محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
مضرون عنيدون متطفلون ساخطون متصلبون الجانب الإيجابي يجب احترامهم الالتفات لنصائحهم تقليل الغيرة المجاراة إعطائهم الأمان |
على رأس القائمة، يمكن أن يوصف المحبون للسيطرة بأنهم عدوانيون والكلمة "مضر أو مؤذى" تأتى من الكلمة اللاتينية التي تعنى "يضر" والمسيطرون يفعلون ذلك بلا شك. إنهم يجرحون معظم من يرتبط معهم بعلاقات بأساليبهم المسيطرة المؤذية. لقد كانت أم التلميذين يعقوب ويوحنا امرأة محبة للسيطرة. لقد أرادت أن تتأكد أن ولديها يحتلان مكان الصدارة في ملكوت المسيح. وعندما علم التلاميذ العشرة بتطفلها، "اغتاظوا" (مت24:20). المحبون للسيطرة يمكن أن يكونوا ضارين.
كان الولد الصغير يلعب في الحجرة الداخلية مع قطته غير الراغبة في اللعب. وعندما أحدث الولد الكثير من الهياج والفوضى، سمعته أمه وهرولت إليه قائلة: "هل تشد ذيل القطة؟". قال لها الولد الصغير: "لا، يا ماما" "كل ما في الأمر، أنى كنت أمسك بذيلها، وهي التي كانت تسحب نفسها" المسيطرون أشبه ما يكونون بهذا الولد. فإذا اقترح شخص ما طريقة جديدة لعمل شيء ما، على سبيل المثال، فهم يقاومون بشراسة بالتمسك بالطريقة التي يريدونها، مهما علا صوت الاضطراب والفوضى.
يقول ليز باروت:
قدمت المشورة ذات مرة لرجل نشأ في بيت أب مسيطر، وكل شيء كان يعمله، كان يخضع لرقابة والده. كان الأب يريد أن يعرف المزيد عن الأماكن التي يذهب إليها الولد، ومن كان معه. كان الأب لديه قائمة دقيقة بكل ما تحويه حجرة ابنه. وكالبوليس السري، كان يقلب في حقيبة الولد وأدراج مكتبه بصورة منظمه، ليس بحثًا عن أي شيء خاص، بل لمجرد تطفله. المسيطرون لا يحترمون الخصوصية، ويتدخلون غالبًا في ما لا يعنيهم.
عندما لا يحقق المسيطرون ما يريدون، يصبحون ساخطين. فلا يبدو أن لديهم القدرة على مجاراة الآخرين. عندما يواجهون بمعارضة، مهما كانت منطقية، فإنهم يعبسون، ويصبحون ناقدين، ويلجأون للتمحور حول الذات. أشياء بسيطة تثير غضبهم: شيء من القذارة في أعلى زجاجة المستردة، سيارة تقف في الجانب الخطأ من الطريق، كشاف إضاءة ليس موضوعًا حيث "المفروض" أن يكون، وهلم جرا. أي شيء وكل شيء يمكن أن يكون مباجًا وتحت سيطرة محبي السيطرة.
للمسيطرين طريقة واحدة لأداء الأشياء. طريقتهم الخاصة. ويمكنهم أن يكونوا غير مرنين تمامًا كجندي تحت التمرين محاولًا أن يفرض طريقته عليك. إنهم يريدون للحياة أن تسير بطريقة معينة، وليسوا على استعداد للتزحزح عن موقفهم. إن تعليماتهم المفروضة لقطع الحشائش، وإعداد طبق السلاطة، وقيادة السيارة.
ومع ذلك فإن هناك جانب إيجابي في شخصية المسيطر:
فهو قد يكون منجزًا، أو محبًا رغم أنه يريد السيطرة من وراء محبة الناس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو شخص حازم وهم يتميزون بالصلابة والتحمل وكذلك فإن لديهم أفكار خلاقة وجديدة وأن بدت شاذة.
وعلينا أن نراعي في التعامل مع المسيطر الآتي:-
1. لنبحث عما هو جيد بداخلهما.
2. لا تدخل معهم في صراع على السلطة.
3. لنعترف بإنجازاتهم ونؤكد أعمالهم الإيجابية ولكن دون مبالغة.
4. لا تقع في مصيدة الخنوع والمذلة فإن أظهرت الخوف فسوف يقدرون عليك.
5. قدم أفكار بديلة دون أن تطعن في معتقداتهم وأفكارهم.
6. ضع حدودًا فعليك أن تخبرهم بأنهم قد اندفعوا أو تهوروا أكثر من اللازم أو تجاوزوا الحدود حين حدث هذا.
7. تنازل أحيانًا بشرط أن تطرح وجهة نظرك وتقنعه بالتفكير فيها أو رفضها.
يقول بولس الرسول في (تيطس 1:3-2): "ذَكِّرْهُمْ أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينِ، وَيُطِيعُوا، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَلاَ يَطْعَنُوا فِي أَحَدٍ، وَيَكُونُوا غَيْرَ مُخَاصِمِينَ، حُلَمَاءَ، مُظْهِرِينَ كُلَّ وَدَاعَةٍ لِجَمِيعِ النَّاسِ".
يقول كيث ميللر مؤلف كتاب "مجبر على السيطرة":
"إنه حتى يرد المسيطرون اعتبارهم لذواتهم، فعليهم أن يكسبوا احترام الذات الذي لم يتمكنوا من الحصول عليه في الطفولة".
فإذا عرفوا أنهم.. فهذا يشعرهم بالاسترخاء ويمكنهم تقليل السيطرة.
وبالرغم من صعوبة هذا الأمر فإن الالتفات لنصائح المسيطر قد يفيدنا فالمحبون للسيطرة يتولون المسئولية بجدية وهم ذوى ضمائر حية مخلصون.. المبادئ الأخلاقية مجدون في عملها.
لا تثير المسيطر المنافس بمدح نفسك أو الآخرين لأن شعورهم يتآذى بذلك إذ يريدون أن يحتلوا الصدارة وحدهم وهذا العيب لا يمنع أن ننظر إليهم على إنهم إيجابيون ونشطون وخلاقون.
يهتم المسيطر الناقد بالتفاصيل فلا مانع من مسايرتهم بعض الشيء حتى يروا أننا نهتم بكل صغيرة وكبيرة فيخففون من قبحهم ويكونون أقل تحكمًا وذلك بأن يثقوا فينا أكثر.
يعتقد المسيطرون أن النجاح هو الذي يشكل هويتهم فهم لا يفرقون بين قيمتهم كأفراد وبين أعمالهم. إن النجاح ليس فطيرة أن أخذ الآخرون منها قطعة فسوف ينقص نصيبي منها. فالتنافس الزائد يضر بصاحبه فهناك في العالم من الحب ومن الصداقة ومن الطعام ومن المشاركة ما يكفيني ويكفى غيري فلنعمل إذًا بسياسة مكسب لي- ومكسب للآخر بدلًا من مكسب وخسارة وأخيرًا أن بعض المواجهة لازمة.
(يوسف الأقصري)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yxnmwx3