محتويات:
(إظهار/إخفاء)
1) مقدمة
2) العذراء والدة الإله
3) السيدة العذراء
عند القديس كيرلس
أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تكرم سيدتنا كلنا والدة الإله العذراء مريم وتعطيها لقب (الممتلئة نعمة) – (وليس المنعم عليها كما يكتبها البروتستانت في طبعتهم للكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن).
وهذا اللقب نلقبها به ليس من عندنا ولكن حسب ما لقبها به رئيس الملائكة الجليل جبرائيل وأيضًا نلقبها بالسماء الثانية وخيمة الاجتماع أو قبة موسى لأن أبن الله الكلمة قد حل في أحشائها الطاهرة وأيضًا هي أم النور وأم القدوس ووالدة الإله.. ونلقبها بكثير من الألقاب التي نراها واضحة جدًا في ثيؤطوكية يوم الأحد (يُرجى الرجوع إليها)..
* ونجد رئيس الملائكة جبرائيل قد كرمها وذلك في حديثه معه أثناء البشارة لها بحبلها وذلك عندما قال لها (السلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة الرب معك. مباركة أنت في النساء) (لو28:1).
* وأيضًا نجد القديسة أليصابات قد قابلتها بإكرام شديد قائلة لها (من أين لي هذا أن تأتى أم ربى إلى. هوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني) (لو44:1).
* في أوائل القرن الخامس الميلادي قامت هرطقة كبيرة كان قائدها شخص يدعى نسطور (وهذا كان بطريرك لمدينة القسطنطينية)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. هذا المهرطق رفض الاتحاد الأقنومي بين لاهوت السيد المسيح وناسوته وقال أن الطبيعتين لم تتحدا نهائيًا.. بل الذي وُلِدَ من العذراء هو الإنسان يسوع المسيح وليس الإله المتجسد، وقال أن العلاقة بينهما هي مجرد اتصال خارجي وليست اتحادًا بينهما.. وقال ما نصه (أن العذراء مريم ولدت الإنسان يسوع فقط، الذي أتصل به اللاهوت فقط) وعلى هذا فقد رفض تسمية العذراء بوالدة الإله وقال أنها والدة لمسيح فقط ونزع عنها لقب الثيؤطوكوس وقال بما أنها لم تلد إلهًا بل المسيح فقط سماها خرستوطوكوس أي والدة المسيح بدلًا من والدة الإله..
* وقد تصدى لهذه البدعة البابا كيرلس الكبير (377-444 م.) عن طريق الوعظ والرسائل والتعاليم التي نادى بها.. وأيضًا ما يتضح من ثيؤطوكيات التسبحة كما سوف نوضح ذلك فيما بعد.. وأخيرًا نوقشت بدعته في مجمع أفسس (431 م.) بالتفصيل.. وقدمت الردود الكافية والحجج الرادعة بما يثبت كفره وحكم المجمع عليه بحرمانه هو وكل أتباعه ومن ينادى بقوله.. ووضع المجمع مقدمة قانون الإيمان (نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله..).
* وهذه العقيدة لم ننادى نحن بها المسيحيين في العصور الحديثة أو القديمة من عندنا ولكن لها المرجعية الكتابية التي تؤيد ما نقول..
من أهمها:
* نبوة أشعياء النبي (هوذا العذراء تحبل وتلد أبنًا ويدعون أسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا) (أش14:7).
* قول أليصابات للسيدة العذراء (من أين لي هذا أن تأتى أم ربي إليَّ) (لو43:1).
* قول الملاك للرعاة (ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب) (لو12:2).
* مقدمة قانون الإيمان التي وضعها أباء مجمع أفسس كما ذكرنا تنص على (نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله..).
يقول القديس كيرلس الكبير في كتابه (شرح تجسد الابن الوحيد)
* ولد الكلمة من الآب بطريقة لا ندركها بل هي فوق مستوى الإدراك لكنه في الزمان الأخير تجسد وولد من امرأة حسب الجسد..
* والذي حدث أنه أخذ من العذراء القديسة جسدًا وأتحد به اتحادًا حقيقيًا..
* ولذلك نعتقد أن العذراء القديسة هي والدة الإله لأنها ولدته حسب الجسد لكنه مولود ذات الوقت من الآب قبل كل
* ويقول أيضًا:
إذا كان هناك أحدًا ما يتجرأ أو يعلم أن العذراء مريم ولدت الطبيعة الإلهية غير الجسدانية فإن هذا هو الجنون بعينه لأن الطبيعة الإلهية ليست من تراب الأرض حتى تولد منه ولا تلك الخاضعة للفساد (أي العذراء) تصبح أمًا لعدم الموت ولا تلك الخاضعة للموت تلد الذي هو حياة الكل ولا غير المادي يصبح ثمرة للجسد الذي بطبيعته خاضع للميلاد وله ابتداء في الزمان.
* الجسد لا يمكنه أن يلد الذي لا بداية له. لكننا نؤكد أن الكلمة صار كما نحن وأخذ جسدًا وأتحد به اتحادًا حقيقيًا بطريقة فوق الإدراك أو التعبير وأنه تأنس وولد حسب الجسد. ألا تولد النفس البشرية وهي طبيعة مختلفة عن الجسد لأنها متحدة به، ولا أظن أن أحدًا سيفترض أن النفس لها طبيعة الجسد أو أنها تتكون معه، وإنما الله بطريقة غير معروفة يغرسها في الجسد وتولد معه. لذلك نحن نحدد أن الكائن الحي الواحد المولود هو من أثنين. وهكذا الكلمة هو الله لكنه تجسد، وأيضًا ولد حسب الجسد وبطريقة بشرية لذلك تدعى التي ولدته والدة الإله(1)..
_____
(1) عن كتاب شرح تجسد الابن الوحيد ص43 – ص45.
(2) هذا المقال تم نشره (ببعض التلخيص) في كتاب القديس البابا كيرلس الكبير عامود الدين: بابا الإسكندرية الرابع والعشرون (412-444 م.)، إصدار مجموعة الحياة الكنسية بأسقفية الشباب - أعمال المؤتمر السنوي الثالث عشر للحياة الكنسية - 30 يوليو - 4 أغسطس 2008 م. ببيت مارمرقس بأبو تلات، ص. 119. كذلك في كتاب "العذراء مريم والدة الإله"، إصدار مجموعة الحياة الكنسية بأسقفية الشباب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-quaternity/mary-mother-of-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/725nmgs