أنه حضور مختلط ومتحد بالعالم.. هذان الرأيان يرفضها آباء الكنيسة الذين علموا بحضور الله في كل مكان. ليس بقوته فقط بل أيضًا بجوهرة. وفي نفس الوقت فإن الله يسمو عن المادة ولا يختلط بالعالم فهو روح بسيط غير قابل للتجزئة والانقسام..
أي انه لا يمكن ان يحدث أي أمر في الكون كله صغيرًا أم كبيرًا إلا بسماح من الله وبإذن منه بمعرفته. لان كل ما يجرى في الكون واقع تحت تأثير التدبير الإلهي. فالله بحكمته العالية يدبر كل الخليقة وأعمالها ويعتنى بها فنسمع السيد المسيح يقول [شعور رؤوسكم جميعها محصاه] (مت30:10).
* وكل ما يحدث في الكون سواء كان خيرًا أم شرًا فهو يحدث بسماح منه.
فمثال ذلك.. الشيطان لم يستطع ان يضع يده على كل مقتنيات أيوب إلا بعدما سمح الله له بذلك.
الله يحول الشر الذي يقصده الاشرار بالابرار إلى خير لهم وقصة يوسف الصديق هي خير شاهد ودليل على ذلك.
* إلهنا الصالح يعطينا أن نؤمن الإيمان الصادق الاكيد معترفين بلاهوته وانه هو الضابط الكل الذي يدبر حياتنا لخيرنا ويكون هدفنا الاساسى هو الوصول إلى ملكوت السموات..
ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن والى الأبد آمين.
_____
(1) هذا المقال تم نشره في كتاب "ناظر الإله الإنجيلي مارمرقس الرسول" – أعمال المؤتمر الخامس عشر للحياة الكنسية (19 يوليو – 23 يوليو 2010 م.)، ببيت مارمرقس بأبي تلات، ص. 207.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/liturgy/cyril-liturgy-faith-4.html
تقصير الرابط:
tak.la/a6pb3t3