St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jesus-the-messiah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة السيد المسيح والزمان الذي عاش فيه - تأليف: ألفريد إدرشيم - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

59- الفصل الخامس والثلاثون: مشكلتين بخصوص السبت: 1- قطف السنابل، 2- شفاء ذو اليد اليابسة

 

St-Takla.org Image: The disciples of Jesus Christ plucking grain on the Sabbath and eating it, and the Pharisees questionings the matter (Matthew 12; Mark 2; Luke 6) - from "The Children's Friend: Pictures and Stories of the Life of Jesus" book. صورة في موقع الأنبا تكلا: تلاميذ السيد المسيح يقطفون السنابل من الحقل ويأكلون في يوم السبت، واعتراض الفريسيين (متى 12؛ مرقس 2؛ لوقا 6) - من كتاب "صديق الأطفال: صور وقصص من حياة المسيح".

St-Takla.org Image: The disciples of Jesus Christ plucking grain on the Sabbath and eating it, and the Pharisees questionings the matter (Matthew 12; Mark 2; Luke 6) - from "The Children's Friend: Pictures and Stories of the Life of Jesus" book.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تلاميذ السيد المسيح يقطفون السنابل من الحقل ويأكلون في يوم السبت، واعتراض الفريسيين (متى 12؛ مرقس 2؛ لوقا 6) - من كتاب "صديق الأطفال: صور وقصص من حياة المسيح".

(مت12: 1 - 21 + مر2: 23 - 3: 6 + لو6: 1 - 11)

 

الإنجيليين ليسوا مؤرخين وهم لا يهتمون بوضع الأحداث كما حدثت زمنيا، إنما هم يقدمون فكرة يريدونها أن تصل للقارئ عن الخلاص الذي تم بالمسيح. ونجد هنا الفريسيين الذين يتابعون المسيح، ويحيطون به في كراهية ليتصيدوا عليه أي خطأ، قد ظهروا في الصورة وأمسكوا عليه وعلى تلاميذه موضوع قطع السنابل وإبراء ذو اليد اليابسة. وكانت قوانين الربيين مؤلمة بخصوص أي عمل في السبت. فالسبت هو يوم راحة تامة ويوم بهجة، يعمل الرجل طوال الأسبوع ليدخر أمواله لشراء أفخر المأكولات ويضعونها على المائدة ليوم السبت. وللفقراء فهناك المشاركة العامة لهم ليستمتعوا بالسبت. والغريب في هذا أنهم قالوا أن الفقير إذا قام بشراء أطباق غالية الثمن سيكافأ على ذلك على الأرض وفي الأبدية. وفي السبت يرتدون أفخم ملابسهم. ولا يجوز الحزن أو الحداد في السبت وطبقوا في هذا قول سليمان "بركة الرب تغنى ولا يزيد معها تعب" وهذه جاءت في الإنجليزية "بركة الرب تجعل الإنسان غنيا، ولا يضاف معها حزن" (أم10: 22). ويقف السبت متفردا دونا عن بقية الأيام. فحتى لو جاء يوم الكفارة يوم السبت وهو يوم نوح يؤجل، فهو عيد أعطاه الرب لإسرائيل. وحتى عذابات جهنم تمتنع يوم السبت. أما كسر السبت لأى عمل فهو يعاقب بالرجم حسب المشناة. وهناك قوانين معقدة وكثيرة في هذا الموضوع. فهم مثلا وبحسب المشناة يعتبرون أن من يقطع سنبلة فهذا عمل يساوى الغربلة وبالتالي فقد كسر السبت. وحك السنابل بين راحتى اليد فهذا يساوى عملية درس الحنطة. وهرس السنابل يعتبرونه مساويا لطحن القمح. وهذا ما جعلهم يلومون التلاميذ حين فركوا السنابل. ولكن من المضحك في كيفية التحايل على القوانين، فتحريك حزمة قمح في الحقل من مكان إلى مكان، هذا يعتبر عمل، وهذا ممنوع. لكن يأتي الرجل ويضع ملعقة فوق الحزمة ثم يرفع الحزمة وعليها الملعقة وهذا ممكن إذ هو يريد نقل الملعقة. مثلا يمنعون أن يضع أحد ضمادة على جرحه لو جُرِحِ. سُئِل أحد الربيين - هل يحل في السبت أخذ دواء ملين (مسهل للمعدة)، فقال لو كان للعلاج فهو ممنوع، ولكن لو إستعمل ليفرح به الشخص فهذا مسموح به. ولو أصيب إنسان بألم في أسنانه فهم يمنعون الغرغرة بالخل لتسكين الألم، ثم يقولون يسمح بوضح فرشاة للأسنان في الخل ثم يمسح بها الأسنان. وتضيف الجمارا بأنه يسمح بالغرغرة على أن يبتلع الشخص السائل الذي في فمه بعد الغرغرة. وهذا كما هو واضح نوع من التحايل على قوانينهم. فهم يضعون قوانين متشددة ويعطون معها طرق للتحايل عليها.

