St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   cyril-paschal-messages
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قراءة في الرسائل الفصحية الأولى والثانية للقديس كيرلس الكبير - الراهب القمص بطرس البراموسي

17- الفقرة الثامنة من الرسالة الفصحية الثانية

 

St-Takla.org Image: The Test of Fire of Moses (an episode from the Talmud), painting by Giorgione (1500-1501), oil on panel, 89 cm × 72 cm (35 in × 28 in) - Uffizi Gallery (Galleria degli Uffizi), Florence (Firenze), Italy. It was established in 1581. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 1, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة قصة تجربة النار لموسى النبي (مشهد من التلمود)، رسم الفنان جيورجيوني (1500-1501)، زيت على لوح بمقاس 89×72 سم. - صور متحف معرض أوفيتزي (متحف أوفيزي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. وقد أنشئ عام 1581 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 أكتوبر 2014

St-Takla.org Image: The Test of Fire of Moses (an episode from the Talmud), painting by Giorgione (1500-1501), oil on panel, 89 cm × 72 cm (35 in × 28 in) - Uffizi Gallery (Galleria degli Uffizi), Florence (Firenze), Italy. It was established in 1581. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 1, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة قصة تجربة النار لموسى النبي (مشهد من التلمود)، رسم الفنان جيورجيوني (1500-1501)، زيت على لوح بمقاس 89×72 سم. - صور متحف معرض أوفيتزي (متحف أوفيزي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. وقد أنشئ عام 1581 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 أكتوبر 2014

