ملحق رقم 5
علوم اللاهوت والآداب عند الربيين
راجع الكتاب الأول - الفصل الثامن لترى أهمية التقاليد وسطوتها عند اليهود أيام المسيح وما قبل المسيح. الهالاخوص = أو الهالاخا بمعنى كيف سار الأباء، وعلى الأبناء إتباع نفس الطريق. وهى تشريعات قالوا أن موسى سلمها للأباء في سيناء. وتشمل قوانين خاصة بما هو طاهر وما هو نجس والعلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة وقوانين الأهداب التي توضع في الملابس... إلخ. وقالوا إن بعض هذه التشريعات منسوب ليشوع والبعض نسبوه لداود والبعض لسليمان وواحد ليهوشافاط وواحد ليهوياداع. وهناك تشريع قالوا أن دانيال النبي وضعه وأنه يمنع خبز وخمر وزيت الوثنيين. وزادت هذه الشرائع بعد فترة السبى ونسبوا بعضها للأنبياءالذين إشتهروا في هذه الفترة. وينسب لعزرا عدد كبير من هذه التشريعات.
هناك تشريع بأن لَمْس التوراة (تشمل كل العهد القديم) ينجس يد من يلمسها. ومصدر هذا التشريع بدأ بأن هناك نسخة من التوراة محفوظة في الهيكل. وإعتاد الكهنة على وضع جزء من الخبز المقدس الذي لا يَحِل أكله إلا للكهنة وعائلاتهم. وكان هذا الخبز يجذب الفئران. وبالتالي قد تقرض نسخة التوراة وتدمرها. وبدأت سلسلة من التشريعات بدأت بأن تلامس الخبز المقدس مع التوراة ينجسه. وجاء بعده تشريع آخر بأن اليد التي تتلامس مع التوراة تتنجس. وبعده قالوا أن أي يد خارج الهيكل تمتد للتوراة تنجسها. ومثل هذه التشريعات الفريسية العجيبة جعلت الصدوقيون يسخرون منها. وكان لأسفار موسى الخمسة منزلة سامية عندهم أكثر من باقى الكتب (الأنبياء والكتب المقدسة وتطلق على باقى الكتاب أي الأسفار الشعرية والتاريخية). وضموا الأسفار النبوية والكتب المقدسة مع التقاليد الشفوية وأسموها الكابالاة أي ما تم إستلامه.
ويقول الربيين أن الأسفار الخمسة لموسى إستلمها مرة واحدة من الله حتى بما فيها الآيات الأخيرة من سفر التثنية في الإصحاح الأخير التي تتحدث عن موته وقالوا أن الله سلمها له هكذا وقالوا أن موسى كان يبكي وهو يكتبها. (وقال البعض بل أن الله سلم موسى الكتب الخمسة فرادى). وقالوا أن موسى هو رجل الله، وهذه تعني أنه له جانبين في طبيعته، الأقل هو الإنسانى والأعلى أن له جانب إلهي، ولكن تمجيده يعتبر تجديف. وقالوا لو لم يخطئ إسرائيل لما كان هناك سوى التوراة (خمسة أسفار موسى) وسفر يشوع. ولكن في الأيام الأخيرة لن يبقى سوى التوراة. وقالوا إن التوراة تفسر نفسها وواضحة لكن الأنبياء فيهم غموض. ولكنهم يضعوا إشعياء على رأس الأنبياء ويقولون أنه التالي لموسى. ومع أن حزقيال رأى رؤيا مشابهة لإشعياء إلا أنهم قالوا أن إشعياء كان كرجل من المدينة وقد رأى الملك أما حزقيال فكان كقروى من القرية. وبسبب نبوة دانيال (9: 24 - 27) والتي تتنبأ بالسنة التي يولد فيها المسيح إعتبروا أن نبوة دانيال مزورة ومنسوبة للكتاب المقدس. ونلاحظ أن التشكيك في قانونية سفر دانيال لم يحدث أبدًا في المجامع القديمة أو من الربيين القدماء الذين إعتبروا نبواته رؤى، بل ظهر هذا التشكيك مع الجدد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/literature.html
تقصير الرابط:
tak.la/dhq9azx