يصعب على من يشعر بالدونية والعجز أن يذهب ليطلب العون من الناس وخاصة إن كان يغار منهم وينافسهم بل يريد أن يحلم يريد أن يحلم بالعظمة الكاذبة والاكتفاء بدون اللجوء إليهم.
وهذا يشكل صعوبة في تشجيع وعلاج الشخصية المضطربة من النوع الشهيد أو الحساس أو الشاعر بالاضطهاد.
وهكذا فإن تشجيع الشخصيات الشكاكة والحسودة قد يجعل المرشد نفسه موضع حسد (على نجاحه وتماسكه) أو موضع شك في نواياه. رغم هذه الصعوبات فإنه يجب علينا أن نقدم الثقة والأمان التي تنبع من إيماننا بحب الله لكل النفوس وخاصة المنزعجة ومن آلام المسيح التي تشفي كل جراح المتألمين.
1. فقدان الثقة في النفس وتقديرها يحتاج إلى جلسات طويلة. ومناسبات أكثر للتشجيع لأنه تم في وقت مبكر جدًا من العمر.
2. قدرة هذه الشخصية المحدودة على عمل علاقات دائمة وثابتة.
3. عليك أن تعرف أن الأعراض السلبية مثل الحسد أو الغيرة أو الطمع أو العداوة التي تظهر على هذه الشخصية هي نقطة من محيط أو بحر داخلي مشحون بهذه السلبيات وكما يفعل ربان السفينة إذا دخلت نقطة من الماء سفينته فإنه يعرف أن المزيد من هذا الماء يهدد المسيرة. فكن صبورًا لأنك تواجه فوهة بركان والباقي كله مدفون بالداخل.
4. نحن نعلم أن المرشد عليه أن يكون واضحًا، مخلصًا لا يزف مشاعره، دافئًا أي يظهر الحب، ثابتًا غير متقلب ولكن هذه الصفات لن تجدها في المخدوم، فهو كتوم يخفى مشاعره، متقلب يحبك أحيانًا ويشك فيك أحيانًا أخرى، والسبب أنه حرم من الحب الحقيقي المبكر، فالحب الثابت إذًا هو الدواء الوحيد وهو أيضًا الدواء الأكيد إلا أن الأمر يحتاج إلى صبر وإصرار وإخلاص.
5. تعانى هذه الشخصيات من الأنانية وقد يسبب هذا حملًا على المرشد فالانفعاليون يتعلقون بالمرشد أما الشخصية الحساسة فهي تتمركز حول نفسها فتبدو ملحة كثيرة الطلبات أو اعتمادية أو نافرة.
6. إن الانطواء الزائد يجعل بعض الشخصيات تخرج الكلمات بصعوبة ويعتبر هذا الاتجاه صعوبة على المرشد.
ولكن لنتذكر أننا لا نريد تغير الشخصية، بل تقديسها بالروح القدس ونريدها أن تتأقلم.
7. أنهم يعاملوننا بفتور، بجفاء، بجمود وتبلد وعلينا أن نتكيف معهم - أنهم ليسول سيئون بالمرة ولكنهم يكتشفون أن الجدار الذي أقاموه أصبح سجنًا فاصلًا لمسار العلاقات بينهم وبين الآخرين.
8. فإن سألت لماذا أقيم علاقة مع شخص يتجاهلني فإني أقول أنه ربما كنا نحن سببًا في بناء هذه الأسوار من عدم الثقة لديهم، وعلينا أن نبنى الجسور والقنطرة وليس الجدران.
لقد اختبر الرب يسوع الفتور من أهله في مسقط رأسه حتى قيل عنه "ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم" (مر5:6).
وقال الرب لتلاميذه "و كل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت أرجلكم شهادة عليهم" (مر11:6).
لا يجب أن نحزن من صفات الناس بل نحبهم رغم تبلدهم وعقلانيتهم المفرطة وقبل أن ننفض الغبار عن أرجلنا ونكف عن المحاولة علينا أن نقدم لهم يد الحوار الهادئ والتفاهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لا يجب أن نعتبر برودتهم رفضًا شخصيًا لنا، فهم لا يرفضون شخصًا معينًا بل يفعلون هذا مع كل الناس ومع أقرب الناس إليهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonious-kamal-halim/difficult-characters/notes-inferiority.html
تقصير الرابط:
tak.la/hxd23a3