(8) عندما أراد الله أن يعتق شعب إسرائيل من العبودية في أرض مصر، أمر موسى كاهن الأقداس أن يسرع إليهم ويشرح لهم مشيئة الرب الصالحة. كما أنه ينبغي عليه لكي يقنع السامعين أن يؤيد الكلمات بإثبات من خلال أدلة، لذلك قال الله له: "ما هذه في يديك. فقال عصا. فقال إطرحها إلى الأرض. فطرحها إلى الأرض. فصارت حية. فهرب موسى منها. ثم قال الرب لموسى مد يدك وإمسك بذنبها. فمد يده وأمسك به. فصارت عصا في يده" (خر 4: 2-4). لكنني أعتقد أن موسى الطوباوي تعلم من هذا أن أولئك الذين عادوا للتمسك بالإثم في مصر وضلوا بعيدًا في الخطية، سوف يهتدون إلى التقوى من خلال الخضوع للعزة الإلهية. في الواقع فإن الإنسان نبت من الأرض مثل العصا، ولكن عندما مال نحو شهوات الجسد، وقع إذا صح القول في يد واضع الناموس، حينئذ فقد وداعته واستُعبِد، ووجد ثعبان سام يوخز للخطية ويثير الغضب. ولكن حينما يشفيهم واضع الناموس، سيكونوا صالحين ويتحولوا ثانية إلى حالتهم الممتازة. سوف نطبق على موسى دور واضع الناموس. وكما أعتقد، فإنه من الواضح من كلماتي أن الله ينهض ثانية ليحول الإنسان الذي تكاسل وإنزلق في طرق غير ملائمة. إن أصوات الأنبياء ستشهد بإستمرار ناصحة الخطاة للرجوع إلى الله. لأن إلهنا محب البشر لم يترك أي فرصة لدعوة الجميع للخلاص. فنسمعه مهاجمًا صلابة وعناد الخطاة ومتهمًا موقفهم العنيد. فقال في إحدى المرات: "أإياى لا تخشون يقول الرب أو لا ترتعدون من وجهي أنا الذي وضعت الرمل تخوما للبحر فريضة أبدية لا يتعداها فتتلاطم ولا تستطيع وتعج أمواجه ولا تتجاوزها. وصار لهذا الشعب قلب عاص ومتمرد. عصوا ومضوا. ولم يقولوا بقلوبهم لنخف الرب إلهنا الذي يعطى المطر المبكر والمتأخر في وقته. يحفظ لنا أسابيع الحصاد المفروضة" (إر 5: 22-24). وأحيانًا يهاجم بمرارة أولئك الذين يركضون بخزى بعيدًا، حيث قال: "هل يغير الكوشى جلده أو النمر رقطه. فأنتم أيضا تقدرون أن تصنعوا خيرا أيها المتعلمون الشر" (إر 23:13). بالنسبة لأب كل خطية، فقد حاول أن يسود على جنسنا بقوة، حتى وجد قليلون يكرمون الله تمامًا ويعرف أنهم سيذكرون واضع الناموس. لكن لن يكون هناك أي إحتياج لنا لنضع حدًا لهذه الرؤية، منذ أن أعلن المرنم بوضوح: "الكل قد زاغوا معا وفسدوا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" (مز 3:14).[هذا الزيغان والفساد ودخول الخطية للعالم بحسد ابليس وإستمرار الإنسان في فعل الشر وميوله له أكثر من ميوله لعمل الفضيلة والسلوك بالبر والفضيلة والقداسة، تطلب من الله الكلي القداسة أن يخلي ذاته من المجد الإلهي الذي كان له عند الآب قبل كون العالم وينزل إلي عالم الخطية متجسدًا من العذراء أخذًا صورة عبد كقول معلمنا بولس الرسول لكي يفدي خلقته التي آنت أحشاؤه عليها بسقوطها في حمأة الخطية وزيغانها بعيدًا عن وصاياه المُحيية]، لأنه منذ أن سادت الخطية على كل البشر في هذا الطريق، وتدفقت من الأرض مثل الضباب، فإن القديسون بدأوا يتوسلون إلى كلمة الله ليأتي إلينا ويسطع بنور خلاصه على كل تصورات البشر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهكذا صرخوا قائلين: "أرسل نورك وحقك" (مز 3:42)، لذلك فإن النور الحقيقي أُرسِل إلينا وهو الذي "يضيء لكل إنسان يأتي إلى العالم" (يو 9:1). إنه كلمة الله الذي إتخذ شبهنا، وولد من القديسة العذراء ليخلص الجنس البشرى، ويعيد طبيعتنا إلى عدم الفساد، كما يقول بولس الرسول: طريقًا كرسه لنا حديثًا، ووحد السمائيين مع الأرضيين ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة (راجع عب 20:10، أف 2: 14-15، كو 14:2)، وكذلك فإن الملائكة إندهشوا وقالوا: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والمسرة في الناس" (لو 14:2). لأن مخلصنا عندما أرانا محبته وتألم على الصليب لأجلنا فإن رباطات الموت قد إنحلت وكل دمعة مُسحت عن كل وجه كما يقول النبي: "وأحول نوحهم إلى طرب" (إر 13:31)، حتى يمكننا في فرح أن نقول: "حولت نوحي إلى رقص لي. حللت مسحي ومنطقتنى فرحا" (مز 11:30). لأنه لأي سبب سنظل مكتئبين؟ أي سبب يجعلنا نبكى ثانية؟ على العكس من ذلك، فإن الذي حدث لأجل خلاصنا ألا يسبب لنا فرحًا في قلوبنا؟ لأنه أظهر طريق الخلاص ليس لنا فقط، بل أيضًا كما يقول بطرس الرسول: "الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن إذ عصت قديما" (1 بط 3: 19-20). فإن محبته لم تكن لمجموعة معينة، بل تشمل كل الطبيعة البشرية. فمن خلال الأنبياء جاءت هذه الكلمات المناسبة: "أمطر على ضيعة واحدة والضيعة التي لم أمطر عليها جفت" (عا 7:4). هذه الكلمات تناسب المخلص الذي قال: "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 28:11).[فراحتنا الوحيدة هي في المسيح مخلصنا وفادينا وليست في أي أمور أرضية فانية]، فعندما بشر للأرواح التي في الجحيم قال للمأسورين أخرجوا وللذين في الظلام إظهروا (راجع أش 9:49)، فقد نهض الهيكل الذي هو ذاته في اليوم الثالث، وفتح طريق جديد لطبيعتنا لنصعد للسماء، مقدمًا نفسه للآب كباكورة البشرية، ومعطيًا إيانا نصيبًا في الروح القدس كعربون لنعمته للبشر الذين هم على الأرض


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-paschal-messages/second-8.html

تقصير الرابط:
tak.la/vh6t9vj