من لا يحيا في طاعة الكنيسة ويحفظ الوحدة، لا يحفظ ناموس الرب، ولا يعيش في إيمان الآب والابن، ولا يحفظ الحياة الأبدية والخلاص، لأن عروس المسيح ليست زانية، لكنها طاهرة نقية غير فاسدة، هي تعرف بيتاَ واحداَ فقط، وتحفظ بعفة طاهرة قداسة المضجع الواحد، إنها تحفظنا لله، وتعين أبناءها الذين ولدتهم للملكوت، ومن ينفصل عن الكنيسة ويرتبط بزانية، يفصل نفسه عن وعود الكنيسة..
وسر وحدة الكنيسة ورابطة السلام المتماسكة بلا انفصال هذه، قدمه لنا الإنجيل في صورة قميص المسيح الذي لم يُقسم ولم يُقطع، فقد أخذه هؤلاء الذين القوا القرعة على ثياب الرب كقميص كامل غير مقسم ولا مُنقسم، هؤلاء الذين كان يجب أن يلبسوا المسيح، وتتحدث الأناجيل المقدسة قائلة: (وكان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق، فقال بعضهم لبعض، لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون) {يو19:23,24}.
هذا القميص يحمل معه وحدة أتت من السماء والآب، ويجب أن لا يمزقها أبدًا من يأخذا ويستلمها، بل بعيداَ عن كل انقسام، ننال كمالًا تامًا متماسكًا قويًا، وذاك الذي يقسم كنيسة المسيح لا يستطيع أن يقتنى قميص المسيح، الواحد الغير مخيط الذي لا يمكن تقسيمه، لأنه متحد، متصل، ومتماسك، وبهذا يتضح السلام والمحبة والوحدة السائدة وسط شعبنا الذي لبس المسيح الذي أعلن وحدة كنيسته بسر وعلامة قميصه.
لقد أعطانا السيد المسيح السلام، ويوصينا أن نحيا في اتفاق ووحدة وان نكون ذوى فكر ورأى واحد one mind، ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم "اسم الكنيسة ليس اسم الانقسام بل الوحدة والانسجام، يلزم أن تكون كنيسة واحدة في العالم، رغم وجود كنائس كثيرة في مواضع كثيرة".
فالكنيسة واحدة وان كانت منتشرة في كل العالم، تؤمن بالتعاليم السليمة كما لو كان لها نفس واحد، ولها ذات القلب الواحد وهى تعلن التعاليم وتسلمها بتناسق كامل كما لو كان لها فم واحد، وروح واحد، وتشرب من ينبوع واحد غير منقسمة الفكر.
لقد اختار الرب يهوذا بين الرسل ولكنه خانه، ومع ذلك لم يتزعزع إيمان وثبات الرسل، لأن يهوذا الخائن قُطع من شركتهم، هكذا لا تنقض وحدة الكنيسة أو تقل قداسة وكرامة الرسل والمعترفين لأن بدعاَ قد قامت، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويتحدث بولس الرسول عن هذا الأمر فيقول: (فماذا إن كان قوم لم يكونوا أمناء، أفلعل عدم أمانتهم يبطل أمانة الله، حاشا، بل ليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا) {رو 3:3}.
الله واحد والمسيح واحد، وكنيسته واحدة، والإيمان واحد، والشعب متحد في وحدة الجسد الواحد الجوهرية برباط السلام، فلا يمكن أن تنقسم الوحدة، ولا يمكن أن يقسم الجسد بتفرقة أعضائه، ولا يمكن أن يُمزق أو تُمزق أعضاؤه عن طريق الانقسامات، فكل من يخرج من رحم الكنيسة لا يمكنه أن يحيا أو يتنفس وهو منفصل عنه، بل يفقد جوهر الصحة والحياة.
لقد أرسل نوح نوعين من الطيور، كان لديه الغراب والحمامة أيضًا في الفلك الذي هو مثال الكنيسة، التي نراها خلال طوفان العالم الحاضر وقد ضمت بالضرورة النوعين الحمامة والغراب، الغراب الذي يطلب ما لنفسه والحمامة التي تطلب ما هو للمسيح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/teaching/church.html
تقصير الرابط:
tak.la/r5rrb6h