St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   cyril-paschal-messages
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قراءة في الرسائل الفصحية الأولى والثانية للقديس كيرلس الكبير - الراهب القمص بطرس البراموسي

16- الفقرة السابعة من الرسالة الفصحية الثانية

 

St-Takla.org Image: Parable of the Sower (Matthew 13:1-23; Mark 4:1-20; Luke 8:4-15.) - from "The Children's Friend: Pictures and Stories of the Life of Jesus" book صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الزارع (متى 13: 1-23؛ مرقس 4: 1-20؛ لوقا 8: 4-15) - من كتاب "صديق الأطفال: صور وقصص من حياة المسيح"

St-Takla.org Image: Parable of the Sower (Matthew 13:1-23; Mark 4:1-20; Luke 8:4-15.) - from "The Children's Friend: Pictures and Stories of the Life of Jesus" book

صورة في موقع الأنبا تكلا: مثل الزارع (متى 13: 1-23؛ مرقس 4: 1-20؛ لوقا 8: 4-15) - من كتاب "صديق الأطفال: صور وقصص من حياة المسيح"

(7) يا أحبائي، إنه حسن لنا أن نتحمس لعمل ما هو أفضل ونبتهج بالأحرى بالتصرف الذي يظهر الفضيلة. ولكن كما يقول بولس الرسول: "كل واحد له موهبته الخاصة من الله، الواحد هكذا والآخر هكذا" (1 كو 7:7). [فالمواهب توزع علي البشر في توازن وحكمة إلهيه فائقة، فالواحد يأخذ موهبة التكلم والآخر يأخذ موهبة التفكير والآخر التعليم والآخر الشفاء وهكذا.....، ولكن أهم من كل ذلك هو حسن استخدام الموهبة في أن تكون للبنيان وليس للهدم، وتُلزم الشخص أن يقتني معها الإتضاع ولا تكون سبيلًا إلي الكبرياء والشموخ والتعامل مع الآخرين بعجرفة وإزدراء]، فإنه حسن أن خالقنا كلنا قد أعطى بنفسه للضعفاء أن يروا الخلاص. فهو يمدح الذين إجتهدوا في طريق الكمال، ومع ذلك يقبل أيضًا بمحبته للبشر أولئك الذين لم يكن لهم نصيب كبير في الفضيلة. "أوجه لا تكون مشابهة لأوجه، كما يقول سليمان، كذلك عقول (قلوب) البشر" (أم 19:27). في الواقع نجد أن طبيعة الجسم هي واحدة وتتكون من نفس الأعضاء، ولكن الإختلاف في الشكل الخارجي للأشخاص هو الذي يحدث التمييز بينهم. نفس الشيء نجده في العقل، فنجده يتكون من نفس القدرات المتماثلة عند الكل، لكن يتشعب إلى وظائف غير متشابهة بحسب صفات كل شخص. وأعتقد أن هذا التفسير يؤيده مثل من الكتاب المقدس، حين يقول: هوذا الزارع قد خرج ليزرع، وفيما هو يزرع سقط البعض على الطريق والأماكن المحجرة، والبعض سقط على الشوك، والبعض على الأرض الجيدة وأثمر. بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين (راجع مت 13: 3-8). أنت ترى كيف أنه قال في هذا المثل إن التربة كلها كانت جيدة، ولكن التمييز يظهر في إختلاف الثمار. وهكذا فإن العدد مائة يعنى أولئك الكاملين في الفضيلة والذين إرتفعوا حتى قمة التقوى؛ والعدد ستون يعنى أولئك الذين يصعدون قليلًا خلف السابق ذكرهم ولم يتقدموا في الفضيلة، أما العدد ثلاثون فهم الذين مازالوا في إحتياج، ومع ذلك لا يوجدون خارج الأرض كما أنهم لم يُحرموا من حمل الثمار، لذلك يحتلون المرتبة الثالثة في الفضيلة لأنهم يجيئون بعد الكاملين (العدد مائة) وكذلك بعد العدد ستين. كما يقول المخلص أنه يوجد منازل كثيرة عند الآب (راجع يو2:14)،[ وفي الفقرة السابقة تظهر عظمة القديس كيرلس في منهج التفسير الروحي للكتاب المقدس بعيدًا كل البعد عن مدرسة التفسير الرمزي، فهو كان بارعًا في المدرستين ويتقن أين يستخدم إحدهما ولا يستخدم الأخري حسب سياق النص الكتابي الذي يتكلم عنة والهدف المر جو من التفسير]، حيث يحدد مقياس الشرف لكل أحد. هكذا حدث في توزيع المواهب على العبيد، حيث يقول الكتاب المقدس: "فأعطى واحد خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة" (مت 15:25). غير أن الطبيعة كانت جيدة وتساوت عند الكل وتصنع نفس الشىء لأجل الكمال في حدود حالتها الخاصة، فإنه لن يكون هناك لزوم لصنع إختلاف بينهم، وتوزع المواهب الخمسة للكل بالتساوي. لكن في الواقع، فإن عدم التساوي في العطية يدخل تباين داخل الحالات، والذي لا يقابل نفس الدرجة من التقوى. فالذي أخذ خمس مواهب سمع القول: "نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (مت 21:25). والذي ربح بالموهبتين أخذ نفس المديح والشرف لنفس الحكم. غير أن الله لا يظهر في هذا أنه غير عادل، ولكن بالأحرى أنه صالح وكريم، لأن كرمه الذي شمل به الثاني لن يقلل من الشرف المناسب للذين وفقوا، ولا للأقل توفيقًا الذي سيكون سعيدًا ليتسلم ما يستحقه في التوزيع بسبب مجهوده الخاص والنعمة تملأ ما ينقص في مكافأته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فمن يفكر باحتقار ليحسد نجاح الآخرين، فهو جاهل لأنه يوجه الإتهام لله محب البشر. لأنه يقول: "أعتقد أن الذي هو أقل في الفضيلة لن يستطيع أن يكون كاملًا بنفس مقياس الكاملين بمعيار متساو في الحكم، لو صنع لهم تقدير عادل، ومقياس النعمة إنما يقيس كل أعمال كل إنسان كما بمثقال". فلندعه يستمع إلى كلمات المسيح مخلصنا: "يا صاحب ما ظلمتك. أما إتفقت معي على دينار. فخذ الذي لك واذهب. فإني أريد أن أعطى هذا الأخير مثلك" (مت 20: 13-14). لندع بولس الرسول ينهض الرغبة لكل أحد ليفعل كل شيء صالح ويبعد التردد الضعيف للفكر بالصراخ: "لذلك يقول إستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" (أف 14:5). لأنك لو كنت قد إستسلمت لنوم الضعف البشرى متجرعًا الإثم كالخمر غير المختلط وإنجرفت بعيدًا منغمسًا في ظلمة الهواجس المظلمة، فإن الوقت الآن هو لك لتفيق للخلاص وترفع عينيك إلى "شمس البر" (ملا 20:3)، فإن الرب سيستقبلك بمحبته للبشر، وسيرحمك كلية من الشرود، ولن يبتعد عن الباكي، وسيجعل التائب نقيًا ويضمه للعبادة الحقيقية.

سوف نقدم ثانية الآن بالأمثلة بعض الإثباتات للإسهاب في مثل هذه الأفكار لتقديم نتائج مفيدة جدًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-paschal-messages/second-7.html

تقصير الرابط:
tak.la/awsf5rk