قدَّم القديس لوقا قصة الرعاة وقصة سمعان الشيخ وحنة النبية الذين فتح الله عيون قلوبهم فعرفوا من هو هذا الطفل وفرحوا به وسبحوا الله على الخلاص. أما رؤساء الكهنة فكانت لهم المعلومات ولكن عيونهم مغلقة. وقدَّم القديس متى قصة المجوس الأمم. وكان هذا عجيبا. فالقديس متى يكتب إنجيله لليهود وها هو يقدم سجود الأمم للمسيح، بينما يتسبب ملك اليهود في هروبه إلى مصر. بينما القديس لوقا الذي يكتب للأمم نجده يقدم فرحة وتسبيح اليهود الأتقياء بالمسيح الذي كانوا ينتظروا مجيئه. ولكن إذا بدا هذا متناقضا لكنه تناقض ظاهرى مقصود. فما حدث فعلًا أن اليهود صلبوه أما الأتقياء منهم فرحوا به. والأمم قبلوه وآمنوا به.
والكلمة مجوس وردت في الترجمة السبعينية، وإستعملها فيلو ويوسيفوس لمن يقومون بأعمال السحر. والكلمة تشير للكلدانيين (كهنة الأوثان من بابل)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. أتى هؤلاء المجوس ليقدموا ولاءهم وهداياهم لهذا الملك الذي أعلن عنه النجم، وفي بساطة نشروا الخبر في أورشليم فهم تصوروا أن ملك اليهود سيولد في العاصمة أورشليم. ووصل الخبر إلى هيرودس الملك الوحشى الطبع، فترك عنده أثرا مضادا لما في قلب هؤلاء المجوس. كان هذا السفاح لا يتردد في قتل أي إنسان يتخيل أنه من الممكن أن يهدد عرشه. بل قتل من أبنائه وزوجاته. وكان لليهود تصور أن المسيا سيظهر فترة ثم يختفى ويعود للظهور، ومع ظهوره الثاني ستأتى ويلات رهيبة وهذا كان السبب في سؤال التلاميذ عن علامات مجيئه الثاني (مت24). ولهذا السبب أي الخوف من الويلات الآتية إضطربت المدينة (مت2: 3)، ليس بسبب الويلات فقط بل لأنهم يعرفون رد فعل هيرودس الوحشى إن سمع أن هناك ملك لليهود. وإستعلم هيرودس من المجوس عن ميعاد ظهور النجم وقدَّر الوقت اللازم لهم للوصول من مكانهم إلى أورشليم وقتل كل الأطفال دون سنتين ليضمن أنه قتل المنافس له على العرش. وبحسب (مى5: 2) فالمسيح يولد في بيت لحم. ونلاحظ أن توقعات اليهود لخضوع الأمم للمسيا شيء مختلف تمامًا عن ما حدث، أن عدد قليل من المجوس يأتوا ليسجدوا للمسيا.
قام بعض علماء الفلك اليهود بدراسات فلكية وحددوا من النجوم ميعاد ظهور المسيح. ويستبعد الكاتب تمامًا أي صلة بين نجم المجوس وبين نبوة بلعام عن الكوكب الذي يبرز من يعقوب (عد24: 17) وأيضًا لا يجد أي صلة لهدايا المجوس مع نبوة إشعياء (60: 6). ويستبعد تمامًا دراسات اليهود الفلكية هذه. ولكنه يقدم دراساتهم.
[القديس يوحنا ذهبي الفم قال أنه لا يوجد نجم يقود مجموعة من البشر ويقف فوق المكان الموجود به يسوع، إنما أرسل الله ملاكا في شكل نجم نورانى ليقودهم. وكان الله يتكلم معهم بحسب فكرهم، فهذه هي لغتهم التي يفهمونها. وهكذا الله دائما يرشد كل من يبحث عنه بإخلاص "أتريد أن تبرأ". الله أرشد من طلب المسيح أما اليهود وملكهم فكان لهم رأى آخر فلم يجدوه]
كانت هدايا المجوس من نتاج بلدهم لتعبر عن تقديرهم لشخص المولود ولكن إتضح أن لها معان رمزية. ربما هم قدموا الذهب فهذه هدايا الملوك وهم يعرفون أنه ملك.
قتل هيرودس الطاغية أطفال بيت لحم فكانوا باكورة الشهداء على اسم المسيح. أما المسيح فقد ذهب إلى مصر ليهرب من المذبحة لكى يتمم الخلاص بعد ذلك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/magi.html
تقصير الرابط:
tak.la/kkwt7x8