وهنا نجد الرب يسوع يبرر موقف تلاميذه ويبرر لماذا يشفى يوم السبت. ونفهم الآن أن الفريسيين هاجموا التلاميذ ليس لأنهم كسروا قانونا إلهيا من التوراة بل قوانين موضوعة من قبل الربيين. والمقصود ليس التلاميذ بل إصطياد خطأ على المسيح لأنه لم يمنعهم. وبالنسبة لشفاء ذو اليد اليابسة فالكتبة وضعوه في الصف الأول ليحرجوا المسيح إذ يعرفون محبته وحنانه، وحينما يراه يشفيه فيتصيدوا عليه الخطأ في السبت.

وفي السبت الثاني بعد الأول (لو6: 1) = هذا التعبير يهودي صِرْف. إذ كانوا يقدمون باكورات الشعير وباكورات القمح للهيكل. وحصاد الشعير يأتي بعد الفصح وحصاد القمح يأتي بعد عيد الخمسين (50 يوما بعد الفصح). فكانوا بعد الفصح مباشرة (ثانى أيام الفصح) يذهبون بملء عُمُر من الشعير للهيكل (العُمُر مكيال للحبوب). وفي الخمسين يذهبون برغيفى خبز قمح للهيكل. وهناك عدد أيام محدود بين الفصح والخمسين. وهذه الأيام يعدونها باليوم. والتعبير السبت الثاني بعد الأول لا يقال على أي سبت بل هذا تعبير خاص بالأيام التالية بتقديم عُمُر الشعير للهيكل. وبعد تقديم هذا العُمُر يبدأ عد الأيام فيقال الأول والثانى والثالث وهكذا حتى نهاية الخمسين. وبالتالي يصبح السبت الثاني بعد الأول هو: إما أنه السبت الأول بعد اليوم الثاني لتقديم عُمُر الشعير. أو أنه السبت الثاني بعد اليوم الأول لتقديم العمر. وهناك أيضًا تفسيرات أخرى لهذا التعبير.

St-Takla.org Image: Threshing instrument (side view) - from the book: The Universal Bible Dictionary, edited by: F. N. Peloubet, 1912. صورة في موقع الأنبا تكلا: منظر جانبي لأداة درس البذور في آسيا الصغرى - من كتاب: قاموس الكتاب المقدس العالمي، تحرير: ف. ن. بالوبيت، 1912 م.

St-Takla.org Image: Threshing instrument (side view) - from the book: The Universal Bible Dictionary, edited by: F. N. Peloubet, 1912.

صورة في موقع الأنبا تكلا: منظر جانبي لأداة درس البذور في آسيا الصغرى - من كتاب: قاموس الكتاب المقدس العالمي، تحرير: ف. ن. بالوبيت، 1912 م.

