53فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. 54مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، 55لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَق وَدَمِي مَشْرَبٌ حَق. 56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.57كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي. (يو6: 53 - 56).
يقول الكاتب:-
أنه شاب كاثوليكي المنشأ ومتدين. وعندما ذهب هو وخطيبته البروتستانتية إلى راعي كنيستها ليحصلوا منه على موافقة بعقد صلوات الزواج في كنيسته، ولكن بطقوس مسكونية. وهذه الطقوس تقبلها العائلتان. وأمام إصرار والدَيّ العروس أن يكون الزواج في كنيسة بروتستانتية، اتفق الطرفين أن تكون الصلوات بطقوس مسكونية ولكن في كنيسة بروتستانتية. فذهب الشاب وعروسه لكنيسة العروس ليطلبوا موافقة راعي الكنيسة على استخدام الكنيسة لإتمام طقوس الزواج. ولما علم الراعي البروتستانتي أنه شاب كاثوليكي هاجمه بعنف، وأخذ يسخر منه ومن عقيدته لمدة ثلاث ساعات وبالذات في موضوع الإفخارستيا (وأن الإيمان بهذا السر مثير للسخرية وأنهم من آكلي لحوم البشر كأن من يؤمن بسر الإفخارستيا يتصور أن المسيح يأمرنا بأكل جثته). وفي موضوع الصلاة على الراقدين (قال أنهم يقومون بتحضير الأرواح). وعن العذراء مريم قال أنهم (يعبدون مريم ولا يعبدون الله وحده). وعن الأسفار المحذوفة قال أن الكنيسة الكاثوليكية قد أضافتها في القرون الوسطى. وكان هذا الراعي ينظر إلى الشاب وعلى فمه ابتسامة العارف المنتصر.
وهو كان شاب متدين وفي مبتدأ العشرينيات وما زال طالبًا في الجامعة، ولكنه لم يكن دارسًا متعمقًا في العقيدة فلم يتمكن من الرد عليه. وانتهى الحوار بأن قال الراعي للفتاة أن لا تتزوجه فهو غير مؤمن. وانصرفوا من عنده وهم يبكون.
وذهب الشاب لبيته ولم يتمكن من النوم وتدور في رأسه كل كلمات الحوار مع هذا الراعي، ولكن كان أكثر ما ثبت في ذهنه هو كلمات الراعي عن الإفخارستيا، لأن التناول من جسد الرب ودمه كان أكثر الأشياء أهمية في حياته. وكانت الأسئلة التي تدور في رأسه.... هل ما تربيت عليه من عقائد كان خطأ؟ لقد تعود على الذهاب أسبوعيًا للكنيسة والتناول من جسد الرب ودمه. فهو يؤمن أنه بعد صلوات الكاهن على الخبز والخمر فهما يتحولان إلى جسد المسيح ودمه، ويؤمن بحضور حقيقي للمسيح في السر تحت شكل الخبز والخمر. وكان ينصرف بعد القداس في فرح فهل هذا كله كان خطأ؟!... هو كان مؤمنا إيمانًا قويًّا لكنه لا يعرف إثباتًا لإيمانه من كلمات الكتاب المقدس. ويقول الكاتب أنه مع الوقت ومع تعمقه في الدراسة وجد عشرات الإثباتات على ما يؤمن به.
وقام هذا الشاب وأتى بكتابه المقدس وحينما فتحه إذا به أمام شيء عجيب، إذ أنه فتحه مباشرة لتقع عيناه على الإصحاح السادس من إنجيل يوحنا ووجد الآيات المذكورة عاليه أمام عينيه. ويقول أنه قام فرحًا، بل وباكيًا أكثر من شدة الفرح، فرح الشاب لأنه وجد أن إيمانه الذي تربى عليه كان صحيحًا، وبحسب ما قاله المسيح تمامًا، ومكتوب في الإنجيل. وتساءل هل لم يرى هذا الراعي هذه الآيات، وكيف قال أن التعليم بأن الأكل من جسد المسيح لم يرد بالكتاب المقدس، وكيف لم يرى تكرار المسيح وإصراره على أهمية الأكل والشرب من جسده ودمه وضرورة ذلك للحياة الأبدية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وفكر أن يقوم ويطلب هذا الراعي البروتستانتي ويشير له على هذه الآيات. ولكنه قال لنفسه أن هذا الراعي دارسًا وأنا لم أدرس الموضوع دراسة متعمقة، وسينتصر علىَّ في المناقشة، فلن أطلبه ولن أذهب إليه. ولكنه اتخذ قرارا بتغيير دراسته من الأدب الإنجليزي إلى دراسة اللاهوت. حتى حصل على الدكتوراة من جامعة نوتردام في اللاهوت. وكانت هذه المناقشة الحادة مع هذا الراعي البروتستانتي سببا في تغيير مجرى حياته بالكامل فصار دارسا متعمقا في الكتاب المقدس ومحاضرا ومؤلفا للكتب ومنها هذا الكتاب عن الإفخارستيا.
ويقول الكاتب أن سبب عدم إدراك هذا الوضوح في كلام الرب يسوع عن الإفخارستيا هو البلبلة التي أثارها من قالوا وعلموا بأن أقوال المسيح هنا هي مجرد رموز، وأنه لم يقصد المعنى الحرفي. واعتمدوا على قول الرب "الجسد لا يفيد شيئًا" (يو6: 63) وسنرى تفسير هذه العبارة فيما بعد. بل قال البعض أن يسوع كيهودي لا يمكن أن يقول مثل هذه الأقوال فهو يعرف أن ناموس موسى حرَّم شرب الدم تمامًا (لا17: 11) مع أن أقوال وتعليم المسيح عن الأكل من جسده والشرب من دمه موجود في الأربعة الأناجيل ورسالة بولس الرسول الأولى لكورنثوس.
ويقول الكاتب... لكن في خلال دراستي كان لي الفرصة أن يكون بعض أساتذتي في الجامعة من اليهود، وهؤلاء فتحوا أمامي الباب واسعا لدراسة كتب التقاليد اليهودية فتحقق لي موضوع في منتهى الأهمية حول المسيحية وهو: أنه إذا كنت حقا تريد أن تعرف من هو يسوع ومعنى أقواله وأفعاله يجب أن تترجم كلماته في سياق المفاهيم اليهودية، أي يجب أن تكون عارفا باليهودية القديمة كما تعرف أيضًا المسيحية القديمة. وهذا كما قال أحد أساتذتي اليهود "كان على يسوع أن يكون في أعماله وأقواله متوافقا مع كونه يهودي من الجليل، ولذلك فلكي تفهم يسوع يجب أن تدرك أن يسوع في أقواله وأعماله كان يجب أن يكون مفهوما من اليهود في أيامه. وبهذا أيضًا ستفهم لماذا قبله البعض وآمنوا به، ولماذا رفضه آخرون، ولماذا حاول البعض قتله". والمعنى أنه لا يمكننا الفصل بين رسالة المسيح وإيمان وأمال ورجاء سامعيه من اليهود فالمسيح كان يحقق تطلعاتهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/intro.html
تقصير الرابط:
tak.la/w6x2ymr