18- الشخص الانفعالي

شخصية تمتاز بالانبساط والدفء والحيوية والمرح والبهجة والاجتماعية وهي شخصية تعتمد على المشاعر وليس على التحليل المنطقي العقلي في أخذ معظم قراراتها، وهي تكره التخطيط بل تحيا في الحاضر والواقع اليومي وهي شخصية تستمتع بالوجود مع الناس وتكره العزلة وتكون في أفضل أوقاتها مع الأصدقاء، وهي شخصية متفائلة عطوفة إن حياتها عبارة عن "حفلة كبيرة" ولديها من القصص التي تحكيها بطريقة درامية انفعالية تمثلية تجعلها محبوبة للأطفال وللكبار معًا وتجعلها مجال للترحيب في جميع المناسبات الاجتماعية إذ تبعث المسرة وتملأ الجو بالحيوية. فهي تهتم بمشاعر الآخرين وتحاول إرضاء الجميع وتبدو دائمًا وكان لها هالة من التأثير والمغناطيسية.

 لا تفتقر هذه الشخصية أبدًا إلى الكلمات لتعبر بها عن نفسها بل على العكس فهي تتحدث قبل أن تفكر وطريقتها التلقائية الصريحة المخلصة تستأثر الناس وتجعلهم يعيشون في نفس المجال العاطفي، بل ويحسدها أصحاب الطباع الأخرى على الإثارة والحيوية التي تتمتع بها وتظهر ولو خارجيًا على تصرفاتها..

 وطريقة هذه الشخصية الواضحة الودودة التي تثير الاهتمام والضجة والجلبة وتحيط نفسها بالأصدقاء ولكنها توحي بأن صاحبتها أو صاحبها لديه ثقة كبيرة في نفسه والحقيقة أن في داخله بعض الضعف بل وأحيانًا عدم النضج.

ويبتسم الناس وهم يعطوها عذرًا قائلين:

"هي دائمًا هكذا- طفلة كبيرة" فهي تحيا بالفطرة.

إن هذه النوعية من الشخصيات تثرى الدنيا من حولنا بطريقتها الممتعة البشوشة وطاقاتها المعطاءة.وهم يشكلون معظم رجال المبيعات الناجحين والممرضات والأخصائي الاجتماعي والمدرسون والمذيعون والممثلون والسياسيون والكهنة.

 حوالي 60% من النساء في مصر قد يكونوا من بين هذه الشخصية وكذلك 40% من الرجال إلا أن شيئًا من ضعف الإرادة يوجد داخل هذه الشخصية فهي تبدأ ولا تكمل وتنتقل في تقلب بين عدة أنشطة وتصاب أحيانًا بالقلق وعدم الاستقرار والتشتت بل والغضب والاندفاع وهي شخصية قليلة التركيز لا تحب التفاصيل وقد تكون أنانية رغم حبها للناس فهي تطلب اهتمامهم الزائد أو مقابلتهم للمحبة بالإعجاب والعطف والتشجيع والمديح بل قد تحاول ربط الناس بنفسها أو الإغراء أحيانًا.

عندما يزيد الطبع عن حدود المعقول نجد أنفسنا أمام شخصية انفعالية متقلبة قد تنفجر في البكاء أو الغضب لأتفه الأسباب، يصعب التعامل معها وعلاقاتها بالآخرين غير ثابتة إلا إذا عرفنا احتياجاتها العميقة وكيف نتكيف معها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهذا ما سوف ندرسه معًا بعد قليل.