عاش المسيح يسوع بالجسد في مجتمع يهودي. وبالرغم أنه في بعض الأحيان تعامل مع بعض الأمم وقبلهم، لكنه كان يقول أنه جاء من أجل اليهود أساسًا، خراف إسرائيل الضالة "فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت15: 24). لذلك كانت كلمات المسيح موجهة أساسًا لليهود. ولذلك حتى نفهم كلام المسيح وأعماله يجب أن نفهم الفكر اليهودي لأن المسيح كان يكلم اليهود بأفكارهم. ونجد أنه في أول عظة له في مجمع الناصرة (لو4: 16 - 30) استخدم المسيح نبوات إشعياء (61: 1 - 4) ليقول لليهود أنه هو من تكلم عنه إشعياء وأنه المسيا الذي انتظروه طويلًا. فالمسيح استعمل الكتاب ليعلن عن نفسه وهذه عادة وتقاليد اليهود، الرجوع للناموس والأنبياء.
ولكن في بعض الأحيان وجدنا أن المسيح يعلم بأشياء مناقضة للناموس مثل الأكل من جسده والشرب من دمه ليحيوا حياة أبدية (يو6 + مت26: 26 - 28). وسنرى ماذا يعنى هذا.
وانقسم المسيحيين في ردود فعلهم على أقوال المسيح هذه، فقال البعض أن المسيح يقصدها حرفيًا وهي حقيقة. والبعض قالوا أنها مجرد رمز خصوصًا مع ظهور البروتستانتية حوالي القرن السادس عشر. بل ومنذ البداية قال بعض تلاميذه أن هذا الكلام صعب (يو6: 60) وكان كلام يسوع غير مقبول لديهم فانصرفوا عنه وتركهم يسوع يمضوا (يو6: 66). فهم كيهود يعرفون أن شرب الدم ممنوع بحسب الناموس (تك9: 3 - 4 + لا17: 10 - 12 + تث12: 16) وأن من يشرب الدم تقطع تلك النفس من شعبها (تقطع من الله ومن شعب الله) وكان هذا ينطبق على اليهود وعلى الأمم الذين يعيشون وسطهم.
وكان الدم يمنع لأن الحياة في الدم، والدم هو الذي يكفر بقوة الحياة التي فيه، وهذا ما مثل صعوبة لمن يسمع بأنه يشرب دم المسيح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان هذا الكلام صعبًا على اليهود خلال رؤية اليهود القديمة. واليهود الذين سمعوا هذه الأقوال من المسيح أخذوها حرفيا وليس رمزيا فهم قالوا "كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟" (يو6: 52). والمسيح لم يقبل حلًا وسط في هذا الموضوع وتركهم يمضوا. وأمام إصرار المسيح هذا ينبغي أن نأخذ الموضوع حرفيًا (1كو10: 16). ونأخذ كلام الرب كحقيقة ونؤمن بالحضور الإلهي في سر الإفخارستيا ومن لا يأكل ويشرب لا تكون له حياة فيه.
ونلاحظ أن هناك أشياء مشتركة بين اليهودية والمسيحية في بدايتها مما سهل على اليهود أن يتقبلوا المسيحية ويتقبلوا أشياء صعبة مثل الإفخارستيا، وأن الأكل من الخبز وشرب الخمر هما في الحقيقة الأكل من جسد المسيح والشرب من دمه، فهذا له جذور في الإيمان اليهودي، بل وكل الإيمان المسيحي له جذور في التعاليم اليهودية. كان الله يُعِّد الناس ليفهموا ما سيعمله المسيح. ولذلك علينا:-
1- دراسة الكتاب ودراسة العهد القديم.
2- دراسة تقاليد وكتابات أحبار اليهود (الربيين). (رابي أو رابوني تعني معلم ينبغي له الاحترام).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/sacrament.html
تقصير الرابط:
tak.la/8sv47gb