1- وإذا قبلت وسمعت بكل اشتياق للحقائق، سوف تعرف ما يهبه الله لمحبيه، لأنهم يصبحون فردوس النعيم وفيهم تنبت شجرة مثمرة بكل أنواع الثمار.
2- وفي هذا الفردوس غرست شجرة المعرفة وشجرة الحياة وسط الجنة، ولكن شجرة المعرفة ليست هي التي تميت بل المعصية.
3- وما كتب ظاهر معناه، وهو أن الله غرس في البدء شجرة المعرفة والحياة وسط الجنة ليرينا أن الحياة هي بالمعرفة، ولكن في البدء لم يطلب الإنسان الأول المعرفة النقية (من الله) فتعرَّى من المعرفة بواسطة غواية الحية.
4- لا حياة بدون معرفة، وما من معرفة حقيقية بدون حياة حقة، لذلك الشجرتان غرستا معًا في مكان واحد (وسط الجنة).
5- وقد أدرك الرسول قوة التصاق الحياة والمعرفة، فشجب المعرفة المتحررة من الحق ومن الطاعة لوصايا الحياة التي يمنحها الحق، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولذلك قال (العلم ينفخ، والمحبة تبنى) (11كو 8:1).
6- وكل من يعتقد أنه يعرف شيئًا بمعزل عن المعرفة الحق التي تشهد لها الحياة، فذالك لا يعرف شيئًا، والحية تغويه، لأنه لم يحب الحياة، أما من كانت المعرفة عنده مرتبطة بالخشية، مستمرة في طلب الحياة، فذالك يغرس في الرجاء، ويطلب طلوع الثمر.
7- ليكن قلبك وعاء المعرفة، ولتصبح الكلمة فيك شهادة حياة، ولذا ما نمت الشجرة فيك، ورغبت أن تأكل من ثمارها فإنك بذلك تنال ما ترجوه من الله وهو ما لا تقوَى الحيَّة حتى على لمسه ولا أن يناله الفساد وها كل شيء قد تغير، وحتى حواء لم تبق بعد ضحية الإغواء والفساد، بل هي عذراء تؤمن.
8- الخلاص قد ظهر والرسل يفهمون، وفصح الرب يقترب والأزمنة اكتملت، وصارت منسجمة تمامًا مع ترتيب الكون، واللوغوس يفرح عندما يعلم به القديسون، وبه يتمجد الآب الذي له المجد إلى أبد الدهور. آمين).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/diognetus/faith.html
تقصير الرابط:
tak.la/vjdh3cv