(لو12: 13 - 21 + 13: 6 - 9 + 14: 16 - 24)
نجد هنا 3 أمثال فيهم تحذير وإنذار:- الغني الغبي (تحذير للأفراد) - التينة التي لا تثمر (تحذير للأمة اليهودية) - الوليمة العظيمة (تحذير لرجال الدين اليهود).
من الألاف الموجودين حول الرب كان هناك شخص له مشكلة ميراث مع أخيه، وأراد أن يكون المسيح قاضيا بينهما. ولكن المسيح جاء يدعونا للسماويات ولم يُرِدْ أن يتدخل في الأرضيات فهذه لها قضاة، بينما المسيح بالجسد لم يكن له حق الحكم بين الناس كقاض. وقوانين الميراث واضحة في الشريعة (البكر له ضعف نصيب إخوته وكل الإخوة متساوين). ونلاحظ أن المشكلة هي مشكلة طمع، فإما الأخ الأكبر طماع وأخذ كل الميراث، أو أن يكون الشاكى وهو الأصغر وأنه غير راضى عن أن يكون نصيبه نصف أخيه البكر ويريد أن يقتسمه مع الأكبر. لذلك قال الرب مثلا عن غنى غبى وهذا إهتم بأمواله وغناه الأرضى ولم يهتم بالسماويات. أما الأرضيات فالله لا ينسى حتى العصافير ويقوتها (1تى6: 8). وهناك عدة نقاط يجب ملاحظتها: *أرض الغنى لم تثمر بعد، لقد أخصبت فقط. فعاش في أحلام اليقظة أن المحصول سيكون كبيرا وسيغتنى. هي نظرة طمع وأحلام يقظة بغنى زائد، فما أهمية أن نعيش في وفرة زائدة عن حاجتنا. *المشكلة ليست في تفكيره في بناء مخازن، بل في عدم تفكيره في الله وفي أبديته. *لم يفكر هذا الغنى في أنه قد يموت قبل أن يظهر المحصول. قال أحد الربيين لتلاميذه "قدموا توبة في اليوم السابق لموتكم" فقالوا له "وهل يعرف أحد ميعاد موته"، فأجاب "لذلك قدموا توبة كل يوم بل عيشوا حياة التوبة".
صاحب الكرم زرع تينة وسط كرمه، والكرمة مكان مفضل. وهذا ليس غريبًا فشجر التين والنخيل والزيتون تعتبر من الأشجار الثمينة، وهذه لا تقطع حتى لو كانت تعطى ثمارا قليلة. وتعتبر شجرة التين من أكثر الأشجار إثمارا. ولو كان هناك شجرة تين لا تثمر ثلاث سنوات يقطعونها:- *تأخذ مساحة من الأرض بلا فائدة. *جذورها تدمر الأرض. وتعتبر شجرة التين رمزًا لإسرائيل (يؤ1: 7) وفي العهد الجديد فالكرمة هي رمز الكنيسة. والمعنى أن الله زرع إسرائيل في مكان مفضل له.
هذا المثل موجه للقيادات الدينية التي تمثل مملكة الله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. هذه التي لم تقبل المسيح ورفضت دعوته. وقال الرب هذا المثل بعد عودته من عيد التجديد في أورشليم. وقال المسيح هذا المثل في وليمة في بيت فريسي يوم سبت، وقطعا دعا هذا الفريسي الكثير من الفريسيين والربيين وكانوا يراقبونه (لو14: 1). وأبرأ الرب المستسق. ثم أعطى الفريسيين درسًا في أنهم بتصلب أفكارهم وكبريائهم لم يكن لهم ثمر وسط شعب الله في مملكة الله بل جعلوا شعب الله في خطر، وأعطاهم درسًا في التواضع بدلًا من الكبرياء والإحساس بالبر الذاتى. وطلب منهم دعوة الفقراء والبسطاء على موائدهم فيكافئوا في قيامة الأبرار على عمل المحبة تجاه الفقراء والبسطاء. وبحسب الفكر الفريسي فإنهم كانوا يتصورون أن قيامة الأبرار أكل وشرب. فقال أحد المدعوين "طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله". وهذا الفريسي يثق أن وليمة ملكوت الله للأبرار هي مضمونة له فهو فريسي. هذا الشخص إستمع جيدا لما قاله المسيح ولكنه أساء الفهم. وربما قال هذا الفريسي هذا التعليق ليوقف كلام الرب ليكف عن توبيخ الفريسيين، أو ليحول مجرى الحديث إلى معنى آخر غير الذي يقصده المسيح من مكافأة أعمال المحبة، فتحدث عن بركات المستقبل له ولأمثاله من الفريسيين. وقطعا فكلامه هذا يفسد المعنى الذي قصده المسيح. ولهذا الرجل بالذات وجه الرب مثله عن الوليمة العظيمة التي هم مدعوون إليها ورفضوها.
فصاحب الوليمة والدعوة هو الرب يسوع نفسه، الذي أرسل الأنبياء ويوحنا المعمدان أخيرا ليدعو هؤلاء الفريسيين وغيرهم. ولكنهم رفضوا هذه المملكة لأنها لم تكن على هواهم ورغباتهم بحسب أفكارهم المادية. ولم يقبلوا صاحب الوليمة نفسه الذي دعاهم. هم كانوا سعداء بمراكزهم الدينية وأموالهم وتكريم الناس لهم، ورفضوا فكرة التنازل عن هذه المظهريات. هم في كبريائهم تركوا هذه الوليمة لمن فهموا أنها وليمة وفرحوا بها، أي البسطاء والعرج والجدع والعمى إشارة للأمم الوثنية.
ويوجد أيضًا مكان = هناك مكان متسع في كل وقت لكل من يقبل ويأتى.
وأما لهذا الفريسي وأمثاله من المتكبرين = ليس واحد من هؤلاء الرجال المدعوين يذوق عشائى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/3-warning-parables.html
تقصير الرابط:
tak.la/svb5tfj