96- مشكلة اسمها الشخصية المتسلطة

لتكن لديكم الشجاعة عند التعامل مع الإنسان السلطوي وإفهامه بأن الشخصية القوية شيء والتسلط شيء آخر.. وإن الإجبار أكبر الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها عند التعامل مع الإنسان السلطوي.

 فالشخصية السلطوية تحتاج للتقويم أثناء التعامل معها.. لا التدليل والخضوع للهروب من المواجهة.. حتى الإنسان الطيب الحنون لا بُد أن يتعامل بقوة مع الإنسان السلطوي.. لأن الشخصية المتسلطة لو وجدت مجالًا للعدوانية تصبح شخصية دموية مدمرة..

 المتسلطون يسحقون المعارضة لهم ويفرضون وجهة نظرهم عليك. إنهم مقتنعون تمامًا بأن طريقتهم هي الطريقة المثلى وأنهم مضطرون لتنفيذها مهما كان الثمن. المفروض أنك تلعب معهم، وإذا اعترضت طريقهم فعليك أن تتحمل تبعية ذلك فسيحاولون تدميرك بأن يتعدوا عليك متجاوزين بذلك حدود اللياقة والكياسة. وفي بعض الأحيان يمكن النظام الرديء المتسلطين من الاستمرار في مواصلة محاولاتهم وتجاوزاتهم العدائية، إما لوضوح التعليمات أو اعتقاد كل فرد بأن امتيازاته قد اغتصبت. وقد تقع في شرك أحيانًا، عند تنسيق مشروع ما، فيقوم رئيسك بتوزيع الاختصاصات بالتساوي بين اثنين من المساعدين، فما لم تكن أنت وشريكك على وفاق حقيقي فتأكد أن كلًا منكما سيحاول أن يتسيد الآخر.

منذ أن أصبحت إيريني رئيسة للشركة فقد تحولت إلى إنسان صعب المراس. لقد حاولت أن أتعود على طباعها لكي أطرح عليها بعض الأفكار ولكنها مصرة على أن تقوم بعملها وعملي أيضًا. إنني لن أسمح لها بذلك إذ إنها سوف تشوه صورتي وأكون أنا موضع اللوم ومن ناحية أخرى، سوف أبدو ضعيفًا لو أنني طلبت من الرئيس أن يتدخل.

إنني مديرة المباراة والقرار الأخير لا بُد أن يكون قراري في كل مجريات الأمور. إنني لا أستطيع أن أرى مديرة الاتصالات هذه وهي تزاول مهام الإعلان، إنها لا تدرك ما أريد إنجازه ولن تعطى هذا الأولوية المطلقة. لا بُد من إزالتها من طريقي.

إن هدفك هو الوفاء بالتزاماتك، بإطفاء الحريق قبل أن يحرق الجميع.

1. اللباقة ولكن بإصرار كن اسخ القدمين إذا حاول أحد أن يسحقك. لا يمكنك السكوت على أنه يسحقك أحد ودون أظهار أي انفعال وعليك أن تدافع عن نفسك لتثبت للمتسلط أن بإمكانك أن توقفه في نيل مآربه.

2. إذا كان الخطأ جزئيًا على الأقل في جهاز العمل، فعلك بتوضيح ذلك للرئيس. بين كيف أن إعادة التنظيم يمكن أن يفيد.

وإذا كنت أنت والبعض من زملائك تمارسون نشاطًا مشتركًا حيث تتداخل المسئولية في السلطة، فيمكنك اقتراح قيام مدير ذي مستوى أعلى بإدارة المشروع.

"إيريني، لقد طلب الرئيس أن نعمل نحن الاثنين في هذه الدورة معًا وأنا أعلم أن كلاُ منا ينشد نجاحها، لذا فلتكن الأمور واضحة فيما يتعلق بما سوف نقوم به. ورؤيتي أن عملك كرئيسة للمشروع هو تقرير أي المعلومات تتولاها رئاسة وسائل الإعلام، أليس كذلك؟".

 "أما عملي فهو مساعدتك في الحصول على الرسائل التي تطلبينها بالاتصال مع مصادر الإعلام الخاصة بي والإعداد للمقابلات الشخصية وغير ذلك، وأن أعرفك أولا بأول بجدول الأعمال الخاص بك والتنسيق، أليس كذلك؟ افترضي الآن..

عندما يحاول المتسلط أن يفرض نفسه على عمل ما بما يعرض وضعك للزعزعة، فإنك لا تسمح بأن يقاسمك أحد آخر سلطاتك، ولكنك سوف تخسر إذا عارضت. عليك بالهدوء وأنت تراقب طريقته في التصرف، أحسن أم أساء، ثم، بكل هدوء أعصاب، وبروح التعاون، عليك باقتراح المعالجة المهنية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فلا وقت للتسلط.