هناك اختلاف جذري بينهما فهي في الحيوان مجرد دافع يؤدى إلى استجابة لمجرد إنهاء توتر أو تفريغ طاقة.. أما في الإنسان فهي ليست دافعًا حيوانيًا بل غريزة إنسانية تعمل لخدمة الكيان الإنساني ولها ضوابط ومملوءة عواطف راقية.. ولها أهداف سامية.. وليست مجرد إنهاء توتر أو تفريغ طاقة.. فهي أرقَى وأسمى نشاط حيوي في الإنسان به نُؤهل أن نكون أسمى المخلوقات على وجه الأرض.
فهي تخدِم غرض سامِ مُقدس.. وهدفها وحدة الكيان الإنساني وتحتضِن الصفات الإنسانية الروحية والعقلية والعاطفية.. وما يؤكد ذلك على سبيل المِثال في غريزة الأكل أنَّ الإنسان عندما يجوع لا يأكل أي شيء.. ولا في أي مكان.. بل قادر أن يتحكم في نفسه فيما يأكل والأسلوب الذي يقبله كإنسان ويمكن أن يصوم تمامًا أو يصوم عن أنواع من الأطعمة.. إنه يتعامل مع الغريزة في مقدرة كاملة.. ويتحكم فيها ويسوسها ويُروضها ويمزجها بالمشاعر.. ويوجهها لا لشيء إلاَّ لأنه إنسان قادر أن يتحكم فيها.. وقادر على قيادتها نحو الغرض الذي وجُدت من أجله فهي إنسانية.
وأجِدك اختبرت ذلك بنفسك بينما أنتَ صائِمًا... مع كونك جائِعًا إلاَّ أنك رفضت أن تأكل.. ثم في ميعاد الأكل أكلت ما يُناسب صومك.. فماذا حدث لغريزة الجوع؟ الروح رفعها.. والعقل ضبطها.. والعواطِف قدِّستها...
ليس الحال كذلك في الحيوان.. حيث تتحكم الغرائِز في السلوك ويستجيب تلقائيًا وسريعًا لغرائِزه التي تقود سلوكه.
وإن فشل الإنسان في توجيه غريزته.. معناه نزول الإنسان عن مستواه الراقي.. فيُدمر أغلى ما يملك.. (روحه وعقله وعواطفه وكيانه وصحته).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/purity/sexual.html
تقصير الرابط:
tak.la/7rfw8q7