St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jesus-the-messiah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة السيد المسيح والزمان الذي عاش فيه - تأليف: ألفريد إدرشيم - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

75- الفصل الثالث عشر: للتلاميذ - حدثين والتعليم المقصود منهم

 

St-Takla.org Image: The twelve Disciples with Jesus Christ ancient icon, and showing at the top also Saint Mary and St. John the Baptist. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور الـ12 تلميذ (التلاميذ الاثني عشر) مع السيد المسيح، ويظهر في أعلى الصورة كذلك السيدة العذراء والشهيد يوحنا المعمدان.

St-Takla.org Image: The twelve Disciples with Jesus Christ ancient icon, and showing at the top also Saint Mary and St. John the Baptist.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور الـ12 تلميذ (التلاميذ الاثني عشر) مع السيد المسيح، ويظهر في أعلى الصورة كذلك السيدة العذراء والشهيد يوحنا المعمدان.

(لو12: 1 - 13: 17)

 

إنتهت مأدبة الفريسي للرب بتوبيخه للفريسيين والكتبة هؤلاء الذين يكرهونه كراهية شديدة. وتبع هذا مباشرة تحذيره لتلاميذه من خمير الفريسيين الذي هو رياءهم. ولكن هناك فرق كبير بين إنذاره للفريسيين وتوجيهه لتلاميذه. فكان يحذر الفريسيين من أحكام غضب إلهية آتية نتيجة تصرفاتهم، أما لتلاميذه فكان كلامه تحذيرًا من التشبه بخطايا هؤلاء. كان كلامه لتلاميذه لمنعهم من الخطأ أما كلامه للفريسيين فكان بلهجة الإدانة والإتهام. ونجد الرب هنا يوجه تلاميذه على ضوء ما حدث على مائدة الفريسي. فتحذير الرب لتلاميذه هنا أتى مباشرة بعد ما حدث على مائدة الفريسي. وكان الرب قد حذر تلاميذه بكلام مماثل لما قاله هنا قبل إرساليتهم (مت10) وكان ذلك في بداية خدمته. ولكنه هنا يكرره في خلال خدمته في بيرية في نهاية أيام خدمته على الأرض. وهناك فروق بين حديث الرب هنا وحديثه هناك:- فهنا نجد ألاف قد إجتمعوا حوله، عددا كبيرا من بيرية حتى داس بعضهم البعض. وهنا حدد تهمة الفريسيين وهى رياءهم أي إهتمامهم بالمظاهر والمداهنة والخداع ومحاولة إظهار التقوى والتسابق في هذا، وخاف الرب من أن ينجرف تلاميذه وراء هذا السباق.

وبعد تعليم المسيح لتلاميذه في بيرية قال لهم مثل الغنى الغبى. وكان تطبيقه للموجودين من غير تلاميذه هو الكف عن الطمع = "هكذا الذي يكنز لنفسه..". أما لتلاميذه فكان التطبيق هو طمأنتهم على الغد = "أقول لكم لا تهتموا.. لا تخف أيها القطيع الصغير..". وكان طلب الرب لتلاميذه أن يوجهوا نظرهم على شيء واحد فقط هو ملكوت الله ومجيئه الثاني فهو قد يأتي في أي لحظة، غير مهتمين بشئ من هذا العالم. هو كسيد ذهب إلى عرس وعليهم أن ينتظرونه وخلال فترة إنتظاره عليهم أن يخدمونه بأمانة. وقد يأتي في الهزيع الثاني أو الثالث لكنه سيأتى فجأة والرب لم يذكر الهزيع الأول فهذا يكون مبكرا، ولم يذكر الهزيع الرابع فهذا يطول إنتظاره. [ومعنى هذا روحيًّا أن نضع في قلوبنا أن هناك وقت ولا نيأس بل نخدم الله، ولا نتكاسل واضعين في قلوبنا أنه ما زال هناك وقت طويل إذًا دعنا نتكاسل الآن]. وكان اليهود يقسمون الليل إلى ثلاثة هزع، ثم جعلوها أربعة متأثرين بالرومان. وكان سؤال بطرس للرب "ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضًا" لأن بطرس في ظل التقاليد اليهودية يفهم أن التلاميذ يكونون مع معلمهم في كل مكان وكذلك في الأفراح. ولم يكن يفهم وقتها أن المسيح سيتمجد أولًا بجسده ثم نذهب كلنا معه حينما يأتي في المجئ الثاني. وإلى أن يأتي فالكل يخدمه.

نجد بعد هذا حدثين قبل ذهاب السيد إلى أورشليم في عيد التجديد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكل حدث منهم ينتهى بحديث قصير للمسيح ويختم بمثل. أولهما حين سألوا المسيح عن مذبحة بيلاطس لـلجليلين الذين أتوا ليقدموا ذبائحهم في الهيكل، وكانت هذه واحدة من كثير رأى فيها اليهود إضطهادا بربريا من بيلاطس. وهؤلاء ظنهم بيلاطس من الثوار الجليليين وهؤلاء مركزهم في الجليل. وغالبا كانت الإشارة لحادثة قتل الجليليين متعلقة بما قاله الرب من قبل عن تمييز الأزمنة، فالمسيح إتهمهم بأنهم لا يستطيون تمييز الأزمنة. ونفهم معنى سؤالهم من إجابة الرب إذ قال لهم "تظنون أنهم كانوا خطاة أكثر من كل الجليليين، كلا بل توبوا أنتم". هم يريدون تحويل دفة حديث الرب تجاه شيء آخر للجدال. فقالوا أن هؤلاء الجليليين من مواطنيك وقد ظنهم بيلاطس من الثوار الجليليين وقد يكونوا منهم أو أبرياء وإستشهدوا بالخطأ. وكعادة اليهود أنهم يربطون بين الخطايا والعقوبات، وهنا أرادوا أن يقولوا للرب نعلم كيف نميز الجو ومتى تجئ العاصفة - وأن علامات الأزمنة التي تريدنا أن ننظر إليها هي هذا الإضهاد والمذابح ضد اليهود. ولكن ألست ترى أن موت هؤلاء الجليليين كان بسبب خطاياهم وكانت هذه عقوبة مناسبة لخطيتهم. وكان رد الرب بل توبوا أنتم وإلا فإن الرومان سيدمرون كل شيء. أما قصة البرج:- فقد أراد بيلاطس أن يشق قناة داخل أورشليم فأخذ من نقود الهيكل وإستخدم عمالا من أورشليم ليشقوا القناة. فإعتبر اليهود هؤلاء العمال خطاة لأنهم إشتركوا في هذا العمل الذي إغتصبت فيه أموال الهيكل. ورأوا أن حادثة سقوط البرج عليهم أنها عقاب إلهي لهم هم يستحقونه. وقال المسيح هنا أنه من الخطأ أن نقول أن كل مصيبة تلحق بشخص هي عقوبة إلهية ضده. ولتطبقوا هذا على الجليليين ومن مات في حادثة برج سلوام. وألحق الرب بكلامه مثل شجرة التين غير المثمرة ليدعو كل اليهود للتوبة قبل الإعصار الروماني الآتى إن لم يتوبوا. وكان الحدث الثاني شفاء المرأة المنحنية. ثم جاء وراءها أمثلة عن الملكوت الذي أتى الرب يسوع ليؤسسه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/disciples.html

تقصير الرابط:
tak.la/nnq7ajk