(لو15)
هذه 3 أمثال إنجيلية مفرحة عن إسترجاع من ضل عن طريق السماء. في مثل الخروف الضال نرى سعى الله بلا كلل وراء الضال، وفي هذا المثل التركيز على الضال. وفي مثل الدرهم المفقود نرى إهتمامه وتلهفه على المفقود وهنا التركيز على البحث. وفي مثل الابن الضال نرى الحب الذي لا يتوقف، والتركيز هنا على الإسترجاع. وكانت تعاليم الربيين والفريسيين عكس تعاليم المسيح، فموقفهم من الخاطئ تُبْ أولًا حينئذٍ تجد رحمة الله ومكافأته. أما الإنجيل أي بشارة المسيح المفرحة للخطاة، هو أنه يقبلهم كما هم حين يأتوا إليه وهو يبحث عنهم ويدعوهم ويغفر لهم، ويفرح وتفرح السماء بعودتهم (في مثل الوليمة العظيمة بالفصل السابق نفهم أن العمى والعرج...المدعوين للوليمة هم الخطاة). كان الرب يدعوهم ليس ليستمروا خطاة بل ليتوبوا وينضموا لملكوت الله ["إذهبي ولا تخطئى أيضًا"]. والمكافأة لن تكون في السماء بل هنا على الأرض. وحينما وجد الفريسيين الرب يسوع يذهب لبيوت الخطاة بل ويدعوهم تذمروا عليه وإنتقدوه.
هذا المثل موجه للفريسيين، حينما قال لهم السيد عندما كان يشفى يوم سبت "من منكم يسقط حماره أو ثوره في بئر ولا ينشله حالا في يوم السبت" (لو14: 5). نرى في هذا المثل أهمية خروف واحد ضال مع أنه هناك 99 باقين. ربما في نظرنا أن خروف واحد لا يساوى المجهود إنما أمام الله هو له أهميته. لقد بدا أمام الخروف الأحمق أن يتجول بعيدا، وفي نظر اليهود المتغطرسين أن يتركوا هذا الخروف كأنه يستحق ما سيحدث له. أما الرب يسوع فله وجهة نظر أخرى كلها عطف على هذا الخروف. ونجد نفس المثل مستخدم في (مت18: 10 - 14) ولكن لهدف آخر. ففى إنجيل القديس لوقا يتكلم عن ضياع الخروف. أما في إنجيل القديس متى فالمثل يأتي بعد حديث الرب عن الأطفال الصغار ليظهر أنه يجب إعتبار أن الصغير المفقود له أهميته عند الله، فهؤلاء الصغار لهم ملائكة ينظرون وجه الله في السماء.
في مثل الخروف الضال، نجد الخروف قد ضل طريقه في البرارى، إنما في مثل الدرهم المفقود فهو ما زال داخل المنزل ولكن ربما مغطى بالتراب وغير ظاهر. والتراب تجمع حوله ربما من الأحداث التي تحدث حوله. وإذا تغطى بالتراب فقد غاب عن النظر ولم تعد المرأة قادرة على الإستفادة به وربما ينسى ويضيع للأبد.
ونجد أن الرب يسوع وضع مكانا عاليا للتائب. ولقد فهم بعض الربيين وليس الكل أن التائب له مكان مميز عند الله أكثر ممن كان بارا دون سقوط وذلك من (إش57: 19). وقال بعض الربيين أن طريق الصلاة قد يكون مغلقا أما طريق التائب فهو مفتوح دائما. وأن الله يرسل رسلا للخاطئ ليعود كما أرسل إرمياء لإسرائيل الخاطئة. ويختلف مثل الابن الضال عن ما قبله بأنه ضل بإرادته الحرة من داخل بيت أبيه، وليس كالخروف الضال الذي ضل وراء طبيعته التي بلا فهم، أو كالدرهم المفقود الذي تغطى بالتراب بسبب أعمال غيره. ولاحظ أن بيت الأب لم يكن في فقر بل في وفرة من الغنى [هذا يشير للفرح والسلام لمن يحيا في عمق العلاقة مع الله]. ولنلاحظ فرحة الأب بعودة ابنه وفرحة الابن بالعودة لغنى أبيه، مع غضب الابن الأكبر الذي يناظر غضب الفريسيين بقبول المسيح للخطاة. ولكن لاحظ رقة الأب مع الابن الأكبر فهو ما زال يدعوه ابنه وما زال فاتحا أمامه كنوز قصره. وما زال الباب مفتوحا لكل من يقبل من اليهود، بل نعلم أن هناك بقية ينتظر الله عودتها في نهاية الزمن.
الخرنوب = هو طعام الأكثر فقرا ولا يناسب إلا الحيوانات. ولكن بعض الزاهدين كانوا يأكلونه مثل حنينا بن دوسا وسمعان بن يوخاى ويوحنا المعمدان. وتستعمل أوراقه في الكتابة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/3-gain-parables.html
تقصير الرابط:
tak.la/g3ypv4t