ملحق رقم 2
فيلو السكندري ولاهوت الربيين
1) كان للربيين اليهود قواعد مجازية لتفسير الكتاب المقدس. فكان للرابى هليل مثلا سبع قواعد وجاء بعده الرابى سليمان من القرن الأول الميلادى. ووضع 13 قاعدة. وجاء فيلو ووضع قواعد كان لها بريق أكثر ذكاء. وإستخدم فيلو قواعد الجيماتريا وتعنى أن لكل حرف من حروف اللغة له مقابل رقمى [لم يكن الترقيم معروفا في العصور القديمة. فكانوا يستخدمون الحروف بدلًا من الأرقام فمثلا حرف أ = 1 ، ب = 2.. وهكذا] وقام فيلو بإستخدام هذه الوسيلة وحسب كلمتى جوج وماجوج فوجدها = 70 أي بحسب شعوب العالم كله [تك10 + تث32: 8] ووضع نظاما آخر للتفسير: فكان يأخذ الحروف الساكنة من الكلمة ويركب عليها كلمات فوجد مثلا أن معنى كلمة مذبح = مغفرة - بركة - فضيلة - حياة. وإستخرج طريقة أخرى للحساب وجد بها أن معنى كلمة شيشك (إر25: 26 + 51: 41) تعني بابل. وللربيين اليهود قواعد كثيرة للتفسير المجازى وتحتاج لمعرفة عميقة باللغة العبرية.
2) التمييز بين الله الغير مقترب إليه وبين الله كما يُظهِر نفسه عبَّر عنه فيلو بوسيطين قال أنهما القدرات واللوغوس (Potencies & Logos). ولهم تعبيرات مناظرة في اللاهوتيات اليهودية مع أنهما مشتقين من مصدر مختلف. وأيضًا هما يصفان الله بتعبيرين الأول يعبر عن فكرة الله كما هو واضح وجلى، والثانى الله كما يُظهِر نفسه. وبطريقة أخرى الأول حالة الله وعظمته ومجده والثانى أعمال الله:-
الأول:- حالة الله:- ويحتوى على تعبيرين ييكارا أو المجد العظيم & الشاكيناه أو الوجود الدائم.
الثاني:- العمل الذي يظهر به الله نفسه:- ويوصف هذا بالـ ممرا أو اللوغوس عند فيلو أو الكلمة.
وهناك تمييز أيضًا بين كلمتى ييكارا وشاكيناه. فالأولى تشير لما قال عنه القديس بطرس "المجد الأسنى" (2بط1: 17) فهنا كلمة المجد الأسنى هي ييكارا. ولنرى مثال لإستخدام كلمات تعبيرات ييكارا وشاكيناه وممرا من الترجوم لنص (إش6: 1 - 8)
1 "في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل" هنا السيد جاءت ييكارا - فمجد الله يملأ الهيكل السماوى. 3 وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض". فتسبحة الثلاثة التقديسات يقولها الملائكة مرتبطة بالشاكيناه أي مكان وجود الله الدائم. بينما مجده جاءت هنا ييكارا ويملأ كل الأرض. 5 "فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين وانا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد راتا الملك رب الجنود". هنا رأى النبي الـ"ييكارا" فإرتعب. 6 فطار الي واحد من السرافيم وبيده جمرة قد اخذها بملقط من على المذبح". هنا السرافيم أخذ جمرة من على مذبح الشاكيناه الذي أمام عرش الييكارا. 8 ثم سمعت صوت السيد قائلًا من ارسل ومن يذهب من اجلنا. فقلت هانذا ارسلني" نجد هنا النبي قد سمع صوت الممرا الذي ليهوه يتكلم بالآيات (9 ، 10). والقديس يوحنا إستخدم في إنجيله تعبير لوجوس لما قال عنه الربيين اليهود الممرا. وكان تعبير لوجوس عند فيلو هو المناظر لتعبير ممرا في الترجوم. وبالرجوع إلى (يو12: 40) نجد أن القديس يوحنا يطبق على المسيح ما قيل عن يهوه في (إش6: 9 ، 10).
ولقد ورد تعبير ممرا في ترجوم أنكيلوس منطبقا على الله 176 مرة ، 99 مرة في ترجوم أورشليم ، وفي ترجوم يوناثان 321 مرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/philo-of-alexandria.html
تقصير الرابط:
tak.la/k8mkh6m