St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   cyril-paschal-messages
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قراءة في الرسائل الفصحية الأولى والثانية للقديس كيرلس الكبير - الراهب القمص بطرس البراموسي

5- الفقرة الثالثة من الرسالة الفصحية الأولي

 

St-Takla.org Image: A young woman talking to a poor beggar in the streets of Dublin - Various photos from Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 24, 2017 صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة شابة تتحدث مع شحاذ فقير في شوارع دبلن - صور متنوعة من دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 24 يونيو 2017

St-Takla.org Image: A young woman talking to a poor beggar in the streets of Dublin - Various photos from Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 24, 2017

صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة شابة تتحدث مع شحاذ فقير في شوارع دبلن - صور متنوعة من دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 24 يونيو 2017

ليأتِ إذن تلميذ المسيح في وسطنا ويعلّمنا طريق الصوم، حيث نسمعه يقول: "الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى والارامل في ضيقتهم وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم" (يع27:1). إنه من السهل إكتشاف كيف وبأى طريقة ندرك الذي قيل بالتمام. من جهتى، أعتقد أن الفهم الجيد يجد أن ناموس الطبيعة وافٍ، وهو يعلّمنا أن نبغض كل ما يظهر متعارضًا مع الوصايا الإلهية وأن نخضع لإرادة معطى الناموس حتى يسود فينا. فلو شعر أحد ما بالاحتياج إلى تعاليم أوضح، فلندعه يستمع إلى الرسول بولس حينما يقول: "أميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنا، النجاسة، الشهوة الردية، الطمع" (كو5:3).[وهنا يقصد بالإماتة في هذا الحديث البعد عن كل الملذات الأرضية، والشهوات الرديئة المهلكة للإنسان]، لأننا لن نجد بالتأكيد الفائدة الحقيقية للصوم بالتقشف المجرد عن الأكل ورفض الطعام وأى شيء آخر مثل ذلك، ولن نكون أنقياء بالتمام ومقدسين بالإبتعاد عن هذه الأشياء وحدها، ولكن بطرد الشرور من عقولنا والتي لأجلها وُضِعَ دواء الصوم. لذلك فلنطِع القديس يعقوب عندما يقول: "نقوا أياديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوى الرأيين" (يع8:4). [فالنقاء هنا هو نقاء القلب والحواس والتخلص من الخطية العالقة بالإنسان]، هذا هو الطريق الحقيقى للصوم، لأنه بهذه المفاهيم تظهر الأعمال الأفضل. فلا تغذى العقل باللذة الفاسقة، وذلك لكي تبطل عنك شوكة الزنا؛ ليكن عقلك حرًا من الشهوات؛ إهرب من شركة الأشرار. بهذه الأمور ستظهر ذاتك أمام الله، و(هذه الأمور) ستكسبك إكليل الصلاح.

بلا شك إنه يكون حسنًا الإمتناع عن الأكل المفرط والإبتعاد عن المائدة المسرفة، لكي لا نثير الخطية بإنغماسنا في أكل مفرط وزائد عن احتياجاتنا. لأنه إذا سَمُنَ الجسد بالتساهل في هذه الأمور، فإنه يكون جامحًا ويصير عدوًا للرغبات الروحية. وعندما يصير (الجسد) ضعيفًا ولا يزداد قوة بواسطة الإفراط (في الأكل)، فإنه يُعطى الانتصار (للروح). وهذا هو ما يعلّمنا إياه الطوباوى بولس، إذ يقول: "إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو 16:4).[فالتجديد المقصود هنا كما يشرح القديس بولس الرسول والقديس كيرلس هو تجديد السلوك وأن الفرحة بالعيد هي فرح روحي وليس إنغماس في الأكل والشرب والملاهي الجسدية]، فحيث إن كل من الآراء المتعارضة والصفات المتنافرة تعوق الصداقة، لكن القوة الأعظم تجعل من المحتمل أن يتغلب طرف على الآخر. وأعتقد أن الكل سيتفق على أن الإنتصار ينحاز للناحية الأفضل. أما بالنسبة للفائدة التي سوف نحصل عليها من هذا الإنتصار فإنها ستكون عظيمة مثل الخسارة التي سنعانيها إذا هُزِمَ الأفضل.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-paschal-messages/first-3.html

تقصير الرابط:
tak.la/my8mj97