في الخروج الأول عمل الله عهدًا ربط بينه وبين شعبه. وكان العهد مختوم بالدم (دم ذبيحة حيوانية) وانتهى هذا بمأدبة سماوية. والأنبياء تنبأوا بأن هذا سيتكرر، وأن العهد الجديد سيكون عهدًا لا ينكسر. وبعد هذه المأدبة السماوية (خر24) أخذ الشعب تعليمات عن كيفية العبادة (تفاصيل خيمة الاجتماع وكيفية تقديم العبادة فيها). وهكذا كان طلب الله من موسى أن يقول لفرعون "إسرائيل ابني البكر... أطلق ابني ليعبدني" (خر4: 22، 23) + "نذبح للرب إلهنا" (خر3: 18). فالخروج إذًا لم يكن مجرد هروب من عبودية المصريين، بل كان أساسًا للعبادة، أي لتحقيق علاقة مقدسة بين الله وشعبه بعهد.
وهذا العهد كان مختوما بالدم، فكان موسى يرش المذبح بالدم، والمذبح يمثل الله. ويرش الدم على الشعب. وبهذا ارتبط الله مع شعبه واشتركوا في دم الذبيحة، وهذا معنى عهد مختوم بالدم.
ولاحظ أن العهد لم ينتهي بتقديم ذبيحة بل بمأدبة سماوية (خر24)، رأى فيها شيوخ إسرائيل الله وأكلوا وشربوا أمامه. فمن منظور العهد صار إسرائيل شعبًا لله وجعلهم كعائلته، فالعائلات تجتمع لتأكل. بل كان الله كأب يجمع أولاده ليأكلوا ويشربوا أمامه.
ولكن بعد كل هذا خان إسرائيل الله في موضوع العجل الذهبي، بل دخلت العبادة الوثنية إلى إسرائيل بعد ذلك. فكسر إسرائيل العهد بذهابهم لآلهة أخرى وثنية ودخلوا معهم في عهد.
ولكن الله لم ييأس من شعبه ووعدهم بعهد جديد (إر31). وكان هذا العهد الجديد مثل الأول أي للـ12 سبط فيقول إرمياء... بيت إسرائيل (شتات العشرة أسباط) وبيت يهوذا. فهو جمع الأسباط الاثني عشر في العهد "ها أيام تأتي يقول الرب واقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب" (إر31: 31 - 32).
ولو أن إرمياء لم يشر أن هذا العهد الجديد سينتهي بذبيحة ومأدبة، ولكن هذا ما أشار له الرب في مأدبته للتلاميذ "هذا هو دمى الذي للعهد الجديد" ثم للكنيسة كلها "اصنعوا هذا لذكرى"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وبهذا جعل المسيح دمه هو ختم العهد الجديد الذي تنبأ به إرمياء النبي. وأقام بعد الذبيحة مأدبة لتلاميذه كما عمل الله مع شيوخ إسرائيل في العهد الأول. ولكن كانت المأدبة من أكل جسده.
وكان الربيين يقولون "أن هذا العهد الجديد سيكون في نهاية الأيام ومع بداية العالم الجديد". وقالوا أيضًا "أن هذا العالم الجديد لن يكون أكل وشرب، بل تَمَتُّع بإشراقة وجه الله (الحضور الإلهي). ويكون الأكل والشرب في مأدبة خاصة أمام الله".
وهذا بالضبط ما يحدث في الإفخارستيا نأكل ونشرب في مأدبة سماوية أعدها المسيح لنا لكن من جسده ودمه. وهذه المأدبة كانت رمزًا لها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/new-testament.html
تقصير الرابط:
tak.la/sga3k7p