السؤال السابع
يصف موسى النبي الله في سفر العدد، أنه طويل الروح كثير الإحسان، غافر الإثم والسيئة، لكنه في سياق الحديث يعود، وينسب لله محاسبته الأبناء عن ذنوب آبائهم، فكيف يتفق الأمرين معًا؟! ألا يعتبر هذا تناقض؟
الإجابة:
النص المشار إليه في السؤال:
"فقال موسى للرب:... فَالآنَ لِتَعْظُمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي كَمَا تَكَلَّمْتَ قَائِلًا:الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ، لكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ. بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ." (عد14: 13- 18).
في النص موضوع السؤال من سفر العدد يُذَكِّر موسى النبي الله بأقواله، التي نطق بها من فوق جبل سيناء، وسمعها الشعب جميعه أثناء استلامهم الوصايا العشر. لقد ذَكر النبي جملة حقائق في هذا النص، أولها حقيقة طول أناة الله وغفرانه (وهذا ليس موضوعنا)، وثانيًا أن الرب لا يبرئ الخاطئ، لأنه عادل، وقد تمم غفران خطايانا بموت ابنه الوحيد الجنس عنا على الصليب. أما النقطة الثالثة (وهي موضوع هذا التساؤل) فهي ظن البعض أن الله يُحَمّل الابن ذنب أبيه، وهذا ما سنعتني بشرحه فيما يلي:
وردت نصوص هذه العقوبة ضمن الوصية الأولى من الوصايا العشر، التي كلم بها الرب الشعب من السماء في جبل سيناء مرتين وهما:
●سفر الخروج الإصحاح العشرون:
"ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلًا: "أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ، لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ " (خرو20: 1- 5)
●سفر التثنية الإصحاح الخامس:
" لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي" (تث5: 9).
المدقق في دراسة حادثة كسر هذه الوصية لأول مرة (عندما صنع الشعب عجلًا ذهبيًا ليعبدوه) يكتشف أن الرب أخبر موسى أنه مزمع أن يفني الشعب: أي الأمة كلها، ويجعل موسى النبي أمة جديدة بقوله له: "فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا" (خر32: 10). ولكن النبي طلب الغفران للأمة من الله، واستجاب الرب، وترأف، ولم يفنِ الأمة كلها، وهذا يحقق قول الرب أنه رؤوف وكثير الرحمة، ومع هذا لم يبرئ الرب المذنبين منهم، لأنه لا يبرئ الأشرار. لقد ضرب الرب الذين صنعوا العجل الذهبي كقول الكتاب: "فَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ، لأَنَّهُمْ صَنَعُوا الْعِجْلَ الَّذِي صَنَعَهُ هَارُونُ" (خر32: 35). إذًا جازى الله من أخطأ في تلك الأيام من ذلك الجيل، ولكن إن كان الله قد عاقب المذنبين؛ فما معنى افتقاد ذنوب الآباء في الأبناء؟ إنها عقوبة أخرى ستقع على الأمة كلها في حالة استمرار الأجيال اللاحقة في صنع شرور آبائهم، وهو ما سنشرحه لاحقًا في النقاط التالية.
لقد قصد الله بافتقاد ذنوب الآباء في الأبناء مجازاة أمة، أو مملكة بأكملها، وذلك بعدما امتلأ مكيال شرورها؛ فاستحقت الحكم والقضاء الإلهي عليها. إن الله هو صاحب السلطان على الأرض وممالكها وهو يحكم على الممالك والأمم بحسب شرورها كما على الأفراد أيضًا. لقد شهد التاريخ عن سقوط مملكة أشور وبابل واليونان وأيضا سقوط مملكة إسرائيل ويهوذا، ثم خراب أورشليم على يد القائد الروماني تيطس... وهكذا مازالت الممالك الشريرة تسقط بسبب كثرة شرورها إلى أن يفنى الشر، ويسود مُلك الله ومسيحه القدوس. (نرجو الرجوع للجزء الثالث من كتاب عندي سؤال عن قضاء الله على مدن بأكملها). إن الصفات التي ذكرها الله في نص تلك العقوبة توضح أن المقصود هو أمة وليس أفرادًا، فيما يلي نثبت ذلك بالدليل الكتابي:
لم تكن هذه العقوبة موجهة لابن قد أخطأ والده، لأن هذه العقوبة خاصة بشعب بأكمله، لأن العبادة الوثنية كانت تمارس بصفة جماعية، والدارس العبادات الوثنية القديمة يعلم أن الناس كانوا يخصصون أماكن لعبادة الأوثان، ويكرسون أيضًا كهنة يهتمون بطقوس هذه العبادات، وكان الشعب يجتمع في أوقات وأعياد ومواسم معينة للعبادة كشهادة الكتاب، والتي نذكر منها:
1. انحراف شعب بني إسرائيل، وصنعهم العجل الذهبي في سيناء:
طلب الشعب (وليس أفرادًا) من هارون أخي موسى النبي أن يعمل لهم تمثالًا ليعبدوه، ففعل لهم ما أرادوا، وهكذا رآهم موسى النبي، الذي وصف خطيئتهم وسوء حالهم قائلًا:"وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ" (خر32: 25). لقد استحقوا غضب الرب عليهم كقوله أيضًا: "فَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ، لأَنَّهُمْ صَنَعُوا الْعِجْلَ الَّذِي صَنَعَهُ هَارُونُ" (خر32: 35).
2. أمر الله بضرب المدينة، التي تنساق وراء عبادة آلهة أخرى:
نلاحظ في النص التالي أن الله قد أمر بمعاقبة أي مدينة يُقِّدم أهلها العبادة للأوثان، وبالطبع كانت هذه العبادة تمارس فيها بصورة جماعية كقول الكتاب:
"إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلًا: قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا. وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ، قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ، فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ" (تث13: 12- 15).