ووصية السبت أساسًا ليكون السبت مقدسا لله = "قَدِّس يوم السبت" أي خَصَّصه لله، هو راحة للعبادة، والعبادة هي التي تعطي الراحة الحقيقية. ولكن بحسب قوانين الربيين كان أي خطر على حياة إنسان يمكن معه كسر وصية السبت وإنقاذه، وهذا لو كان الشخص المعرض للخطر يهوديًّا فقط. أما لو كان وثنيًّا أو سامريًّا فلا يجب كَسْر السبت، وطبقوا في هذا "إذا فعلها الإنسان يحيا بها" (لا18: 5). وخرج الربيين من هذا بأن أي وصية إيجابية تتفوق على وصية السبت. وهذا ينطبق على أي عمل في الهيكل، فكل أعمال الهيكل مبررة في السبت. وأيضًا كان هناك قانون للربيين "أنه يمكن كسر أي قانون للربيين إذا تعرض الشخص للخطر". وكل هذا يجب أن نضعه أمامنا لنفهم رد المسيح على الكتبة. فداود في هربه من شاول أكل من خبز التقدمة حين جاع وأعطى لمن يتبعه ليأكلوا -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.- وأن الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت وهم أبرياء. وكان ذلك في أيام أبياثار رئيس الكهنة (لاحظ أن المسيح ينسب رئاسة الكهنوت هنا لأبياثار بينما في (1صم22: 9) نجد رئيس الكهنة هو أخيمالك، والسبب إشتراك أبياثار مع أبيه أخيمالك في رئاسة الكهنوت). وكان هذا بحسب التوراة ممنوعا لأن خبز التقدمة لا يأكله سوى الكهنة فقط (لا22: 10). ولكن الربيين برروا داود في هذا، بأنه كان هناك خطورة على حياة داود هو ومن معه، فيحق له كسر قانون السبت وكل القوانين المرتبطة به. وأضاف الربيين أسطورة من عندهم لإظهار غيرة داود للسبت إذ قالوا أن داود قام بلوم الكهنة لأنهم خبزوا خبز التقدمة في السبت. وفي الحقيقة فإن السبب الحقيقى في أن داود لا يلام على ما فعله هو نفس السبب الذي يبرر للكهنة كسر السبت إذ يخبزون خبز التقدمة يوم السبت. فوصية السبت ليست فقط للراحة بل هي راحة للعبادة، وهذا معنى قَدِّس يوم السبت. فخدمة الله هي الهدف المنظور من الوصية. فالكهنة يعملون في السبت فعملهم هذا هو الغرض من السبت. ورئيس الكهنة سمح لداود أن يأكل هو ورجاله لأنه قال أنه كان ذاهبا ليعمل عمل الله بحسب أمر الملك، وليس لأنه كان هناك خطر على حياته. وبنفس الأسلوب فإن التلاميذ يأكلون ويفركون السنابل لأنهم في خدمة الرب يتبعون المسيح أينما ذهب. وخدمة المسيح وتبعيته هي أسمى من خدمة الهيكل. ولو فهم هؤلاء الفريسيين وصية الكتاب "أريد رحمة لا ذبيحة" (هو6: 6) ما كانوا قد إعترضوا على المسيح ولا على تلاميذه.

وهم إعترضوا على شفاء الرب للرجل ذو اليد اليابسة لأن حياته لم تكن معرضة للخطر. ولكن من قوانين الربيين أنه لو إمتنعت عن إنقاذ من هو معرض للموت فإنك بهذا تكون قاتلا. لذلك قال لهم الرب "تخليص نفس أو قتل" فمن لا يخلص النفس المشرفة على الموت يكون قاتلا. وكان رد الرب عليهم - إذًا من تعاليمكم أن فعل الخير جائز في السبت، بل تخليص حيوان مسموح به. أو ليس شفاء هذا الرجل هو عمل خير. فلم يجيبوا بل دبروا كيف يهلكوه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/sabbath-problem.html

تقصير الرابط:
tak.la/h97jfqr