St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jesus-the-messiah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة السيد المسيح والزمان الذي عاش فيه - تأليف: ألفريد إدرشيم - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

35- الفصل الحادي عشر: الخدمة الأولى في الجليل

 

St-Takla.org         Image: Israel, Sea of Galilee (Lake of Tiberias), between 1890 and 1905 صورة: بحر الجليل، بحيرة طبرية، إسرائيل، رسم من سنة 1890-1905 تقريبًا

St-Takla.org Image: Israel, Sea of Galilee (Lake of Tiberias), between 1890 and 1905

صورة في موقع الأنبا تكلا: بحر الجليل، بحيرة طبرية، إسرائيل، رسم من سنة 1890-1905 تقريبًا

(مت4: 13 - 17 + مر1: 14 ، 15 + لو4: 15 - 32)

 

أول زيارة للمسيح لمجمع الناصرة بلده "حيث كان قد تربى" لخصت تاريخ عمل المسيح مع اليهود "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله". وكما لم تقبله خاصته في مجمع الناصرة لم يُقبل في هيكل أورشليم (يو2: 18 - 21). بل إتخذت كلماته شهادة ضده عند محاكمته. أما في الناصرة فأخرجوه من المجمع وحاولوا قتله. وغالبا فقد تمت دعوة المسيح لكى يعظ بسبب شهرته التي سبقته، وما عمله في كفر ناحوم ومعجزة قانا التي تبعد عنهم 4 أميال. بل وحمل الناصريين في عودتهم من أورشليم أخبار ما عمله في الهيكل. وربما أراد أهل الناصرة وطنه أن يختبروا هل يستحق كل ما سمعوه عنه أو أرادوه أن يصنع ما صنعه في كفر ناحوم.

وبحسب ما تم شرحه في الفصل السابق عن طريقة العبادة في الهيكل. فكان على المسيح الذي سوف يعظ أن يقوم بالصلاة والتسابيح وصلوات البركة قبل الكلمة. ثم يقرأ الكهنة الموجودين أجزاء التوراة ثم اللاويين. وبعد هذه الطقوس كان يقف على المنبر المدعو ليعظ وكان هو المسيح في هذا اليوم. وكانت القراءات التي تقرأ مرتبة من قبل الربيين لتقرأ في كل المجامع [نفس نظام القطمارس أي القراءات اليومية في كنيستنا الأرثوذكسية]. وواضح طبعًا الترتيب الإلهي الذي حدد هذه القراءات في هذا اليوم فكانت القراءة التي وضعت أمام المسيح ليقرأها هي (إش61: 1 ، 2). فلا توجد آيات تعطى رجاء لإنسان بقدر هذه الآيات "روح الرب علىَّ، لأنه مسحنى لأبشر المساكين، أرسلنى لأشفى المنكسرى القلوب، لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة" (إش61: 1 ، 2). بل ولا توجد أنسب من هذه الآيات ليبدأ بها المسيح رسالته. وكان النظام المتبع كما سبق شرحه أن يصمت الحاضرون تمامًا إلى أن ينتهى الواعظ من وعظته ثم تبدأ الأسئلة والحوار.

وتعجب الجميع من كلمات النعمة التي قالها والتي لم يسمعوا مثلها من أي من الربيين من قبل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وإنتظر المسيح أن يكون هنا أسئلة أو حوار روحي حول "كيف نبدأ أو ما هو المطلوب منا لنحصل على هذا الخلاص" أو أسئلة عما وعظ به. لقد كانت عظة المسيح بحرارة قلب راجيا إيمانهم لأجل خلاص نفوسهم. فهذا المكتوب في إشعياء قد تحقق فيه. ومن العجيب أن من يصلي ويعظ في وسطهم هو ابن الله نفسه والذي لا بد أن تشعل حرارة صلواته قلوب الحاضرين، ولكن كان تعليقهم "أليس هذا ابن يوسف النجار الذي نعرفه". وهذا ما أثار في السيد غضبا مقدسا. والقول القديم المعروف أن "أعمال الخير تبدأ من بيتك ووطنك" أو كما يقول اليهود "أيها الطبيب إشف نفسك". ولكن كيف يعمل المسيح لهم أعمال خير وهو في حالة الغضب هذه. فهو أتى لأجل خلاص النفوس ولهدم مملكة الشر وليس لعمل معجزات. ولكنهم لم يلتفتوا إلى كل ما قاله في عظته، لكنهم بحثوا عن معجزات. فكان تعليقه أنه غير مقبول في وطنه. وأشار الرب لعدم إستحقاقهم لعمل أعمال معجزية وسطهم إلى ما حدث أيام إيليا وإليشع. وواضح من إشارة المسيح إلى أرملة نايين ونعمان السريانى أن الأمم هم الأولى بأعماله وأنه سيتجه للأمم. وهذا ما أثار المجمع ضده ودفعوه خارج المجمع وحاولوا إلقاءه من فوق صخرة إرتفاعها حوالى 40 قدم (حوالى 13 متر). ولكن هيبته الإلهية أوقفتهم ومر في وسطهم دون أن يمسه أحد.

وإتجه الرب يسوع بعد ذلك إلى كفر ناحوم ليستقر هناك، وتصير كفر ناحوم وطنه في الجليل. هناك على الأقل أصدقاءه وتلاميذه الأوائل بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا إبنا زبدى. والأهم وهذا هو ما يبحث عنه المسيح أن هناك في كفرناحوم الكثيرين الذين سيقبلون عمله ويؤمنون به ويملأون كنيسته مثل قائد المئة الذي بنى المجمع في كفرناحوم وهناك يايرس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/galilee.html

تقصير الرابط:
tak.la/xvx325m