في المثالين السابقين (في النقطة السابقة) نرى عقاب الله وقع في الحال على الجماعة، التي صنعت العجل بحسب نص سفر الخروج في المثال الأول، وأيضًا على أهل المدينة، التي ذهبت لتعبد آلهة أخرى بحسب سفر التثنية في المثال الثاني. أما تأجيل العقاب لزمان الأبناء فهو عقاب آخر سيقع على الأبناء من جيل لاحق، وهذا يعني أن العقاب سيقع بطريقة شمولية: أي أن العقاب سيقع على الأمة كلها في ذلك الزمان، بسبب استمرار الأبناء الذين يمثلون الأمة في ذلك الوقت في شرور آبائهم.
يؤكد الله في النصين مثار التساؤل سواء في سفر الخروج أو التثنية أن هؤلاء الأبناء من المبغِضين له. إن هؤلاء المبغِضين لله هم أعداء صلاح الله وخيره وقداسته، لأنهم قاموا عليه وعصوه، ومارسوا الشرور والنجاسات الكثيرة من خلال تلك العبادات، وذلك كما ذكر الكتاب في وصفه لشرورهم قائلًا: "ذَبَحُوا لأَوْثَانٍ لَيْسَتِ اللهَ. لآلِهَةٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا، أَحْدَاثٍ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قَرِيبٍ لَمْ يَرْهَبْهَا آبَاؤُكُمْ... وَقَالَ: أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ، وَأَنْظُرُ مَاذَا تَكُونُ آخِرَتُهُمْ. إِنَّهُمْ جِيلٌ مُتَقَلِّبٌ، أَوْلاَدٌ لاَ أَمَانَةَ فِيهِمْ...إِذَا سَنَنْتُ سَيْفِي الْبَارِقَ، وَأَمْسَكَتْ بِالْقَضَاءِ يَدِي، أَرُدُّ نَقْمَةً عَلَى أَضْدَادِي، وَأُجَازِي مُبْغِضِيَّ" (تث32: 17-41).
ذنوب الأبناء وبغضتهم لله في الجيل الثالث، والرابع هي امتداد لذنوب آبائهم، ومن المنطقي أن ينمو، ويتوغل الأبناء في الشر أكثر من آبائهم، وهذا يلاشي كل أمل في رجوعهم لله. لقد استهتروا بتأديبات الله، وتحذيراته لهم بالتوبة؛ فجاء العقاب، والحكم على الأمة، التي لا خير فيها.
حاول الشعب في زمن السبي البابلي التنصل من خطاياهم، واتهام الله بظلمه لهم، وذلك بعقابهم عن خطايا آبائهم، لكن الله نفى هذا، وأكد الحقيقة، وهي أنهم قد تنجسوا بنفس خطايا آبائهم كقول الوحي الإلهي عن صدقيا آخر ملوكهم قبل السبي: "كَانَ صِدْقِيَّا ابْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ... وَصَلَّبَ عُنُقَهُ وَقَوَّى قَلْبَهُ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، حَتَّى إِنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشَّعْبِ أَكْثَرُوا الْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ، وَنَجَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ الَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ" (2أخ36: 11- 14). وقوله أيضا عن كثرة شرورهم، والتي صارت سببًا لخرابهم: "لِذلِكَ قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: تَأْكُلُونَ بِالدَّمِ وَتَرْفَعُونَ أَعْيُنَكُمْ إِلَى أَصْنَامِكُمْ وَتَسْفِكُونَ الدَّمَ، أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟" (حز33: 25).
لقد أوضح الله لشعب بني إسرائيل على فم حزقيال النبي أن بر البار يكون عليه، وأيضًا شر الشرير يقع عليه، ولهذا نهى الشعب عن ترديد تلك الأكاذيب قائلًا: "مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ." (حز18: 2-4).
لقد زاد اليهود من شرورهم، ورفضهم للتوبة، جيلًا بعد جيل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولهذا وبَّخهم الرب على شرهم، وذكَّرهم بقتل آبائهم الأنبياء، والمرسلين إليهم، وحذَّرهم من خراب أمتهم قائلًا: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَاأُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا! وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ" (لو13: 34- 35). نلاحظ أن نطق الرب جاء بالحكم على أورشليم رمز أمتهم، وذلك إشارة لخراب الأمة كلها، ولكنهم واصلوا خطايا آبائهم تحقيقًا لنبوة الرب لهم بقوله: "فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ" (مت23: 32). لقد أتى على الأمة كلها (ممثلة في أشر أجيالها) أقسى عقاب، وهو خرابها جزاء لما سفكه أهلها من دماء زكية، ابتداء من هابيل البار، ونهاية بالرب يسوع المسيح وتلاميذه القديسين، وذلك كقول الرب: "لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!" (مت23: 35- 36). هذا بخلاف مجازاة الرب في يوم الدينونة لكل واحد منهم (على حدة) حسب شروره.
●هدم القائد الروماني تيطس أورشليم على من فيها من مبغضي الرب الأشرار. أما تلاميذ الرب الأبرار فقد أنقذهم الرب، الذي طالبهم مسبقًا بالخروج من أورشليم قبل خرابها قائلًا: "فَمَتَى نَظَرْتُمْ "رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ، قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي. لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ" (مر13: 14). لقد وعد الرب برعاية الأبرار كقول الكتاب: "يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ" (2بط2: 9).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/question-5/07.html
تقصير الرابط:
tak.la/rd8q8wq